هل استقال رئيس الإئتلاف الوطني السوري معاذ الخطيب لأن رئيس الحكومة المكلّف، غسان هيتو، لم يستقل كما كان مقرّراً؟ وكان “الشفاف” أول من توقّع استقالة “هيتو” خلال ساعات منذ أواخر الأسبوع الماضي.
هذا ما تقوله مصادر سورية معارضة تضيف أن الأميركيين، والسفير الأميركي فورد تحديداً، هم الذين أقنعوا “هيتو” بعدم الإستقالةـ رغم قبول “الإخوان المسلمين” باستقالته!
في نفس السياق، تأتي مسألة تأكيد “كبير محللي الإستخبارات الإسرائيلية”، ونتنياهو شخصياً، بأن الأسد استخدم أسلحة كيميائية ضد شعبه. ويكتسب التأكيد الإسرائيلي مغزاه من مستوى المسؤول الذي أكّده ومن موقف إسرائيل غير المعادي للأسد الذي حفظ لها، هو ووالده، حدودها هادئة طوال نصف قرن!
والتأكيد الإسرائيلي خطير لأن الرئيس أوباما كان اعتبر استخدام الأسد للأٍسلحة الكيميائية “خطاً أحمر”.
مع ذلك، يفضّل وزير الخارجية الأميركي أن يشكّك بكلام نتنياهو! ومن جهة أخرى، فقد صرح بأنه “ينبغي لحلف شمال الأطلسي أن يدرس مدى استعداده عمليا للتحرك لحماية أعضائه من أي خطر سوري بما في ذلك خطر استخدام أسلحة كيماوية”!
وهذا التصريح يكاد يعادل “تعديل” الخط الأحمر ليصبح، مثلاً، استخدام الأسلحة الكيميائية ضد تركيا أو الأردن أو لبنان! وإذا صحّ هذا التفسير فإنه، بدوره، يعادل “خطاً أصفر وليس أحمر” ضد استخدام الأسد للأسلحة الكيميائية ضد الشعب السوري! (هذا كله يذكّر بمسألة صواريخ “الباتريوت” التي قيل أن الهدف منها إقامة منطقة عازلة داخل سوريا لحماية الشعب السوري، فانتهت لتشكل “حماية لتركيا” ضد هجمات سورية يعرف الجميع بأنها مستحيلة!).
وهذا كله يذكر بتصريحٍ لوزير خارجية روسيا مفاده أن اميركا تستخدم الموقف الروسي كـ”ذريعة”!
هل ينبغي أن يقطع السوريون الأمل في موقف أميركي حاسم في ظل إدارة أوباما؟
الشفاف
*
القدس (رويترز) – قال كبير محللي المخابرات في الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء إن قوات الحكومة السورية استخدمت أسلحة كيماوية -يرجح انها غاز الأعصاب- في قتالها ضد مقاتلي المعارضة الذين يشنون انتفاضة منذ عامين ضد حكم الرئيس بشار الأسد.
وشككت الولايات المتحدة في صحة هذا التحليل وأعلنت أن أي استخدام للأسلحة الكيماوية في سوريا يمثل “خطا أحمر” قد يستدعي التدخل.
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري انه تحدث إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وان نتنياهو “لم يكن في وضع يتيح له تأكيد” ما قاله البريجادير جنرال ايتاي برون من المخابرات العسكرية خلال مؤتمر أمني في تل ابيب.
وقال كيري للصحفيين في بروكسل “لا أعرف ما هي الحقائق”.
ورفض مكتب نتنياهو التعليق على تصريحات كيري وبرون التي جاءت بعد يوم من تصريح وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل خلال زيارة لإسرائيل بأن وكالات المخابرات الأمريكية ما زالت تقيم ما إذا كانت هذه الأسلحة استخدمت.
وقال برون الذي كان يتحدث في المؤتمر الأمني السنوي للمعهد الوطني للدراسات الأمنية في جامعة تل أبيب في أوضح بيان إسرائيلي عن الأمر حتى الآن “حسب ما عرفناه فقد كان هناك استخدام للأسلحة الكيماوية. أي أسلحة كيماوية؟ ربما السارين.”
وأضاف أن القوات الموالية للأسد مسؤولة عن الهجمات على “مقاتلي المعارضة المسلحة في العديد من الأحداث التي وقعت خلال الشهور القليلة المنصرمة بما في ذلك الواقعة التي تحدثت عنها معظم التقارير والتي حدثت في 19 مارس.”
