تداولت أنباء من طهران أن آية الله حسين الشيرازي، النجل الأكبر للمرجع الشيعي آية الله صادق الشيرازي المعارض لنظام ولاية الفقيه، تم منعه من مغادرة طهران عن طريق مطار الإمام الخميني باتجاه الكويت.
يأتي ذلك فيما طالب عدد من النواب والنشطاء الكويتيين المحسوبين على “التيار السلفي”، كالنائب غنام الجمهور والنائب أحمد مطيع، بطرد آية الله أحمد الشيرازي، النجل الآخر للمرجع الشيرازي، من الكويت وذلك عشية نشر فيديو يظهر تهجمه، في خطبة دينية، على بعض الصحابة ومنهم الخليفة الأول ابو بكر الصديق وعائشة بنت أبي بكر زوجة النبي محمد. يُذكر أن السفارة الايرانية في الكويت ترفض إعطاء أحمد الشيرازي جواز سفر جديداً بعد انتهاء صلاحية جوازه القديم.
قوة سياسية في الكويت والسعودية والبحرين والعراق
ويملك التيار الشيرازي في الكويت نوابا في البرلمان، مثل النائب الحالي خليل الصالح، والنائب السابق صالح عاشور، كما يملك تجمعا سياسيا هو تجمع “العدالة والسلام” إذ يحاول من خلاله أن يكون نشطا في الساحة السياسية الكويتية. كما للتيار الشيرازي نفوذاً في عدة دول بالمنطقة، كالبحرين والمنطقة الشرقية في السعودية، وفي العراق إضافة إلى إيران.
وكانت قناة “الإمام الحسين” الفضائية، الوسيلة الإعلامية التابعة للمرجع صادق الشيرازي، قالت إن رسالة وصلت إلى الشيرازي عن طريق رجل دين ثالث هو سيد علوي البروجردي، تحذره من أي خطوة في خطبه لانتقاد النظام الإيراني أو انتقاد المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي.
وبحسب القناة، قام رجال الأمن في مدينة “قم” بقطع التيار الكهربائي عن منزل الشيرازي بعد قليل من بدء حديثه الذي أشار خلاله إلى قيام النظام في إيران في السنوات السابقة بالتضييق على أنصار الشيرازي فيما يتعلق بممارستهم للطقوس الدينية عشية بدء موسم عاشوراء.
ونشر موقع “أخبار الشيعة”، وهو الجهاز الإخباري لشبكة الإمام الحسين، نص رسالة نقلها بروجردي موجهة إلى الشيرازي جاء فيها: “لقد بعثوا برسالة من السلطات العليا (مكتب خامنئي) مفادها أنه ليس لدينا مشكلة مع التدريس ومع توزيع الأموال على طلبة الدراسات الدينية، لكننا نطالبه بالامتناع عن السخرية وعن توجيه الإهانات (للنظام والقيادة) في خطبه“.
وينتقد المرجع الشيرازي ونجله حسين بشدة نظام ولاية الفقيه ومرشد الثورة خامنئي. وكان حسين قد اعتقل في 1996، وذكرت وكالة الأنباء الشيعية الجمعة أنه تم اعتقاله اليوم أيضا عندما كان يحاول مغادرة إيران باتجاه الكويت.
وكان حسين الشيرازي قد وصف في وقت سابق خامنئي بـ”فرعون” أثناء درس ديني في مدينة “قم”.
وكانت قناة الامام الحسين الفضائية اشارت الى قيام رجال الأمن في مدينة “قم” بقطع التيار الكهربائي عن منزل المرجع الشيرازي بعد قليل من بدء خطاب له ثم اعتقال نجله في وقت لاحق، قائلة: “مثل هذا السلوك من قبل النظام الحاكم في ايران يظهر ان النظام لا يحترم طقوس عاشوراء لدرجة أن أفراده يمارسون التضييق بشكل متعمد”. ووصف البيان سلوك النظام الإيراني بأنه “قبيح ووقح وغير قانوني”.
*
الشيرازي والخميني
كان الظهور الكبير للشيرازيين بعد انتصار الثورة في إيران عام 1979، بعد أن انتقل محمد الشيرازي إلى طهران ليكون إلى جانب المرشد الأعلى السابق “روح الله الخميني” الذي كانت تربطه به علاقة جيدة منذ أن استقبله في العراق في الستينيات، وساعده في إنجاح الثورة.
وتمدد التيار الشيرازي وانتشر على المستوى الشعبي وفي الجيش والأجهزة الأمنية والمؤسسات السياسية، وأشرف أنصاره على القسم العربي في إذاعة طهران.
ولكن سرعان ما دب الخلاف بين الخميني والشيرازي الذي رأى أن الأول يستأثر لنفسه بالسلطة.