بعد حصولها على جائزة ساخاروف عام 2012، لدفاعها عن حقوق الإنسان، وثم جائزة كورت طولوخوسكي سنة 2018، بسبب شجاعتها ونضالها المتواصل ودفاعها عن الأصوات المعرضة لخطر “الرقابة والإخماد في إيران”، منحتها بلدية باريس بالإجماع المواطنة الفخرية، تقديراً لدورها الحقوقي البارز.
وبينما تعتلي جدارية ضخمة للمحامية الإيرانية مبنى نقابة المحامين الفرنسيين، وصفها بيان صادر عن بلدية باريس بـ”الملهمة” بسبب إصرارها على دعم الحقوق والحريات الأساسية ضد نظام طهران القمعي.
تقبع المحامية الإيرانية نسرين ستودة، داخل معتقل “إيفين” سيئ السمعة، شمال طهران، تدفع ثمن دفاعها عن حقوق السجناء السياسيين والنساء داخل بلادها طوال سنوات مضت.
وتعد هذه المرة الثانية التي تسجن فيها “ستودة” بعد قضائها 3 سنوات حبساً في 2006 قبل أن يتم الإفراج عنها في 2009 عقب احتجاجات أحداث الانتفاضة الخضراء.
وأثنى البيان على نسرين ستودة باعتبارها مواطنة فرنسية شرفية، بسبب شجاعتها الكبيرة، مطالباً السلطات الإيرانية بالإفراج عنها؛ حيث تدفع ثمناً باهظاً في السجن منذ اعتقالها في يونيو/حزيران 2018.
7 اتهامات أدرجت بملف قضائي واحد أبرزها الإضرار بالأمن القومي والدعاية ضد النظام وصولاً إلى إهانة المرشد الإيراني علي خامنئي، التي لم ترد من الأساس في لائحة الادعاء، هى جملة من المزاعم التي تواجهها المحامية الحقوقية، فضلاً عن حكم بجلدها 148 ضربة بالسياط داخل السجن.
وأدانت منظمات دولية وحكومات أوروبية الأحكام الصادرة بحق ستودة التي اعتبرتها نقابة المحامين الفرنسيين تتنافى مع مبادئ القرن الحادي والعشرين، وأن معاقبتها من قبل طهران بسبب كونها محامية فقط.
وتحولت “ستودة” التي أفرج عنها بعد 3 سنوات من حكم بالسجن 11 عاماً والحرمان من السفر وممارسة المحاماة 20 عاماً، عقب احتجاجات أحداث الانتفاضة الخضراء 2009، بسبب تزوير الانتخابات الرئاسية حينها، إلى أيقونة قومية لدى الإيرانيات ونشطاء حقوق الإنسان سواء بالداخل أو في دول المهجر بمواجهة قمع سلطات نظام خامنئي.
ورغم اعتقالها، وجّه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في مارس/آذار الماضي، دعوة إلى المحامية الإيرانية المدافعة عن حقوق الإنسان، لحضور قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى التي من المقرر أن تستضيفها باريس خلال العام الجاري.
وذكر رضا خندان، زوج المحامية الإيرانية الحقوقية، في تصريحات صحفية، أن نسختين من هذه الدعوة الرسمية جرى إرسالهما أيضاً إلى نقابة المحامين ووزارة الخارجية في إيران؛ حيث أكد ماكرون في دعوته أن بلاده تستهدف إدراج حقوق النساء على رأس أولويات أجندة قمة الدول الصناعية السبع.
ونسرين ستودة، عضو في مركز “المدافعين عن حقوق الإنسان” الحقوقي المستقل، الذي أسسته المعارضة الإيرانية شيرين عبادي (أول قاضية في إيران قبل عام 1979) والحائزة على جائزة نوبل للسلام عام 2003 .