يعيش عباقرة العالم محنة حقيقية مع المسلمين، ليس خلال حياتهم الحافلة بالإنجازات الرائعة، بل بعد وفاتهم، إذ يجدون أنفسهم محرومين من “دعائهم” لهم بالرحمات، ومعرضين لشآبيب من الشتائم والسباب الهستيري.
والمسلمون يفعلون ذلك معتقدين أن الله سيصرف النظر عن كل ما حققه هؤلاء العباقرة من فتوحات عظيمة، وما بذلوه من تضحيات، وسيُنزل غضبه عليهم إرضاء لهم.
ورغم أن المسلمين جميعا لا يمثلون إلا واحدا على سبعة من سكان العالم، إلا أنهم يعتقدون أن الله لا يسمع لسواهم، ولا يهتم إلا بدعواتهم، لأنهم وحدهم على الدين “الصحيح”، وغيرهم في ضلال.
تحتاج سيكولوجية المسلم إلى تحليل نفسي دقيق. فكل مواقفه الانفعالية تعود في معظمها إلى رغبة ملحة في الانتقام من العصر كله، لأنه يتواجد خارجه ولا يساهم فيه بشيء؛ إنه لا يعترف بما تحقق بدونه، لأن الزمن توقف عنده منذ قرون، وهو لا يقبل أن يلتحق بالركب، لأنه يعتقد أن من يقود هذا الركب أقلّ قيمة منه.
يكره المسلمون كبار عباقرة العالم لأنهم ليسوا منهم، وليسوا على دينهم، لأن الدين عندهم هو كل ما يملكون، وهو عندهم معيار كل شيء، بينما يثبت عظماء العالم أنّ الإنسان يستطيع القيام بخطوات هائلة في مسار البشرية دون الحاجة إلى أي دين من الأديان.
وعندما يظهر عبقري ما في صفوف المسلمين، ويحاول أن يجعلهم يغيرون أسلوب تفكيرهم، يهاجمونه بدون رحمة، ويتنكرون لكل جهوده الماضية، ويحرضون ضدّه ويشهّرون به. كما حدث لعالم الكيمياء المصري أحمد زويل الفائز بجائزة نوبل سنة 1999، عندما انتقد عقلية الجمود والاتباع وطالب بتطوير البحث العلمي الحقيقي في المختبرات عوض الحديث عن “الإعجاز العلمي في القرآن”. وكما فعلوا قبل قرون بكل عباقرة المسلمين الذين عاشوا محنا حقيقية مع فقهاء التقليد، وما زالوا يُجلدون في قبورهم إلى اليوم.
ولكن أليس من حقنا أن نطرح السؤال التالي: لماذا يبخل المسلمون على عظماء العالم بالدعاء بالرحمة وهم لا يعرفون أصلا إن كان دعاؤهم مقبولا عند الله أم لا؟ نقول هذا لأننا نلاحظ أنهم ما فتئوا يدعون بالخير لأنفسهم وبالشرّ والهلاك لغيرهم، بينما يزدادُ الغير ازدهارا وتفوقا وسعادة، ولا يتوقف المسلمون عن الانحدار إلى الدرك الأسفل من الحضارة، بل إن بلدانهم نماذج للخراب والفوضى.
وإليكم محاولة إجابة عن السؤال المحيّر:
لا يقبل المسلمون أن يكون العمل الصالح مجازى عليه إلا في إطار عقيدتهم، وهم لا ينتبهون إلى أن طريقتهم في التديّن السطحي واللاإنساني تُجهض كل عمل صالح ولا تجعله يكتمل أبدا.
ولهذا لا يعرفون قيمة من ينفعهم من غير المسلمين، وفي أحسن الأحوال يعتبرونه “مُسخرا من الله لخدمتهم” !.. ولهذا هم متخلفون، ويعيشون شقاء دائما.
المِحنة في محاولة فرض الفِكر على التشريعات ومنع التعددية الدينية التي تسمع بالتواصل والتلاقح الثقافي الايجابي بين المجتمعات ونشر السلام والتعارف وفهم وجهة نظر الإسلام من دون إدخال نوزاع الباحث والكلام بموضوعية ونعت سيكلوجييته بالتطرف، واعلم انني عزيت ماردونا في موته وكنت من أشد معجبيه وأعشق طريقته في اللعب وبعث رسالة في تعزيته وعبرتُ فيها عن أسفي الشديد لموته من جانب وجداني فلسفي شخصي وهذه التعزية والمسلمون كلهم يجوزونها حتى الفقهاء المتأخرون والحمد لله ديننا يأمرنا بالاحسان للكافر وقولوا للناس حسنا ومن ذلك التعزية وكل كلام إيجابي يُمكن أن يقال. ولكن الشريعة الإسلامية تمنع الاستغفار والترحم على الكافر فقط ،… Read more »
وآلله إنك صادق في كل حرف كتبته يا استاذ احمد. نحن شعوب وأمم مستهلكة لانجازات الآخر ولم نساهم في الحضارة الإنسانية المعاصرة بشيء. مقال عظيم احييك عليه