10
كان لافتاً في ١٤ شباط/فبراير المنصرم، وهو ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، أن نجله الرئيس سعد الحريري أعاد تأكيدَ ترشيح الوزير والنائب السابق سليمان فرنجيه لرئاسة الجمهورية!
علماً ان الحريري كان رشحه قبل ان يوقع حزب القوات اللبنانية “اتفاق معراب” المشؤوم الذي تبنّى ترشيح الجنرال عون في مواجهة ترشيح فرنجيه، وقبل يجمع قادة الموارنة بإشراف البطريرك الراعي على تبني ترشيح عون ما حمل الفرقاء الآخرين على مجاراتهم في خيارهم.
وقد عاد الحديث عن ترشيح فرنجيه لمنصب الرئاسة الاولى، والعمل على تقصير ولاية الجنرال عون، بعد انهيار التسوية الرئاسية ووصول البلاد الى مآلات كارثية على كل المستويات، وخروج سعد الحريري من الحكم،
حكومة غائبة وفوضى في البلاد
معلومات في بيروت تتوقع عن ان حالاً من الفوضى سوف تنتشر في ارجاء البلاد، بسبب الازمة الاقتصادية التي تتفاقم يوميا جارفة معها اكثر من 60% من اللبنانيين الى ما دون مستوى خط الفقر. وبات اكثر من 70% من موظفي القطاع الخاص اما عاطلين عن العمل او انهم يتقاضون نصف راتب او اقل.
كل ذلك وسط عجز حكومة حسان دياب التي لم تُخفق بالخروج بأي خطة انقاذ اقتصادية فحسب، بل وقررت عدم تسديد مستحقات لبنان المالية في التاسع من الجاري، ما ادى الى تخفيض تصنيف لبنان الائتماني ومفاقمة ازمة الاقتصاد الوطني.
“كورونا” يُمهِل.. ولا ينقذ العهد!
وتضيف المعلومات ان انتشار فيروس كورونا في لبنان حال دون خروج التظاهرات المنددة بسياسة حكومة افقار لبنان وتدمير الاقتصاد، ولكنه لم يحل دون محاولات تقصير ولاية الرئيس عون في الجانب السياسي.
فقد نشط الوزير فرنجيه، بمساعدة وسعي من الرئيس الحريري، على خط روسيا. ونظّم مستشار الرئيس الحريري جورج شعبان زيارة رسمية لفرنجيه الى موسكو، التقى خلالها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ونائبه ميخائيل بوغدانوف. والمفارقة ان الرئيس عون لم يلتقِ وزير الخارجية الروسي لافروف حين زار موسكو، واقتصرت لقاءاته على بضع دقائق مع الرئيس بوتين طبعاً بصحبة “صهره” جبران باسيل، وابنته.
سفراء الدول الكبرى.. والسعودية!
وتفيد المعلومات ان بوغدانوف أولمَ على شرف فرنجيه داعيا سفراء الدول المعتمدة في مجلس الامن وسفراء الدول العربية في روسيا، وانه حرص على ان يجمع السفير السعودي بفرنجيه على هامش العشاء.
تزامنا المعلومات أشارت ان فرنجيه والحريري يعملان معا، على اخراج لبنان من المأزق الحالي، بعد ان تبلغت جميع الاطراف السياسية في لبنان ان احدا لن يساعد لبنان في اي مجال، لا هبات ولا قروض ولا استثمارات، طالما ان الرئيس عون بتربع على كرسي رئاسة الجمهورية، وان تقصير ولايته مقدمة للشروع في إخراج البلاد من عنق الزجاجة.
وتضيف ان حال الفوضى المرتقبة، ستضع الجيش اللبناني في مواجهة المواطنين الجائعين، وان الجيش لن يكون في مقدوره احتواء غضب الناس، خصوصا ان الازمة الاقتصادية طالت ايضا عناصر الجيش ورواتبهم وهم يئنون من عبء الازمة.
وتشير الى ان الجيش سيجد نفسه امام تدهور الاوضاع الى خيار ٍوحيد، وهو اعلان “حالة الطواريء”، وتسلم المسؤولية لفترة انتقالية يتم خلالها انتخاب فرنجيه رئيسا للجمهورية.
(نُشِر في ١٥ مارس ٢٠٢٠)