بيان الخارجية السعودية عن حرب غزة: أين إدانة الجرائم ضد المدنيين في إسرائيل؟

2

منذ بداية الحرب الجديدة التي أشعلتها “غزوة حماس” من “غزة” (التي خرج منها “الإحتلال” في العام 2005) نحو جنوب إسرائيل، كانت الأنظار تتجه ضمناً أو علناً نحو ولي عهد السعودية، الأمير محمد بن سلمان، لكي يقوم، بما له من مكانة عند العرب والإسرائيليين والأميركيين والإيرانيين والروس والصينيين ، بمبادرة لوقف الحرب وحقن الدماء، وخصوصاً في غزة المدماة. وما زالت مثل هذه المبادرة ممكنة ومطلوبة.

وحتى في مقال المؤرخ الإسرائيلي يوفال نوح هراري (الذي يعتبره كثيرون اهم كاتب في عصرنا) الذي ترجمه ونشره “الشفاف” يوم أمس ورد نداء إلى “ائتلاف من الراغبين ـ يضم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى المملكة العربية السعودية والسلطة الفلسطينية ـ أن يتولى المسؤولية عن قطاع غزة بعيداً عن حماس، وإعادة بناء غزة، وفي الوقت نفسه نزع سلاح حماس بالكامل وتجريد قطاع غزة من السلاح”. وهذا مؤشر إلى مكانة محمد بن سلمان في اللحظة الراهنة.

ولكن بيان الخارجية السعودية ليس كافيا.

طبيعي أن يركز البيان على ما يتعرض له شعب غزة الآن. ولكن البيان يتجاهل كلياً ما تعرض له المدنيون الإسرائيليون من جرائم حرب لم ينكرها “الإخونجي” صالح العاروري نفسه الذي تذرع بأن “تعليمات القيادة كانت عدم التعرض للنساء والأطفال”.

للتذكير، في العام 2002، تقدمت السعودية بمبادرة السلام العربية الشهيرة من بيروت، ولكن الدولتين اللتين حملتا المبادرة إلى الإسرائيليين كانت فقط الدولتين اللتين وقعتا معاهدة سلام مع إسرائيل. وهذا أحد أسباب سقوط المبادرة في حينه على يد أرييل شارون.

وحدها السعودية قادرة الآن أن تكون جسر خروج من الأزمة وجسر عبور نحو السلام المطلوب. وسيكون صعباً على حكومة إسرائيل، والكنيست الإسرائيلي، رفض المبادرة السعودية إذا رحّب بها الرأي العام الإسرائيلي في هذا الظرف بالذات. وهذا، إذا كانت “متوازنة”.

ما زالت الانظار متجهة نحو محمد بن سلمان ليقدم على خطوة تاريخية تحقن دماء الغزّاويين والإسرائيليين، وتقرّب الخروج من حالة الحرب التي تعب منها العرب والإسرائيليون.

والتي لا يرحّب بها سوى ملات طهران، وليس شعبهم.

بيار عقل

*

اترك رد

2 تعليقات
Newest
Oldest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
Shurook Alani
Shurook Alani
6 شهور

هذه الحقيقة

Zaki Abualsaud
Zaki Abualsaud
6 شهور

مخطئ والف مخطئ من يظن ان امريكا يمكن ان تكون حيادية في علاقات تجمع بين العرب وإسرائيل. اي وساطة أمريكية لا يمكن إلا ان تصب في مصلحة وتفوق إسرائيل . واهم وساذج سياسيا من يتصور ان امريكا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي سيقفون موقف الحياد في اي موقف تكون اسرائيل طرفا فيه. تفوق إسرائيل العسكري وإبقاء جيشها كأقوى جيوش المنطقة ركنا اساسيا في النهج الأمريكي مهما تغير الجالس على الكرسي البيضوي السياسة الامريكية وسياسة حلفائها الغربيين معادية للشعب الفلسطيني ولكافة الشعوب الطامحة للتقدم والعيش الكريم، ولن يغيرون سياستهم طوعا وكرما منهم، فلا بد من الكفاح والمواجهة لارغامهم على تغيير سياستهم. في هجومها… قراءة المزيد ..

Share.

اكتشاف المزيد من Middle East Transparent

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading