معظم المغردين كتبوا لي عودا حميدا، اشتقنا لمطبخ دلع وطبخاته. بداية استغربت، فحين أنشر صور طبخاتي أفعلها على سبيل الدعابة أو لنقل «شوفوني أعرف أطبخ»، ولم أكن أعلم أن صور الأطباق الشهية كانت تترك أثرا لدى المغردين وتفتح نفسهم. كل طبخة أنشرها كانت تحصد العشرات من التعليقات و«اللايكات» والاستفسار عن كيفية عمل الوصفة، ويطالبونني بكتاب طبخ، عدا عمن كان يغضب لعدم تمكنه من تذوق الطبخة عبر تويتر. فما سر الطعام وما سر حبنا للأكل؟
يقول برنارد شو «لا يوجد حب مخلص أكثر من حب الطعام»، اذ يحتل الطعام مكانة مهمة من وعينا ومن جدول حياتنا إن لم تكن الأهم. فالطعام ليس مجرد تلبية لقرصة البطن عند الشعور بالجوع، الطعام لذيذ، ملون، ملهم، مبهج، محب ومعطاء، وفي كل مرة تتذوق ابنتي أكلة تعجبها تقول هذه أكلة «حنونة»، لنكتشف أن الطعام حنون أيضا.
نحن شعوب نعشق الطعام، نتفنن في صناعته ونتفنن في أكله. ففي كل مرة ألف فيها ورق العنب أتساءل: من هو ذاك الفطحل الذي مر من تحت دالية العنب ثم قرر أن يقطف وريقاتها، يسلقها ويحشوها بالرز واللحمة ويلفها ثم يطبخها على فرشة من اللحم الدسم ثم يحممها بعصير الليمون، لينتج عنها ألذ طبخة في التاريخ؟
لماذا نحب الطعام؟
– لأن الطعام وقود أجسامنا ويمنحنا الحياة.
– لأن الطعام لذيذ ويعطينا شعورا بالسعادة.
– لأن الطعام أمر اجتماعي يجمع الأحبة والأهل والأصدقاء.
– لأن الطعام يأتي من كل صنف ولون وجنسية، فخياراتك بلا نهاية.
– لأن الطعام أفضل علاج لحالات الحزن ويعتبر مضادا للاكتئاب.
– لأن الطعام فيه عطاء وفيه تعبير عن المشاعر، وقد يكون بديلا عن كلمة «أحبك».
– والأهم أن الطعام دائما موجود لنجدتك سواء كنت في أفضل حالاتك أم أسوأها.
بقي ان أقول لكم عن صديقة اتهمت زوجها أنه يحب بطنه أكثر مما يحبها، فأجابها: الطعام يلبيني بلا اعتراض، لا ينكد علي، ولا يصرخ، ولا يشتكي، ولا يطلب، ولا يغضب ولا يزعل ويروح بيت أهله… الطعام ينبوع سعادة أما أنت… فخليها على الله.
دلع المفتي
dalaaalmoufti@
D.moufti@gmail.com