بيروت (رويترز) – أفادت تقارير ان العميد مناف طلاس صديق الرئيس بشار الاسد والضابط بالحرس الجمهوري فر يوم الاربعاء الى تركيا فيما قد يمثل انشقاق أكبر شخصية من الدائرة الضيقة في القيادة السورية.
ولم يتسن الاتصال بطلاس الذي شغل والده منصب وزير الدفاع في عهد حافظ الاسد والد بشار لمدة 30 عاما للتعقيب لكن عدة مصادر من المعارضة السورية أبلغت رويترز بأنه انشق على دمشق وقال موقع انترنت اخباري له صلة بجهاز الامن السوري نقلا عن مسؤول سوري ان طلاس موجود الان في تركيا.
وطلاس ممثل نادر للغالبية السنية في النخبة السياسية ودائرة الضباط التي يهيمن عليها العلويون الذين ينتمي اليهم الاسد وخروجه على اصدقائه ربما يعكس تآكل التأييد للرئيس بين السنة الاثرياء الذين تباطأوا في الانضمام الى الانتفاضة التي قادها أقرانهم السنة الفقراء.
ونقل موقع “سيرياستيبس” المرتبط بصلات مع جهاز الامن السوري ان مصدرا أمنيا رفيع المستوى اكد “فرار العميد مناف مصطفى طلاس الى تركيا”. وقال “ان فراره لا يؤثر بشيء”. واضاف المصدر “المخابرات السورية لو شاءت احتجازه لفعلت.”
لكن مصدرا في المعارضة المناهضة للاسد في المنفى ذكر ان قريبا لطلاس أكد له انه انشق وقال “انه انشقاق بالغ الاهمية. اللواء الذي يتولى قيادته مرتبط بشدة به ولذلك يمكننا القول ان الانشقاق الحقيقي بدأ.”
وقال ذلك المصدر ان طلاس فر من دمشق يوم الثلاثاء وانه في تركيا في طريقه الى باريس حيث سيجتمع رعاة قضية المعارضة من دول الغرب والشرق الاوسط في مؤتمر “أصدقاء سوريا” يوم الجمعة. وتقيم في العاصمة الفرنسية شقيقة طلاس وهي أرملة تاجر سلاح سعودي ملياردير.
وقال شاهد في دمشق طلب عدم نشر اسمه خوفا من أجهزة الامن ان منزل طلاس في العاصمة السورية نهب بواسطة ضباط الامن يوم الخميس. وأضاف “أخذوا كل شيء.”
وقال مصدر آخر من المعارضة انه من المتوقع ان يصدر طلاس رسالة فيديو قريبا يعلن فيها انه سينضم الى المعارضة.
ومن غير المرجح ان يؤثر رحيله بدرجة كبيرة على قدرات الجيش السوري لكنه سيستغل من جانب أعداء الاسد في الغرب وفي الداخل.
وقال دبلوماسي غربي عرف طلاس في دمشق حيث كان الضابط وزوجته يعيشان حياة مترفة وكان مهتما بالفنون “مناف لا يعطي الانطباع بأنه بلطجي. لكن كان له أهميته في الجيش.
“انشقاقه خبر مهم لانه يبين ان الدائرة الضيقة تتفكك.”
وكان طلاس يقود لواء بقوات الحرس الجمهوري وهي قوات نخبة يقودها ماهر الاسد شقيق بشار أحد مهندسي الحملة الدامية المستمرة منذ 16 شهرا ضد الانتفاضة والتمرد التي قتل فيها أكثر من 15 الف شخص.
ومنذ بعض الوقت يقول اصدقاء ان طلاس الذي درس بالكلية الحربية مع الرئيس السوري البالغ من العمر 46 عاما اصيب بخيبة أمل متزايدة ازاء الحملة التي ضربت بقوة مدينة الرستن مسقط رأسه حيث انضم كثير من زملائه السنة الى الجيش السوري الحر.
وغادر والده وشقيقه وهو رجل اعمال بارز سوريا منذ الانتفاضة.
