ترأس البطريرك الراعي اليوم اجتمع مجلس المطارنة الموارنة واطلع المجلس على نتائج زيارته الى الفاتيكان واجتماعاته مع كبار المسؤولين فيه يتقدمهم الحبر الاعظم البابا فرنسيس الذي التفاه مرتين خلال اربع وعشرين ساعة.
وتشير المعلومات إلى ان البحث في الفاتيكان تطرق الى شقين: الاول سياسي، ويتضمن مساعدة الفاتيكان على حمل مشروع الراعي بشأن إقرار “حياد لبنان” إلى محلس الامن والامم المتحدة. وقد استجاب الكرسي الرسولي لطلب الراعي، وكلف البابا وزير خارجيته حمل هذا المشروع الى الجهات الدولية، وصولا الى الامم المتحدة.
وتضيف المعلومات ان وزير خارجية الفاتيكان بدأ اتصالاته بالجانب الروسي الذي ابدى حماسا وتجاوبا مع مشروع حياد لبنان، لأن روسيا ترتبط باتفاق مع الكرسي الرسولي منذ بداية تدخلها في سوريا ينص على تأمين حماية المسيحيين السوريين، وعودتهم الى قراهم ومنازلهم.
وقد فشلت فشلت في تحقيق هذا الامر، فاصبحت المعالم الدينية المسيحية في سوريا معالم أثرية في قرى وبلدات فرغت من سكانها. فالسريان السوريون موزعون بين بيروت والسويد، والارمن المسيحيون غادروا الى ارمينيا ولن يعودوا منها.
ومن بقي من المسيحيين في سوريا لا يتجاوز عددهم 20 % من مجمل الذين كانوا يعيشون فيها قبل اندلاع الثورة.
اما في العراق فالوضع ليس بأفضل، وتراجع الوجود المسيحي تراجع الى ما دون 15 % من التعداد السكاني العراقي.
وتشير المعلومات الى ان المسيحيين في لبنان ما زالوا الكتلة البشرية المسيحية الاكبر في الشرق (بعد مصر طبعاً)، ووجودهم يتعرض للنزف بسبب الاوضاع التي يمر بها لبنان. وتضيف ان هذا الامر مبعث قلق مشترك بين البطريرك الراعي والبابا فرنسيس وحاضرة الفاتيكان. كذلك كان مدار بحث بين وزير خارجية الفاتيكان والجانب الروسي، مشيرة الى الروس ابدوا تفهما ومساندة لمشروع الراعي حياد لبنان بما يضمن حياد الدولة من جهة واعادة التوازن السياسي الى البلاد، بما يؤمن مناخا غير طارد للمسيحيين خصوصا وللبنانيين عموما.
وتشير المعلومات الى ان وزير خارجية الفاتيكان، الكاردينال بول ريتشارد غالاغر، قد يبدأ جولة على مراكز القرار في العالم من لبنان بعد زيارة ممكنة لبيروت في القريب العاجل.
وتضيف المعلومات ان الجانب الثاني من مناقشات البطريرك الراعي في الفاتيكان تضمن سبل مساعدة المسيحيين على الثبات في قراهم وبلداتهم في لبنان، عارضا شراكة الكنيسة مع الفاتيكان للاسهام معا في هذا الامر. وقد أبدى الفاتيكان حماسة للمساعدة، مستعينا بتجربة ناجحة اضطلعت بها الرهبة المارونية مع مؤسسة الانتشار الماروني:، من خلال مؤسسة لا تبغي الربح اسمها “سوليداريتي“، فعمل الجانبان، وما زالا يعملان، من خلال هذه المؤسسة على مساعدة العائلات المسيحية من « القبيات » شمالا الى ابعد قرية في الجنوب والبقاع بصمت ومن دون ادعاءات ولا عراضات اعلانية. كما تقوم “سوليداريتي” بالاتصال بالرهبنات المارونية في بلاد الاغتراب، وبرجال الاعمال الموارنة والمسيحيين لحثهم على تقديم كل ما باستطاعتهم لدعم ومؤازرة جهود المؤسسة للمساعدة في كل المشاريع الانمائية ومساعدة العائلات الفقيرة في لبنان.
واستشهد الفاتيكان بما انجزته “سوليداريتي” في اعقاب تفجير مرفأ بيروت، حيث قامت بترميم 300 منزل متضرر جراء الانفجار، وهي تعمل على الاعداد لترميم 300 منزل اضافي.
إقرأ أيضاً:
الفاتيكان تبنّى مشروع الراعي و« حياد لبنان الناشط »