“بفضل” قطر، و”بفضل” حركة الإخوان المسلمين، فقد تكون هذه، ربما، أول مرة “يفتي” فيها مشايخ مسلمون بوجوب “مقاطعة الحج” أو بتخطئة من يحجّ لأكثر من مرة!
“تجارة الحج الرابحة في السعودية رغم دعوات المقاطعة ووصفه البعض الحج حتى بالخطيئة” ومأسي مطاردة اللاجئين السوريين في تركيا وترحيليهم إلى سوريا و “حكاية مجلة المثليين في الأردن ومصير شيخ مثلي”، هذه هي أبرز المواضيع، التي تناولتها الصحف السويسرية هذا الأسبوع.
في ما يبدو أنها سابقة نادرة، “دعت العديد من الجمعيات الإسلامية في أستراليا وكندا والولايات المتحدة وتونس وليبيا وقطر إلى الامتناع عن أداء فريضة الحج بسبب المشاركة السعودية في حرب اليمن وانتشر هاشتاغ BoycottHajj# على شبكات التواصل الاجتماعي”، وفق صحيفة لوتسرنر تسايتونغ الصادرة بتاريخ 7 أغسطس 2019.
وأشار مارتن غيلين، مراسل الصحيفة في القاهرة إلى أن هذه الدعوات تأتي على خلفية قيادة السعودية للحرب الدائرة في اليمن والتي أدت إلى تدهور الأوضاع الإنسانية لحوالي ثمانين في المائة من اليمنيين. كما أن القتل الوحشي للصحفي جمال خاشقجي في قنصلية المملكة بإسطنبول واتهام وكالة الاستخبارات الأمريكية ومنظمات حقوق الإنسان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالوقوف ورائها، كلها أسباب أدت إلى تردي سمعة المملكة ليس فقط في العالم الغربي، ولكن أيضًا بين المسلمين في جميع أنحاء العالم.
مراسل الصحيفة السويسرية التي تصدر بالألمانية في لوتسيرن أورد أن صادق الغرياني مفتي ليبيا، صرح بأن إيرادات الحج “ستساعد القادة السعوديين على ارتكاب جرائم ضد المسلمين”، وأنه سيتم استخدام الأموال لارتكاب مجازر في اليمن والسودان وليبيا وتونس والجزائر. وناشد الغرياني المسلمين أن يزوروا مكة المكرمة مرة واحدة في حياتهم، وذهب إلى أن كل من يحج مرتين في حياته “يرتكب خطيئة وليس حسنة”.
أما نقابة الأئمة في تونس فذهبت إلى أبعد من ذلك، حيث دعت مفتي الجمهورية إلى إصدار فتوى تُبطل الحج لهذه السنة، لكنه لم يستجب لها، لتناشد بعدها التونسيين مباشرة بمقاطعة الحج واستثمار أموال الرحلة باهظة الثمن بشكل أفضل في بناء المستشفيات والمدارس والجامعات.
وفي الولايات المتحدة ، جادل آني زونفيلد، رئيس منظمة “مسلمون من أجل القيم التقدمية” غير الحكومية، بأنه “من الصعب التوفيق بين الحج، كتجربة للتطهير الداخلي، مع دعم نظام سياسي أغرق اليمن في مجاعة”، وفق ما نقل عنه مراسل الصحيفة لشؤون الشرق الأوسط.
مع ذلك، لم تقف هذه التطورات حائلا دون “مواصلة السعوديين تجارتهم بالحج” كما تقول لوتسرنر تسايتونغ، حيث يزور السعودية هذا العام مليونين وثلاثمائة ألف حاج يودعون “أكثر من عشرة مليارات يورو في خزائن مملكة الصحراء كل عام”. وحسب الصحيفة، فإن تكلفة أداء فريضة الحج تتراوح “ما بين ألف و20 ألف يورو حسب رغبة وقدرة الحاج، فهناك فرصة أداء الحج البسيط أو الفاخر الذي يشمل الإقامة في فندق خمسة نجوم شامل غرفة مطلة على الكعبة المشرفة”.