أخطأ الجنرال!
اليوم يصادف ذكرى اجتياح قوات الجزّار حافظ الأسد لوزارة الدفاع اللبنانية وقصر بعبدا وفرار “مون جنرال” إلى سفارة فرنسا التي لم يحفظ لها “الجميل” (ونحن أيضاً…)، وليس ذكرى ولادة الفيلسوف الصيني العظيم مار يوحنا “تفو تفو” الذي يكثر أتباعه في جبال وأصقاع ومدن و”مغاور” لبنان وسوريا!
“هلوسات” الجنرال في هذا اليوم “المبارك” اضطرّت حتى “وكالة سانا” للتبرّؤ منها! يلاحظ القارئ أن كل سطر، في برقية “سانا” أدناه، يبدأ بتعبير من نوع “أكّد عون” أو “شدّد عون” أو “أوضح عون”.. وكأن “سانا” تغمز القارئ بأنها لا تتحمل مسؤولية” نشر هذه الحماقات “الجنرالانية”! “سوريا ستضع حداً للأحادية الأميركية في العالم”!!!!
عبد الحليم حافظ غنّى “عدت يا ولدي مهزوماً”، “مهزوماً” وليس”مهزوزاً”.. مون جنرال!
الشفاف
*
بيروت-سانا
(أكد العماد ميشيل عون رئيس تكتل التغيير والإصلاح في لبنان أن) سورية تتقدم باتجاه الديمقراطية فعليا بعكس الدول العربية التي أسقطت حكوماتها كما أنها الأقرب إلى الديمقراطية من أي دولة عربية أخرى.
(وقال عون في حديث مع التلفزيون العربي السوري أمس:) إن سورية لم تسقط ولن تسقط ولن تستطيع كل هذه الدول المتآمرة مجتمعة إخضاعها ولا الانتصار في هذه الحرب ضدها معبرا عن ثقته بانتصارها وتحولها إلى دولة ديمقراطية تمثل أنموذجا لباقي الدول التي تحاربها.
وشدد عون على أن سورية ستضع حدا للاندفاع المتطرف الأصولي في المنطقة بما سيشكل قوة ارتداد إلى الداخل العربي كما سينبثق عن حسم الحرب لصالحها نظام عالمي جديد لأن الأحادية الأمريكية لم تعد مقبولة.
وأوضح عون أن صمود سورية في وجه الموءامرة التي تتعرض لها من قبل دول عديدة كان قويا جدا. فالأزمة لم تؤثر في الهيكلية الإدارية والقضائية والعسكرية رغم الخسائر الإنسانية المؤلمة والاقتصادية الضخمة التي لا بد أن تكون ثمن استمرارية الشعب السوري والمحافظة على حريته كما هو الحال في كل الحروب.
وأشار عون إلى أن سورية تشكل نموذجا متطورا من الإنسانية بكل مكوناتها الاجتماعية وهي عملت بصمود دائم في وجه إسرائيل وهذا ما يؤكد استحالة إسقاطها.
واعتبر عون أن ما يحدث في المنطقة ليس ربيعا عربيا بل جهنما عربيا مخططا له ضمن نظرية الفوضى الخلاقة التي أعلنت عنها وزيرة الخارجية الأمريكية عام 2006 والتي تهدف إلى شرق أوسط جديد يقوم على ضرب الشعوب ببعضها.
وأوضح عون أن للكيان الإسرائيلي مطامع في لبنان وسورية وهو يشعر أنهما عوائق تقف أمام تنفيذ أطماعه فإسرائيل أعلنت عن نفسها دولة يهودية ولكنها لا تزال تعاني من عدد من الفلسطينيين الذين يعيشون داخلها وتريد أن تقذف بهم إلى مكان ما عندما يستتب الوضع لها في ظروف أفضل من التقسيم والتفتيت الذي تعمل عليه.
ولفت عون إلى أن إسرائيل بدأت تسير على طريق الانحدار ولن تنتصر بعد حرب تموز ضد لبنان ولن تجرؤ على شن الحروب مجددا.
وقال عون: إن الشعوب عندما تريد حكومات جديدة فهي تطمح إلى الأفضل ولكن ما حصل هو أن الحكومات الجديدة سجلت وثبات إلى الوراء وليس إلى الأمام ولو كانت قضية حقوق الإنسان هي الأساس لبدأت الدول الغربية إعادة حقوق الشعب الفلسطيني.
وأضاف عون إن حرية المعتقد وحرية اختيار الحياة الاجتماعية تمارس في سورية فيما تفرض دول عربية أخرى طريقة المأكل والمشرب واللباس كما أن القيادة في سورية كانت ستجري عام 2011 تعديلات دستورية وستلغي المادة الثامنة وهو ما سمعته من الرئيس بشار الأسد قبل بدء الأزمة وهو ما تم فعلا اليوم حيث عدل الدستور وأطلقت التعددية السياسية والحزبية والحريات الصحفية ولو كان هدف المعارضة ذلك لجاءت إلى الحوار وانتظرت الانتخابات الرئاسية القادمة ليقرر الشعب من يريد من خلال صندوق الاقتراع وعبر الأصول الديمقراطية.
