يتدارس القادة اللبنانيون مشاركتهم في لقاء بعبدا الذي دعا اليه الرئيس برّي لمصلحة حزب الله.
ولدعوة الرئيس برّي نكهة خاصة واُسلوب خاص ووظائف عديدة نعرف منها شيئاً وتغيب عنّا أشياء. فالرئيس برّي الذي جلس على كرسي رئاسة مجلس النواب منذ العام 1992، تحوّل مع الزمن وخاصة بعد انسحاب سوريا من لبنان في 26 نيسان 2005 الى “سوبر سفير” لحزب الله لدى الجمهورية اللبنانية. بمعنى ان دولته يعمل من اجل تأمين مصلحة حزب الله الصافية لدى الدولة اللبنانية مستخدماً موقعه وخبرته ومعرفته للبنان وحنكته السياسية، وهو القادر على إيهام كل من جلس معه انه “خير من تسعى به قدّم“.
حزب الله ينفّذ بوضوح قراراً ايرانياً في لبنان والرئيس برّي يتولّى “لبننة” القرار الايراني: يُقفل مجلس النواب تلبية لطلب الحزب من اجل عرقلة بناء تشريعي للمحكمة الخاصة بلبنان، يدعو الى جلسة حوار في اذار 2006 لاستيعاب الاندفاعة الشعبية والسياسية التي اطلقتها حركة 14 اذار. يشارك في احداث 7 ايار 2008 من دون ترددّ. يركّب “دينة الجرّة “كما يريد في قوانين انتخابات ادّت الى جعل “الحزب” – الحزب الحاكم، والباقي ملحق حتى في استنساخ الشكل. يقنع المسيحيين ان النموذج “العظيم” هو في استنساخ الثنائية الشيعية، ويقنع السنّة انه يمثل الخيار العربي للشيعة في مواجهة الخيار الايراني، ويقنع الدروز انه الضامن الاوّل للسلم الأهلي ولسلوك “طريق خلدة” بأمان ذهاباً وإياباً الى المختارة، ويقنع نفسه انه متمسك بوثيقة الوفاق الوطني حتى ولو لم نسمع منه اي اعتراض على اطروحة سماحة الشيخ احمد قبلان المرتكزة على السلاح مقابل الدستور… اكتفى بالهمس الملتبس وان الموضوع “مش وقتو” – فكان موقفه يشبه موقف زعماء المسيحيين حول طرح الفيدراليّة “مش وقتها“.
وأخيراً يتمتَع الرجل بروح النكتة والمرح حتى تصبح واحداً من معجبيه والمدافعين عنه!
تكلّم مرّة الشهيد بيار امين الحميَل عن “النوعيّة والكميّة…” و طبعاً كان يقصد الأقليّة التي واكبت لقاء قرنة شهوان مقابل الأكثرية التي حاربته. وزرت الرئيس برّي صدفةً في اليوم الثاني وكنّا في العام 2004، فقال لي: “قول لصاحبك بيار الجميّل يوم يللي المسيحيين بصير عندن مثل هيفا وهبي ساعتها يحكوا عن النوعيّة“!
دولة الرئيس، قول لصاحبك السيّد حسن نصرالله:
اذا كانت المشرقيّة المنسحبة من العروبة هي تطبيق كتاب Kamasutra سنقبل بها، امّا مشرقيّته فنرفضها.
والى زعماء لبنان،
مشكلتكم كبيرة، ان حضرتم في بعبدا انتم ركاب في بوسطة الرئيس برّي الذي سيقودكم لتأمين مصلحة حزب الله، واذا لم تشاركوا فأنتم عاجزون عن تشكيل معارضة في وجه العهد وسلاح حزب الله.
نصيحتي،
وقّعوا بيان شكري صادر وشبلي الملاط الذي طالب باستقالة الرئيس عون، وانتظروا أياماً افضل!
فارس سعيد