(الصورة: مقاتلات « إف-١٥ » سعودية وأميركية تواكب قاذفتي قنابل استراتيجية ب-٥٢ يوم الخميس الماضي. قطعت القاذفتان الرحلة من ولاية لويزيانا إلى أجواء الخليج والسعودية خلال رحلة ٣٨ ساعة ذهاباً وإياباً بدون توقّف)
فيما أعلنت إيران عن اعتقال عدد من المشاركين في اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده في كمين بالقرب من طهران، فقد وعدت كذلك بأن الرد على العملية “سيكون قريبا”، فهل ستَفي إيران بوعدها؟ وكيف يمكن أن يكون هذا الرد، وضد من؟
وكان مسؤولون إيرانيون وجّهوا أصابع الاتهام لإسرائيل في عملية الاغتيال. فيما أشار خبير أمني إسرائيلي إلى وقوف إسرائيل وراء العملية. وقال « يوسي ميلمان »، الخبير الأمني والضابط السابق في « الموساد » الإسرائيلي، إن حادثة الاغتيال نفذها « الموساد » الإسرائيلي بعملية مخطط لها، مشيراً إلى أنه ومن خلال خبرته الطويلة في مجال الأمن فإن إسرائيل نفّذت الأمر. وتابعَ: “هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها اغتيال عالم إيراني في شوارع طهران”.
ويُوصف فخري زاده بأنه رأس “البرنامج النووي الإيراني”، الذي تحاربه الولايات المتحدة وإسرائيل.
وقال قائد القيادة المركزية للقوات الأميركية “سينتكوم”، « الجنرال كينيث ماكينزي »، إن إيران لم تحدد بعد كيف سيكون ردها على عملية الاغتيال، مشيرا إلى أن طهران تبحث عن الطرق للرد، وأنها ما زالت تبحث كيف سيكون. وافترض الجنرال الأميركي أن إيران ترغب بتوجيه ضربة لإسرائيل، لكنها لم تتمكن من القيام بذلك بعد، كذلك لم تقرر إذا كانت ستفعلها أم لا.
https://twitter.com/i/status/1337408640819613697
وأعرب ماكينزي عن رأيه بأن الإيرانيين ينتظرون 20 يناير، موعد انتقال السلطة في أميركا إلى الرئيس المنتخب جو بايدن، ليحددوا خطواتهم التالية. فيما قال القائد السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أموس يادلين: “هذه المرة لم تعلن أي جهة مسؤوليتها (عن اغتيال فخري زاده). كل هذا يندرج في سياق حرب سرية. وهم (الإيرانيون) قد يرجئون الرد حتى الأيام الأخيرة من إدارة الرئيس ترامب، حتى لا يتسنى له استخدام هذا الرد لشن هجوم” مباشر على إيران.
ويشعر المسؤولون الأميركيون بنية إيران شن ضربة انتقامية في الذكرى السنوية الأولى للغارة الجوية الأميركية التي قتلت قائد فيلق القدس قاسم سليماني بالقرب من مطار بغداد في أوائل يناير. وقد تتزامن هذه الضربة مع التهديدات بالانتقام من فخري زاده.
لذلك، وجهت واشنطن رسالة ردع لطهران لثاني مرة خلال أقل من شهر، حيث أقلعت قاذفتان أميركيتان من طراز “بي – ٥٢” من الولايات المتحدة وحلقتا فوق منطقة الشرق الأوسط الخميس.
وكان مسؤول عسكري أميركي كبير نقل عن محللي المخابرات الأميركية أنهم “اكتشفوا وجود تخطيط، بما في ذلك الاستعدادات لضربات صاروخية محتملة أو ما هو أسوأ، من قبل إيران والميليشيات الشيعية في العراق التي تدعمها طهران”، وفق صحيفة “نيويورك تايمز”.
جاء ذلك فيما كشف مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” الجمعة أن الجيش الأميركي بات في حالة تأهب قصوى، ويعزز قواته في المنطقة للرد على أي هجوم إيراني محتمل. وقال المسؤولون لشبكة cnn إن الميليشيا المدعومة من إيران في العراق تحركت إلى مستوى أعلى من الاستعداد في الأيام الأخيرة، ما أثار مخاوف من نيتها شن هجمات على القوات الأميركية هناك أو على مواقع دبلوماسية تابعة لواشنطن.
فهل لهذه التحذيرات والاستعدادات والتحركات علاقة بالضربة الإيرانية المحتملة انتقاما من اغتيال سليماني وفخري زاده؟…