بالنظر لتمادي الدولة الإيرانية والميليشيات التابعة لها في العدوان على دول الخليج العربية وبخاصةٍ المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية في البر والبحر والجو؛ تعلن الشخصيات والجهات الثقافية والإعلامية الوطنية اللبنانية، التي التقت في الأشرفية ببيروت، ما يلي:
أولاً: الاستنكار الشديد للعدوان الإرهابي الإيراني المستمر على دول الخليج العربي بحاراً وأراضي ومجتمعاتٍ ومؤسسات. وتعبر عن تضامُنها مع الأشقاء العرب في دفاعهم عن سيادتهم وكرامتهم وأرضهم وبحارهم وأجوائهم. لقد صار الخطر الإيراني تحدياً وجودياً للعرب، كل العرب، بعد أن تمدد فيما بين العراق وسورية ولبنان واليمن ودول الخليج في السنوات الماضية وفي الحاضر، ومن طريق استخدام كافة الأسلحة العسكرية والأمنية والطائفية والسياسية والاجتماعية.
ثانياً: الاستنكار الشديد لاستخدام لبنان من خلال التنظيم الإيراني المسلَّح المسيطر فيه منصةً أماميةً لممارسة العدوان ضد العرب جميعاً، وعلانيةً، وبدون مراعاةٍ لانتماء اللبنانيين وأمنهم ومصالحهم، وإرادتهم الوطنية.
عدم السماح لحزب الله أو أي ذراع من أذرع إيران أن تجرّ لبنان إلى حرب مدمّرة لحسابات ورهانات خاطئة كما حصل عام 2006،
إن إيران تخوض اليوم ” حرب الناقلات ” وهي ستنتقل بعدها إلى ” حرب الجبهات ” التي يستعدّ حزب الله وغيره لأخذ دور فيها تحت عناوين ” وحدة الجبهات وإبادة القوات الأميركية “.
وهنا الخطر الأعظم على لبنان وعلى الشعب اللبناني الذي سيجد نفسه في واقع تحوّل لبنان إلى ” غزّة ” ثانية.
والسؤال هنا : هل لدى الرئاسات القوية الشجاعة الكافية لمصارحة ومنع حزب الله من المغامرة أم أن ولاية الفقيه أصبحت فوق الدستور والصلاحيات والرئاسات.
ثالثاً: الاستنكار الشديد للصمت القبيح والاستسلامي لأركان النظام اللبناني الحالي عن إعلانات حزب الله وتصرفاته تجاه اللبنانيين وتجاه العرب؛ وذلك بعد أن سكتوا على استيلاء الحزب على المطار والمرفأ والحدود البرية مع سورية؛ بحيث صارت البلاد مهدَّدةً بالوقوع في أسر المحور الإيراني المُعادي لسيادة الدولة اللبنانية، والمزعزع للطائف والدستور والعيش المشترك، واستقرار اللبنانيين وأمنهم، وعلاقاتهم بالدول العربية، والمجتمع الدولي.
رابعاً: ينبِّه المجتمعون إلى أنّ قيام لبنان وعماد استمراره واستقراره إنما هي الشرعيات الثلاث: الشرعية الوطنية المستندة إلى العيش المشترك والدستور- والشرعية العربية المستندة إلى ميثاق الجامعة العربية ونظام المصلحة العربية، فلبنان من دول التأسيس للجامعة، وقد أسهم العرب وما يزالون في تحقيق استقلاله وإعماره وتنميته وازدهاره، ومستقبله معهم وليس مع أي جهةٍ أُخرى- والشرعية الثالثة هي الشرعية المستمدة من نظام العالم والمجتمع الدولي وجهاته الكبرى.
إنّ هذه الشرعيات الثلاث مهدَّدةٌ جميعاً اليوم. فالعقائدية الإيرانية وتحريكها للعصبيات والشعبويات في البلاد، تهدد العيش المشترك، وبقاء الدولة والنظام. والشرعية العربية مهدَّدة باستمرار عدوان الحزب انطلاقاً من لبنان على العرب دونما مقاومةٍ تُذكّرُ بالداخل اللبناني، مع توجهات سياسية في لبنان إلى ما يسمى: “تحالف الأقليات” بديلاً عن المواطنة والانتماء العربي- والشرعية الدولية مهدَّدة بمخالفة لبنان للقرارات الدولية بإرغامٍ من الحزب وأنصاره وخضوعٍ من سياسييه الرسميين.
خامساً وأخيراً: تتدارس الشخصيات المجتمعة اليوم السبل والآليات الآيلة بناءً على الوضع الخطير إلى مزيد من التنسيق وإطلاق دينامية وطنية تحافظ على لبنان.
- دفاعاً عن الطائف والدستور والعيش المشترك.
- ودفاعاً عن حق الدولة منفردةً بالسيادة على أرضها وحدودها ونزع السلاح غير الشرعي.
- وتحريراً لسياسة لبنان الخارجية من العقائديات والشعبويات والإنتهازيات الغريبة عن اللبنانيين، والمعادية للعرب.
التواقيع في 18 حزيران 2019 :
رضوان السيّد، فارس سعيد، أحمد السنكري، نوفل ضو، خليل الحلو، محمد عبد الحميد بيضون، حُسن عبّود، أنطوان قربان، توفيق هندي، رجينا قنطرة، أسعد بشاره، بدر عبيد، محمد نمر، سمر الحلبي، مروة عرابي حاوي، مهى عون، رويدا أبو الحسن، مهى حلبي، حسين عطايا، ربى كباره، طوبيا عطالله، طوني حبيب، إدمون رباط، حسان القطب، رامي فنج، سناء الجاك، لينا حمدان، إيلي قصيفي وخالد نصولي.