(الصورة: نصرالله لنتنياهو: “بلا رصاص بلا قواص”!)
لقاء حسن نصر الله أمين عام حزب الله مع قناة “الميادين”، والذي هدد من خلاله إسرائيل وقال فيه بأن خطة حزب الله في حال اندلاع حرب مع الدولة العبرية تشمل الدخول إلى الجليل، وبأن دمشق ومحور المقاومة سيردّان على اعتداءات إسرائيل، وأن على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ألا يخطئ التقدير، هذا اللقاء جاء بعد يوم من تصريح لمسؤول روسي كبير قال فيه بأن أمن إسرائيل هو “أولوية كبرى في السياسة الخارجية الروسية”. هذا التصريح يعني بأن حزب الله غير قادر من جهة وغير مسموح له من جهة أخرى بالرد على الهجمات الإسرائيلية المستمرة ضد مواقع عسكرية إيرانية ومواقع للحزب في سوريا. فالحزب غير قادر على الرد من خلال الأراضي اللبنانية لأن الكلفة التي سيتحملها جراء ذلك عالية جدا في ظل نتائج حرب ٢٠٠٦. وغير مسموح له ذلك في سوريا بسبب الموقف الروسي من الأوضاع هناك.
كما أن أي قرار للحزب بمهاجمة إسرائيل يرتبط بضوء أخضر إيراني. لذلك، وطهران، في ظل المشاكل الداخلية والضغوط الخارجية التي تلاحقها، وفي ظل ارتباط مصالحها الاستراتيجية بسياسات موسكو في المنطقة، لا تستطيع، سياسيا وماديا، أن تتحمل كلفة هذا الهجوم.
تدمير هذه الآلية المضادة للطائرات لم يكن خرقاً إسرائيلياً لخطوط نصرالله “الحمراء”. هذا تدمير بـ”الأمَليّة”، يعني “أهلية بمحلية”!
في واقع الأمر، لم يكن لقاء نصر الله إلا خروجا للرجل “الرمز” من مخبأه بعد إشاعة مرضه وموته، حيث صالَ وتوعّد وأعطى جُرعة زائفة من الوهم والانتصار، لكي يعود مجددا لدفن رأسه في سردابه من أجل الاستعداد لفصل جديد من الأوهام بعدما بات فاقداً بوصلة المستقبل. لقد حاول نصر الله أن يلعب على وتر الحرب النفسية التي باتت تحاصر الحزب وإيران في سوريا في ظل الضربات العسكرية التي يتلقيانها هناك، لكي ينقذ بعضا من “الأمل” السياسي والعسكري لهما بعدما بات هذا “الأمل” مائلا صوب التيه.
لذا، أفظع ما يمكن أن تسمعه من “نجم الممانعة” أن اسرائيل تقصف في سوريا لكنها لا تتجاوز الخطوط الحمراء. فما هي الخطوط الحمراء إن كان قصفُ قواته والقوات الإيرانية لم يتجاوزها، أو إن كان كشف الأنفاق “المزعومة”، حسب خطاب الإعلام الممانع، لم يقضِ عليها؟
إن لقاء نصرالله، حسب تصريحات لبنانية، هي مجرد عنتريات إعلامية مكررة لا جديد فيها سوى الحبر والورق. وحسب الإعلامي اللبناني نديم قطيش فإن “الجانب الوحيد المهم في مقابلة نصرالله هو فهمه العميق للموقف الامريكي ولحقيقة أن أمريكا منسحبة من الشرق الاوسط، وأن هذا قد يؤدي الى حرب كبرى في المنطقة”، مشدداً على أن “كل ما عدا ذلك تكرار لسقوف وتهديدات وعنتريات باتت تُمتحن وتُعرى كل لحظة في سوريا”.
وعلى الرغم من أن البعض علق على لقاء نصر الله بالقول بأن زعيم حزب الله سيواجه اسرائيل “بالشواكيش” فيما القطيع يرددون: يا حسين يا حسين، إلا أن البعض الآخر بات أكثر حرصا على القول بأن لقاء “الميادين” لم يكن إلا إتاحة فرصة لمجرم حرب طائفي لتزوير الحقائق.
وأن ذلك يضع الجميع أمام سؤال أساسي: “أما آن الآوان لتعديل ميثاق محكمة الجنايات الدولية لمعاقبة الإعلاميين الذين يروجون لمجرمي الحرب باعتبارهم مشاركين في هذه الجرائم؟”..