امرأة بالقرب من لافتة “أنا أحب الرياض” في العاصمة السعودية في 31 تشرين الأول/اكتوبر 2020
وكالة الصحافة الفرنسية
ينتشر المسيار، وهو زواج بلا قيود تقليدية يتم غالبا في السر، بوتيرة متسارعة في المجتمع السعودي رغم معارضة البعض، وخصوصا لدى الرجال غير القادرين على تحمل تكاليف حفلات الزفاف الباهظة.
-“زواج دون مهر”-
يبحث سعوديون وكذلك وافدون من الأجانب في المملكة الذين يشكلّون نحو ثلث سكان البلاد، على تطبيقات المواعدة والمواقع المرتبطة بالزواج عن شريكات يقبلن بزواج المسيار.
وصرّح صيدلي مصري في الرياض لفرانس برس أنّ زواج “المسيار أرخص. ليس هناك مهر أو التزامات”.
وبدأ الصيدلي المصري الذي فضّل عدم استخدام اسمه، البحث بعد إعادة زوجته وابنه البالغ خمس سنوات إلى القاهرة مع بداية انتشار جائحة كوفيد-19 العام الماضي، ويُرجع قراره أساسا إلى ارتفاع تكاليف المعيشة وفرض السلطات السعودية رسوما باهظة على مرافقي الوافدين خلال السنوات الأخيرة.
واقرّ بأنّ “الابتعاد عن زوجتي أمر صعب”، مضيفًا أنّه كان يبحث عن زواج مسيار من خلال وسطاء الزواج “الخطبة” على تطبيق انستغرام وهم يتقاضون ما يصل إلى 5000 ريال (1333 دولارا).
وأوضح “أعطيتهم تفضيلاتي: الوزن والحجم ولون البشرة (…) لكن لم أجد ضالتي حتى الآن”.
مثل هذه الزيجات غالبا ما تكون قصيرة الأجل وينتهي معظمها بالطلاق خلال فترة تتراوح بين 14 و60 يوما، حسب ما ذكرت صحيفة الوطن السعودية في عام 2018 نقلا عن مصادر في وزارة العدل.
وتعتبر بعض النساء زواج المسيار هروبا سريعا من العنوسة أو فرصة لبداية جديدة للمطلقات والأرامل، اللواتي يكافحن من أجل الزواج مرة أخرى.
وأفاد صديق مقرّب لامرأة سورية في الرياض فرانس برس أنّها دخلت في علاقة زواج مسيار سرا لأنّها تخشى أن يسعى طليقها، وهو سعودي الجنسية، قانونيا للحصول على حضانة ابنيها إذا اكتشف أنّها تزوجت.
ومن الصعب للغاية تقدير عدد هذه الزيجات، إذ إنّ الكثير منها لا يتم توثيقه.
وقال رجال دين سعوديون إنّ زواج المسيار انتشر أكثر منذ 1996 حين قام مفتي البلاد آنذاك، والذي يمثل أعلى سلطة دينية في المملكة، بإضفاء شرعية عليه بفتوى دينية رسمية.
لكن كثيرين يشكّكون في شرعية زيجات سرية من هذا النوع لتعارضها بنظرهم مع المبادئ الأساسية للزواج في الإسلام، والذي يتطلب إشهارا بين الناس.
-“الطفل ليس مشكلتي”-
عزا رجل دين بارز في الرياض انتشار زواج المسيار أخيرا إلى عدم رغبة الرجال في تحمل المسؤولية الكاملة عن تعدد الزوجات، وهو أمر يسمح به الإسلام بشرط معاملة الزوجات على قدم المساواة.
وفي مقال منشور في 2019 في صحيفة “سعودي جازيت” اليومية الصادرة بالانكليزية، وصف الكاتب طارق المعينة زواج المسيار بأنّه “رخصة للحصول على عدة شركاء دون (تحمل) كثير من المسؤولية أو المصروفات”.
وأشار إلى “تقارير في الصحافة السعودية تناولت مخاوف متزايدة حيال عدد الأطفال المولودين من رجال سعوديين اثناء رحلاتهم في الخارج والذين يتم هجرهم على خلفية أسباب عملية عدة”.
وتجبَر بعض النساء على مقاضاة رجال سعوديين رفضوا الاعتراف بأطفال ولدوا خلال زواج مسيار.
وقال رجل الدين الذي التقته فرانس برس في الرياض “اتصلت بي امرأة وقالت لي +أنا زوجة مسيار وزوجي لا يريد أن يعترف بطفلي+”. وأضاف نقلا عنها “زوجي يقول إن +الطفل ليس مشكلتي+. نصحتها بالذهاب الي المحكمة والقتال للحصول علي حقوقها”.
ورغم هذه المشكلات الناتجة عنه، يتم تشجيع النساء اجتماعياً على غض الطرف عن مغامرات أزواجهن.
وقال وسيط الزواج فهد المويس إن معظم زبائنه من “متعددي الزواج”، مشيرا إلى موظف حكومي سعودي أخفى علاقته المسيار عن زوجته الأولى.
وعندما بدأ يختفي بشكل روتيني في عطلة نهاية كل أسبوع، نصحت إحدى جارات الزوجة المتشككة بـ “التزام الصمت”.
وقال المويس نقلا عن جارة الزوجة “تزوج المسيار حتى لا يحوّل (حياتك) جحيما”.
وأوضح أن الجارة نصحت الزوجة بأن تتحلّى بالصبر قائلة لها “دعي زوجك يذهب لقضاء عطلة نهاية الأسبوع وباقي الأيام سيكون لك”.
إقرأ أيضاً:
نادين البدير: أنا وأزواجى الأربعة
“زواج المتعة” مقبول عند اليهود أيضاً
نساء «حزب الله» غير سعيدات: زواج متعة “بشروط مسهّلة” بسبب ضيق الحال!