وتبادلت الحكومة السورية ومقاتلو المعارضة الشهر الماضي الاتهامات بشن هجوم بالأسلحة الكيماوية قرب مدينة حلب الشمالية.
ومن شأن تصريحات برون أن تزيد بواعث القلق الدولي بخصوص الأحداث في سوريا. وقال وزير الخارجية الأمريكي على نحو منفصل يوم الثلاثاء إنه ينبغي لحلف شمال الأطلسي أن يدرس مدى استعداده عمليا للتحرك “لحماية أعضائه من أي خطر سوري بما في ذلك خطر استخدام أسلحة كيماوية.”
وقال برون الذي كان يتحدث مستخدما عرضا بيانيا يظهر فيه طفل إما أنه مصاب أو قتيل. وقال إن الرغاوي الخارجة من أفواه الضحايا وانكماش بؤبؤ العين و”علامات أخرى” تشير إلى انه تم استخدام غاز قاتل.
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي اخر على علم بتصريح برون انه يلفت الانتباه إلى معلومات مخابراتية سرية خلافا للمواد المتاحة علانية.
وقال المسؤول لرويترز مشترطا عدم الكشف عن هويته “عندما يدلي شخص موثوق به مثل برون بهذا التصريح علانية فيمكن ان تكون على ثقة بأنه يستند إلى أدلة قوية.”
وقال رالف تراب وهو مستشار مستقل في الرقابة على الأسلحة الكيماوية والبيولوجية مقيم في جنيف إن الأعراض التي وصفتها المخابرات الإسرائيلية “تتسق مع الأعراض التي يسببها غاز السارين” لكن الصور الفوتوغرافية وحدها ليست أدلة حاسمة.
وعند سؤال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية جورج ليتل عما إذا كانت تصريحات برون تشير إلى تغيير في الموقف الأمريكي الرسمي قال “الولايات المتحدة لا تزال تقيم التقارير عن استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا. استخدام هذه الأسلحة لن يكون مقبولا بالمرة.”
وكان هاجل قال يوم الاثنين إن استخدام قوات الأسد للأسلحة الكيماوية سيكون “تغييرا لقواعد اللعبة” وإن الولايات المتحدة وإسرائيل لديهما “خيارات لكل الطواريء”.
والتقى هاجل ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في القدس بعد يوم من تحليق طائرة هليكوبتر عسكرية إسرائيلية فوق مرتفعات الجولان المحتلة على حافة القتال الدائر في سوريا والذي دخل عامه الثالث.
وقال هاجل في تصريحات للصحفيين قبل محادثاته مع نتنياهو في إشارة الى الولايات المتحدة وإسرائيل “هذا وقت عصيب وخطير.. إنه وقت يجب أن يتقارب فيه الأصدقاء والحلفاء عن أي وقت مضى.”
وتوجه هاجل إلى الأردن الذي يستضيف مئات الالاف من اللاجئين السوريين حيث أجرى محادثات مع الامير فيصل شقيق الملك عبد الله والفريق اول الركن مشعل محمد الزبن رئيس هيئة الاركان المشتركة ثم توجه إلى السعودية واجتمع مع ولي العهد الامير سلمان بن عبد العزيز آل سعود وزير الدفاع.
وكان دبلوماسيون ومسؤولون من الأمم المتحدة قالوا الأسبوع الماضي إن المناقشات بين سوريا والمنظمة الدولية بشأن تحقيق للأمم المتحدة حول احتمال استخدام أسلحة كيماوية وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض الحكومة السورية السماح للمفتشين بزيارة أي مكان غير حلب.
وذكر دبلوماسيون من الأمم المتحدة أن بريطانيا وفرنسا زودتا مكتب بان جي مون الأمين العام للأمم المتحدة بما تعتقدان أنه دليل قوي على استخدام الأسلحة الكيماوية في مدينة حمص.
وتبدي إسرائيل قلقها إزاء إمكان سقوط مكونات من الترسانة الكيماوية السورية في أيدي مقاتلين من الجهاديين أو حزب الله اللبناني الذي خاضت معه حربا في 2006 .
وحذر قادة إسرائيليون من أنهم لن يسمحوا بحدوث ذلك. وفي هجوم لم يجر تأكيده بشكل رسمي قصفت طائرات إسرائيلية قافلة أسلحة في سوريا في فبراير شباط ودمرت اسلحة مضادة للطائرات كانت متجهة إلى حزب الله.