شغل برنار ايمييه منصب سفير فرنسا في الأردن (١٩٩٨)، ولبنان (٢٠٠٤-٢–٧)، وبريطانيا (٢٠٠٧-٢٠١١)، والجزائر (٢٠١٤-٢٠١٧). أي أنه يعرف الشؤون العربية جيداً.
ولكن ما ميّزه كمدير لجهاز المخابرات الخارجية هو أنه أول مدير ينفتح على الإعلام (إقرأ مقابلته مع جريدة « الفيغارو » أدناه)، ربما لأنه لم يكن عسكرياً مثل عدد من المدراء السابقين.
وكذلك دوره كمدير للجهاز الخارجي في تمويل مسلسل Le bureau des légendes الذي تم عرضه على « نتفليكس »، وحقّق نجاحاً تجارياً كبيراً جداً. وكان الهدف من المسلسل هو تغيير الصورة النمطية للمخابرات لدى الرأي العام الفرنسي خصوصاً. (الشفّاف).
*
بيروت (رويترز) – قالت مصادر لبنانية يوم الخميس إن مدير المخابرات الفرنسية برنار إيمييه انضم إلى جهود دفع لبنان إلى تشكيل حكومة جديدة وتنفيذ إصلاحات، الأمر الذي يدعم مساعي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإنقاذ البلاد من أزمة اقتصادية مدمرة.
ويتصدر ماكرون الجهود الدولية للضغط على السياسيين اللبنانيين المتناحرين من أجل التصدي لأزمة يُنظر إليها على أنها أكبر تهديد لاستقرار لبنان منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها من عام 1975 إلى عام 1990.
وازدادت الأزمة الناجمة عن الفساد وسوء الإدارة المستمرين منذ عقود سوءا بانفجار مرفأ بيروت يوم الرابع من أغسطس آب وهو ما أودى بحياة أكثر من 190 شخصا ودمر أجزاء من المدينة.
وخلال زيارته للبنان يوم الثلاثاء، أمهل ماكرون الساسة اللبنانيين حتى نهاية أكتوبر تشرين الأول للبدء في تنفيذ الإصلاحات محذرا من أنهم ربما يواجهون العقوبات إذا حال الفساد دون ذلك.
وإيمييه هو المدير العام لجهاز المخابرات الخارجية في فرنسا والذي يعرف باسم الإدارة العامة للأمن الخارجي. وقال ثلاثة مسؤولين لبنانيين إن إيمييه على اتصال مع المسؤولين اللبنانيين بخصوص القضايا التي تمت مناقشتها خلال زيارة ماكرون.
وردا على سؤال عما إذا كان إيمييه يلعب دورا، قالت الرئاسة الفرنسية “الرئيس يتولى المتابعة وكل من هم في الدولة يؤدون عملهم. ووزير (الخارجية) سيجري اتصالات”.
وجرى تعيين إيمييه، الذي كان سفيرا لفرنسا في لبنان من عام 2004 إلى عام 2007، مديرا للمخابرات بعد وقت قصير من تولي ماكرون السلطة عام 2017.
وقال مسؤول لبناني كبير “نعم مدير المخابرات الفرنسية يتابع كل الملفات التي طرحها ماكرون خلال زيارته الأخيرة وهو يتواصل لهذه الغاية مع الكثير من المسؤولين اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم ويتابعهم خطوة بخطوة ويحثهم على الإسراع بتنفيذ الإصلاحات”.
وعُين إيمييه سفيرا في لبنان بعد أن كان مستشارا للرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك. وكان في المنصب وقت اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، الصديق المقرب لشيراك، عام 2005.
ويقول دبلوماسيون إنه لعب دورا مهما في جهود إخراج القوات السورية من لبنان بعد أن دخلتها أثناء الحرب الأهلية ولم تخرج منها في أعقاب ذلك.
وإيمييه واحد من عدة مسؤولين فرنسيين يتابعون الأمور مع الفصائل اللبنانية. وقالت المصادر إن من بين هؤلاء المسؤولين إيمانويل بون كبير المستشارين الدبلوماسيين لماكرون والسفير السابق لفرنسا في بيروت.
ودفعت ضغوط ماكرون الزعماء اللبنانيين إلى الاتفاق على رئيس جديد للوزراء هو مصطفى أديب الذي بدأ محادثات تشكيل حكومة اختصاصيين.
وعلى الرغم من أن فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، تتصدر الجهود الدبلوماسية في لبنان فإن دولا أخرى لها نفوذ أيضا مثل إيران من خلال دعمها لجماعة حزب الله الشيعية المدججة بالسلاح.
والولايات المتحدة مانح كبير لأطراف من بينها الجيش اللبناني وتصنف حزب الله على أنه جماعة إرهابية.
وخلال زيارة لبيروت، قال ديفيد شينكر، وهو مسؤول أمريكي كبير، لصحيفة النهار إن الولايات المتحدة تثمن الجهود الفرنسية لكن هناك “اختلافات طفيفة” مع باريس.
وقال شينكر إن واشنطن لا تعتبر حزب الله تنظيما سياسيا مشروعا وترى أنه “لا يميل للإصلاح”. ووصف ماكرون الجماعة بأنها طرف منتخب وجزء من النظام السياسي.
عن برنار إيمييه، إقرأ أيضاً:
Le patron de la DGSE: «Notre ADN reste l’action secrète et la lutte clandestine…»