المقاومة من أجل المقاومة!

0

(الصورة أعلاه ليست لضاحية بيروت بعد حرب « لو كنت أعلم لما فعلتها! » في العام ٢٠٠٦، بل من شوارع غزة قبل ٥ أيام!)

 

ترجمة « الشفاف »

تقول وسائل الإعلام أن نتنياهو رفض طلب وقف إطلاق النار مع حماس.

في الواقع، من بين جميع الحروب التي وقعت حتى الآن بين إسرائيل والجماعات الفلسطينية، فإن الحرب الراهنة هي الأكثر تدميرا، وفي نفس الوقت هي من دون معنى!

كنت أتمنى لو كانت هناك قوة ذات مصداقية بين الفلسطينيين لتسأل قادة « حماس »:  ما هو الإنجاز الواضح والإيجابي لهذه الحرب لأهالي قطاع غزة والضفة الغربية والقدس؟

للأسف، مثل هذه القوة غير موجودة بين الفلسطينيين! وحتى لو كانت موجودة، فهي لا تجرؤ على طرح مثل هذا السؤال بسبب العاطفة العارمة التي تسود جزءاً من الرأي العام، وبسبب الخوف من الميليشيات المسلحة.

لسوء الحظ، ستنتهي الحرب الحالية بالكامل لصالح نتنياهو. فهو، من خلال الخداع والاستفزاز، ولكي ينقذ نفسه من السقوط في الانتخابات، نصب فخّا وضعت « حماس » المتعصبة والمتهورة قدمها فيه.

كنت أقول منذ سنوات إن الجماعات الفلسطينية وقادتها ليس لديهم المناورة المحكمة للتعامل بشكل فعّال ومثمر مع الإسرائيليين، وسيدخلون في صراعات تستند إلى حد كبير على العاطفة، والتي رسم منافسهم خريطتها بكل برود.

ولهذا السبب، وفي الغالب، زحفت إسرائيل على الأرض لتنفيذ مخططاتها. أما الفصائل الفلسطينية، رغم فقدانها لمواردها البشرية والمالية والأراضي، فهي سعيدة بأن “راية المقاومة” لا تزال تخفق في مكانها.

وكأن مجرد “المقاومة من أجل المقاومة” صارت هي الأساس لهم، وليس النتيجة التي ستأتي منها!

*

*الكاتب أحمد زيد أبادي كاتب إيراني قريب من الجناح الإصلاحي.  فاز بجائزة اليونسكو” غيرمو كانو” العالمية لحرية الصحافة في ٢٠١١، وكان في حينه يقضي  حكما بالسجن لمدة ٦ سنوات أثر الاحتجاجات التي أعقبت انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد في عام 2009.

Subscribe
Notify of
guest

0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
Share.