وأكد عون أن القيادة في سورية هي التي تدافع عن الديمقراطية بينما الدول الغربية تريد إسقاطها بالقوة ولا تريد الاحتكام إلى الشعب السوري والمأساة هي أن دول الشرق الأوسط تتعامل مع هذه الدول الغربية التي تعتبر حقوق الإنسان عنوانا تجاريا وليست حقيقة تتصرف على أساسها.
وأشار عون إلى أن تغلب المتطرفين في سورية سيوءثر على الحدود المشتركة بين سورية ولبنان والصلات بين الشعبين وهو ما نحاول أن نواجهه الآن.
وشدد عون على أن أمن سورية من أمن لبنان والعكس صحيح ومن يتغاضى عن هذه الحقيقة يخرق قواعد حسن الجوار ومبادئ الدبلوماسية الحكيمة التي تصون حسن الجوار والعلاقات المميزة.
وقال عون: إن سياسة النأي بالنفس عما يحصل في سورية التي انتهجها لبنان تحولت إلى نأي بالنفس عما يحصل في لبنان فلا يجوز لألف مسلح في طرابلس أن يأسروا 400 ألف من سكان طرابلس والجوار.
ولفت عون إلى أن المعنى الحقيقي لسياسة النأي بالنفس هو أن تنأى الحكومة عن اتخاذ المواقف المتحيزة لفريق ضد الآخر وأن تنأى بشعبها أيضا عن القيام بأعمال شغب في الدول المجاورة فالفقرة الرابعة من وثيقة الوفاق الوطني تؤكد على احترام الجوار والحدود المشتركة مع سورية وعلى الأمن بينهما كمسؤولية مشتركة.
وقال عون: إن الجامعة العربية تحتضر الآن على أبواب دمشق وحلب بعدما خرجت عن ميثاقها ولم تحترمه وخاصة لجهة عدم التدخل في شؤون الدول الداخلية فيما تركيا جزء من حلف الناتو وهي تتقيد بسياسته.
ولفت عون إلى أن الحكومة التركية ارتكبت خطأ كبيرا بتشجيعها الانقسامات في سورية لأن لديها شعبا متعدد المذاهب والمبادئ السياسية إضافة إلى مشاكلها مع الأكراد والعلمانيين وهي بأخذها خطا سياسيا انفردت به تقضي على الديمقراطية والتوجهات الأخرى الموجودة في ظل رغبة وحاجة الشعب التركي للاستقرار على حدوده وخلق تناغم مع جيرانه.
وأشار عون إلى أن الممالك والإمارات الخليجية ستحاول الحفاظ على رأسها في هذه الأزمة لأن العروش كلها ستهتز بعد هذه الازمة.
وأوضح عون أن الفيتو المزدوج الروسي الصيني في مجلس الأمن أكد للناتو أن التدخل العسكري على الطريقة الليبية ممنوع ولذلك لجؤوا إلى تغذية الحرب التخريبية وتشجيعها وهذا ما يحصل حاليا على الأرض السورية.
وحول محاولة الاغتيال التي تعرض لها قرب مدينة صيدا في جنوب لبنان مؤخرا قال عون: إنني تعايشت مع الخطر طوال حياتي وعشت بمراحل قاسية جدا وبظروف خطرة وتعرضت لمحاولات اغتيال عدة وأدرك أنني سأتعرض لمحاولات جديدة بسبب السياسة الخطرة التي نتبعها والمواقف التي نتخذها بالوقوف في وجه القوى الدولية العاتية التي عندما تعجز عن تطويع أحد أو إخضاعه تلجأ إلى الاغتيال والحذف الجسدي.
وأضاف عون: إن المنطقة التي تمت فيها محاولة الاغتيال يختلط فيها المتطرفون والمحافظون وبعض الفلسطينيين الذين لا يوافقون على سياستي وخاصة الإصلاحية كما أن لبنان مفتوح على أجهزة المخابرات الدولية ومنها الأمريكية والإسرائيلية وأما الذين يكذبون محاولة اغتيالي فهؤلاء سيقولون انني انتحرت حتى لو تم اغتيالي.
عون يدعو الجيش اللبناني الى ضبط الحدود مع سورية ومنع تسلل المسلحين
إلى ذلك دعا عون إلى انتشار الجيش اللبناني على الحدود اللبنانية السورية لضبط الأوضاع على الحدود ومنع دخول المسلحين وخروجهم من لبنان إلى سورية أو دخولهم مجددا إلى الأراضي اللبنانية مشيرا إلى عدم جواز ترك حرية تنقل المسلحين الإرهابيين من جنسيات مختلفة.
وقال عون في حديث لقناة ال بي سي التلفزيونية اللبنانية الليلة الماضية “أيدنا قرار الحكومة اللبنانية النأي بالنفس عن الأحداث في سورية ولكن لا يمكن أن ننأى بنفسنا عن فوضى التسلح والتجول للمسلحين في عرسال والبقاع والسماح بدخول أعداد كبيرة من الأشخاص والمسلحين والإرهابيين من جنسيات لا نعرفها إلى لبنان تحت غطاء ما يسمى بنازحين سوريين”.
وحمل عون بعض القوى اللبنانية في شمال لبنان في طرابلس وعكار وفي البقاع مسؤولية تفلت الحدود اللبنانية السورية في الشمال وفي عكار والبقاع و عرسال وخاصة دخول المسلحين وخروجهم عبر هذه الحدود من وإلى سورية.