لقد بات واضحاً انّ الشفافية اليوم هي عنصر اساسي لإعادة الثقة بلبنان ولإثبات اننا جدّيون في الإصلاح وتغيير النهج الذي كان سائداً.
انطلاقاً من ذلك، نوجّه كتاباً مفتوحاً الى جميع اللبنانيين وكل من يحب لبنان ويود مساعدته للخروج من أزمته. الخطوة الاساسية هي تطبيق الشفافية عبر قانون جديد للشفافية المطلقة والبيانات المفتوحة، تجعل من كل حسابات وعمليات ومناقصات الدولة متوافرة على الانترنت.
لا تسمحوا بإعطاء لبنان ديون جديدة، ما لم تتحقق الشفافية. لا تسمحوا بمساعدات جديدة اذا لم يعرف الجميع اين سيذهب ويُصرف كل قرش.
ونطلب بإلحاح اجوبة عن اسئلتنا الواضحة والبسيطة، والتي طرحناها مراراً:
– لائحة مفصّلة بأرقام الدين العام.
– من هو المدين، أي صاحب الدين؟
– من طلب الدين من المسؤولين ووقّعه ووافق على شروطه؟ وفي أي تواريخ؟
– ما الفوائد الموضوعة على الدين، وتاريخ استحقاقها؟
– لقد انخفضت الفوائد العالمية، فهل انخفضت على ديوننا؟ وهل تفاوضنا حول هذه الفوائد؟ هل هي ثابتة ولماذا؟
ايضاً، وحتى اليوم، يتصرّف البنك المركزي باستخفاف بموضوع إعادة الثقة الى القطاع المصرفي، وكأنه لا يبالي اذا انهارت الثقة بالقطاع. واذا كان حريصاً على الشفافية واعادة الثقة، عليه:
– نشر التقارير المالية الموجودة أصلاً. فقد أجرت شركتان «ديلويت» و«ارنست اند يونغ» على مدى سنوات، تدقيقاً في حسابات مصرف لبنان المركزي.
– ما كان نفع هذه التقارير؟
– لماذا لم يتمّ نشرها؟
– هل تمّت الاستفادة منها؟
– وما هي تكاليفها ؟
لماذا إخفاء التقارير المالية المدققة عن الشعب اللبناني؟ تطالبون اللبنانيين بتحمّل الافلاس وتبشّرونهم بواقع صعب وبخسارة حتمية، ولكن، تمنعون عنهم الحقيقة الكاملة، وما الذي سبّب افلاسهم. انّ هذه التقارير هي ملك للشعب اللبناني، واضعف الإيمان ان نعرف كيف وصلنا الى الافلاس. ولماذا نتجّه الى شركة تدقيق عالمية جديدة، قبل الاطلاع على التقارير الموجودة اصلاً؟
لا ثقة من دون شفافية. هذه الشفافية التي نطالب بها منذ اكثر من عشر سنوات، وأعددنا قانوناً للشفافية المطلقة والبيانات المفتوحة، فما الذي ننتظره اكثر من ذلك، حتى اليوم لم تُظهر الكتل النيابية والاحزاب السياسية والثورة، اي جدّية في تطبيق الشفافية الكاملة وتنفيذها. الم نقتنع بعد انّ لا خلاص للبنان من دونها، لا خلاص للقطاع المصرفي ولا استعادة لدور المغتربين والمستثمرين اذا لم ننقل لبنان من العتمة الى الضوء، وننفذ قانوناً للشفافية المطلقة والبيانات المفتوحة.
نداء الى جميع اللبنانيين وجميع اصدقاء لبنان، الذين يريدون مساعدته للخروج من محنته: لا خلاص للبنان من دون الشفافية، اجعلوا الشفافية المطلب الاول قبل الشروع في اي اصلاحات او مساعدات، لدينا فرصة تاريخية اليوم لا تضيّعوها.