تذكّر أيها المفتي « الجعفري المزعوم » أن «لا قداسة في السياسة»، كما قال «الشريف» الراحل العظيم حسين الهندي!
*
كان أحدهم يعاني من ‘رهاب الدجاجة’، فتأتيه حالة من الخوف الهستيري عندما يشاهد دجاجة، ويهرب منها في كل اتجاه، لأنه كان يتصور نفسه حبة قمح، ويخاف أن تنقره الدجاجة فيما تنقر من حشائش الأرض! إلى أن تمكن اختصاصي نفسي من شفائه تماماً، بعد جلسات طويلة. وفي آخر جلسة والمريض يخرج من عيادة الطبيب، سأله الأخير: هل اقتنعت الآن أنك لست حبة قمح؟ رد المريض: “أنا اقتنعت، لكن من سيقنع الدجاجة“؟
يتوهم « الجعفري المزعوم »، غير المعلوم كيف أصبح « ممتازا »، الشيخ احمد قبلان « جونيور »، ان اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا، يعانون رِِهاب الدجاجة، التي يتوهم هو انه يلعب دورها!
وفات « الجعفري المزعوم » ان المسيحيين، وإن كانوا توهموا لفترة من الزمن ان قائدا سابقا للجيش سيعيدُ لهم ما انتقص من سيادة دولتهم، ليسوا على هذا القدر من الغباء او الجُبن ليعيشوا رهاب الدجاجة!
حين بدأت الحرب في سبعينات القرن الماضي، استشعر المسيحيون بالخطر الوجودي على كينونتهم، فلم يعانوا “رهاب » اكثرية منظمة التحرير الفلسطينية، ولا دولتها التي أُنشِئَت على حساب الدولة اللبنانية، ولا سلاحها، والعطف الدولي والعربي الذي كانت تحظى به، ترهيبا بعمليات خطف الطائرات غربا وشرقا، وتهديدا لدول الخليج العربي التي لم تبخل عليهم لا بسلاح ولا مال اتقاءا لشرورهم.
ولأن الشيء بالشيء يُذكر، فما مارسه حزب الله مع دول الخليج يشبه الى حد كبير ممارسات المنظمات الفلسطينية، مع انهم كانوا لا يتبجحون على غرار « الإيرانيين » اللبنانيين، بما تقترف ايديهم من موبقات في دول لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
ومع ذلك انتفض المسيحيون عام 1975، واشتروا السلاح من مدخراتهم المنزلية، وكان السلاح من نوع كلاشينكوف مزوداً بممشطين و500 رصاصة يباع بمبلغ 500 ليرة لبنانية حين كانت الليرة ما زالت ليرة!
وكانت الحواجز الاولى، التي اقاموها على تخوم قراهم ومدنهم يقوم بأودها مسلحون يحمل معظمهم اسلحة صَيد، وقلة من بينهم كانوا يحملون اسلحة حربية.
فات « الجعفري المزعوم » ان المسيحيين لا يُهددون لا في امنهم ولا يُمننون به. فمن اين، وكيف كان الشيعة حماة المسيحيين في لبنان والشرق؟ إذا كان يجهل التاريخ، فلا يحق له تزويره. اقله في القرون الخمسة المنصرمة، كان الشيعة مضطهدين اكثر بكثير من المسيحيين على يد العثمانيين، فكيف تفتقت بنات افكار « الجعفري المزعوم » عن انه هو واجداده (« المزعومين » مثله!) كانوا حماة المسيحيين؟
الا يذكر الجعفري، الم يخبره والده وجده، انهم كانوا ممنوعين من إحياء ذكرى عاشوراء في العصور العثمانية؟ في النبطية، كانوا بجتمعون حول نار عليها اباريق الشاي ليبندبوا الحسين وصحبه؟
« الجعفري المزعوم » موظف عند حزب الله، في حين ان والده وكيل الاصيل حتى اليوم، موظف عند نبيه بري. ونحن نحسب لوالده أن لسانه ظل « دافئاً » على الدوام، ولكن نأخذ عليه أنه لم يُحسن تربية « جونيور »!
يسعى « الجعفري المزعوم » جونيور، احمد قبلان، الى وراثة والده في منصب الافتاء الجعفري، لذلك هو في حاجة يومية الى اثبات ولائه للإيرانيين لينال رضاهم وبركتهم ليصبح « وكيلا عن الوكيل »، إذ ان منصب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى ما زال على ذمة الامام المغيّب موسى الصدر الذي لم يرث « الجعفري المزعوم » شيئاً من سماحته وسمو أخلاقه!
ايها « الجعفري المزعوم »، لا تهديداتك تخيف المسيحيين ولا تهديداتك تخيف اي لبناني!
ننصحك بمراجعة التاريخ، فما لم يتح لسواك لن يكون متاحا لك، ولا لحزبك الإيراني. وبالتأكيد انت لست الدجاجة التي تخيف المصاب برِهابها.
إلعب في ملعب آخر، غيرك كان أشطر وأقوى « وما خوف حدا »!
وأخيراً، تذكّر أيها المفتي « الجعفري المزعوم » ما قاله الشريف السوداني العظيم حسين الهندي: « لا قداسة في السياسة ». يعني أن اللبنانيين الأحرار الذين « لم يقصّروا » في حق البطريرك الراعي سابقاً لن يقصّروا في حقك اليوم!
« زهقنا من إسفافك اليومي! تَهَذَّب »!