تتواصل التحضيرات لزيارة البطريرك مار بشارة الراعي الى المملكة العربية السعودية، وسط مساع حثيثة تقوم بها قوى الثامن من آذار مجتمعة لثنيه عن القيام بهذه الزيارة؟ وتتراوح المساعي بين سيل الشائعات عن أن الرئيس عون تمنى على البطريرك إرجاء هذه الزيارة، وشائعات تبثها المواقع الاكترونية التي تدور في فلك الثامن من آذار، والتي لا تنفك تنشر كلاما منسوبا الى البطريرك الراعي او الى ما تصفه بمصادر قريبة من الصرح البطريركي ومن البكريرك الراعي، عن عزمه على إرجاء زيارته الى المملكة.
البطريرك الراعي ابلغ زواره نيته التوجه الى المملكة العربية السعودية، وقال في مجالسه الخاصة إنه بطريرك الموارنة ورأس الكيسة وهو ليس موظفا ولا يتقاضى راتبا من احد ولا احد يملي عليه مواقفه، وهو على قناعة يقينية بأهمية الزيارة ويصفها بالتاريخية ويبدي حماسة لانجاحها.
وفي إطار المساعي لثني البطريرك عن القيام بالزيارة قام وفد من الرابطة المارونية اليوم بزياة الى الصرح البطريركي، حاملا مذكرة، يبدو انها أعدت بالتعاون بين نجل رئيس الرابطة انطوان قليموس، المعروف بارتباطه بجهاز إعلان حزب الله، ومحمد عفيف، مسؤول الاعلام في الحزب الإيراني.
البطريرك استقبل الوفد الذي تلا قليموس باسمه المذكرة معددا ما قال إنه أسباب موجبة تحتم إرجاء الزيارة وطالب الوفد البطريرك باتخاذ موقف حاسم المملكة على خلفية ما وصفوه بـ”احتجاز رئيس الحكومة اللبنانية”، وحث الرعايا الموارنة وتحريضهم على المملكة.
البطريرك الراعي استلم المذكرة وطواها ووضعها في جيبه، وسأل اعضاء الرابطة عن جدول الاعمال السابق لاجتماعها، وطالبهم بالدراسة التي وعدوه بها بشأن النازحين السوريين وكيفية العمل على وضع حد لاستمرار نزيفهم من جهة، ونزيف الاقتصاد والمجتمع اللبناني معهم، وافضل السبل ليعودوا الى بلادهم موفوري الكرامة وأمنهم محفوظ.
وحاول اعضاء من الوفد إعادة النقاش مع البطريرك في بنود المذكرة، فسالهم عن موضوع تجنيس 1500 مواطن، واين اصبح هذا الملف الذي وعدوه بانجازه في فترة وجيزة، ولم يتسلم غبطته اي ملف او دراسة بشأنه، واين اصبح العمل عليه.
وعندما حاول الوفد إعادة النقاش الى بنود المذكرة، تجهم البطريرك، وقال لهم إن دور البطريركية الماروني، اكبر من صغائر الامور، وهو دور تاريخي، وانتم عليكم الالتفاف حول رئيس الجمهورية في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ لبنان، ومساعدته على تخطي هذه الازمة، اما شؤون الصرح البطريركي فهي للبطريرك، ودور الصرح التاريخي يحدده البطريرك، وبشان الزيارة فإني على تشاور مع سماحة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان والرئيس الجنرال عون وهي ستتم في موعدها المحدد وانا سأتوجه الى المملكة حاملا رسالة السلام وشعار بطريركتي “شركة ومحبة”، وهذا ما يعطي المسيحيين دورهم وديمومتهم في محيطهم العربي، ولن افوت فرصة للعمل على تحقيق هذا الشعار فكيف إذا كانت الدعوة للقاء خادم الحرمين الشريفين؟.
ثم استأذن البطريرك ليتابع جدول اعماله، وخرج قليموس وصحبه متجهمي الوجوه.