يعيش قصر بعبدا اليوم “حالة ارباك” في ضوء زيارة المبعوث الفرنسي، مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في الخارجية الفرنسية، “كريستوف فارنو”. قالمحادثات جاءت مخيّبة لآمال سُكّان القصر، سواء الرئيس ميشال عون او وزير الخارجية جبران باسيل، المقيم بدوره في القصر بدون وجه حق قانوني او.. بروتوكولي!
المعلومات تشير الى ان ما نقله المبعوث الفرنسي اقتصر على الطلب من الرئيس عون عدم اعتماد العنف في قمع المتظاهرين السلميين، وشدّد على تشكيل حكومة في اسرع وقت ممكن لبدء العمل على النهوض بالبلاد وإخراجها من الازمة التي تتخبط فيها.
وتضيف ان المبعوث الفرنسي كرر امام الرئيس اللبناني ان مؤتمر “سيدر” ما زال قائما، ولكن تنفيذ مقرراته يشترط قيام الحكومة اللبنانية بتنفيذ التزاماتها خصوصا الاصلاح الاقتصادي، الذي يجب ان يبدأ بقطاع الكهرباء.
وأشارت المعلومات الى ان الرئيس عون وصهره كانا يعوّلان على مبادرة فرنسية تنطلق من حديث الرئيس عون بالامس، وتتلخص في جهد فرنسي لاقناع الرئيس سعد الحريري بترؤس الحكومة المقبلة، التي حدد مواصفاتها الرئيس عون، أي حكومة بنصف سياسية ونصف تكنوقراط.
وقد تعمّد “فارنو” عدم التطرق الى اي تسمية، سواء لجهة من سيكون رئيس الحكومة او من يمكن له ان يكون وزيرا في الحكومة العتيدة. ولكن، كان هناك من نقل الى الرئيس عون ان فرنسا، التي تعمل على مراعاة المصالح الايرانية، ستضطلع بدور اقناع الحريري بالرضوخ لمطالب عون ومن خلفه “حزب الله” حول شكل الحكومة المقبلة! وبناءً عليه، استبق عون زيارة “فارنو” وحدد شكل الحكومة، واضعا الحريري و”فارنو” معا امام امر واقع متوهما ان عليهما القبول به!
ولكن الرئيس اللبناني اصيب بخيبة. فلم يتطرق “فارنو” الى اي مبادرة من اي نوع، لجهة تسريع تشكيل الحكومة. كما ان الرئيس الحريري ما زال مصرا على موقفه، ويرفض ان يكون رئيسا لحكومة حدد شروطها رئيس الجمهورية خلافا للدستور.
مصادر سياسية عملت على ترجمة ما يجري في قصر بعبدا اليوم، مشيرة الى انه بداية الحرب الرابعة لـ”الجنرال” ولـ”المؤامرة الكونية” عليه!
فـ”الجنرال”، حسب مقرّبيه، يواجه حربا اقتصادية تشنها الولايات المتحدة الاميركية، ومن يتحالف معها، على لبنان! وتاليا، لا حاجة لاي تدخل عسكري من اي جهة كانت في الشأن اللبناني، مهما طال الوقت! وإذا كانت السلطات اللبنانية ترغب بمحاباة ايران ومحورها وتعترف وتشرّع سيطرة “حزب الله” على مفاصل السلطة كافة، فلتتحمل العواقب!
وتخلص المصادر الى ان الازمة ستطول، في ظل تصلب “حزب الله“، والجنرال عون وصهره، من جهة، وسائر الشعب اللبناني الثائر من جهة ثانية.