وقال مصدر بالمعارضة “اتخذ هذا القرار لانه منذ العام الماضي كان في صراع مع الرئيس بشار الاسد بشأن قرار النظام السوري استخدام الحل العسكري ضد الجيش السوري الحر.”
وأضاف المصدر انه كان “شديد الغضب بسبب ذلك. ولهذا السبب كان سجينا تقريبا في منزله بدمشق. الاسد عزز الامن لمنعه من المغادرة.”
من ناحية اخرى قال ناشطون ان قوات سورية تقدمت نحو بلدة خان شيخون في شمال البلاد يوم الخميس وقتلت 11 شخصا على الاقل في هجوم بمركبات مدرعة من الجنوب عند الفجر بعد قصف شرس.
وقال الناشط ابو الغيث الخاني “دخلت القوات السورية البلدة من اطرافها الجنوبية وهم يحرقون الان المنازل والمزارع.”
وأضاف ان 80 في المئة من سكان البلدة لاذوا بالفرار.
ويلقي الاسد باللوم على متشدين اسلاميين من دول عربية معادية ومؤامرة غربية مزعومة لتفتيت سوريا ودفعها نحو حرب أهلية.
وقال الأسد لصحيفة جمهوريت التركية “اللعبة الكبيرة التي استهدفت سوريا كانت أكبر بكثير مما توقعنا… الهدف هو تفتيت سوريا أو إشعال حرب أهلية. المعركة ضد الإرهاب ستستمر بكل حسم في مواجهة هذا الوضع. وسوف ننتصر على الإرهاب.”
وقال مشيرا الى شاه ايران “كان يقود أهم دولة في المنطقة.. وكان لديه جيش قوي وكان العالم أجمع يدعمه. فهل تمكن من مواجهة شعبه؟ لا.”
وسخر الأسد من فكرة أن السوريين يريدون رحيله.
وقال الرئيس السوري البالغ من العمر 46 عاما “انظروا للوضع.. أمريكا عدوتي.. الغرب كله عدوي.. دول المنطقة أعدائي… ما زلت صامدا بفضل شعبي… لماذا أقتل شعبا يقف إلى جانبي؟”
وأضاف “كان يظن الجميع أنني سأسقط في وقت محدد. أخطأوا جميعا في حساباتهم.”
ووعدت السعودية وقطر بتمويل المعارضين السوريين وتنادي الدولتان منذ فترة طويلة بتسليحهم رغم هواجس غربية بشأن الحكمة من عسكرة الصراع على نحو أكبر.
ورفضت روسيا التي تندد بالدعم الخارجي للمعارضين السوريين الذين تعتبرهم متشددين اسلاميين خطيرين تلميحات بأنها قد تمنح الاسد حق اللجوء السياسي.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في مؤتمر صحفي إن ما يتردد حول اعتزام روسيا منح حق اللجوء للأسد “إما محاولة لتضليل الناس الجادين في التعامل مع قضايا السياسة الخارجية أو أنه نابع عن عدم فهم للموقف الروسي.”
وأيدت موسكو اقتراحا تمت صياغته بطريقة غامضة لانتقال سياسي في سوريا لكنها تنفي ان هذا يضمن الاطاحة بالاسد.
وعرقلت مع الصين صدور أي قرار في مجلس الامن التابع للامم المتحدة بدافع الحرص من عدم اعطاء ذريعة لتدخل عسكري على نمط ليبيا وهو ما ينفي الغرب انه يفكر فيه.
وأيَد العالم خطة سلام تم التوصل اليها بوساطة من كوفي عنان مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية لكنها لم توضع موضع التنفيذ على الاطلاق.
وقال رئيس بعثة الامم المتحدة التي ارسلت الى سوريا لمراقبة وقف اطلاق النار الذي توصل اليه عنان انه يجب ان يبقى المراقبون في سوريا رغم انه لا توجد هدنة وان العنف بلغ “مستويات لم يسبق لها مثيل”.
وقال الجنرال روبرت مود انه يجب اعادة هيكلة البعثة المكونة من 300 فرد للمساعدة في دعم الحوار السياسي الذي تقول قوى أجنبية انه السبيل الوحيد للخروج من الازمة.
ويقول زعماء المعارضة وحكومات غربية ان أكثر من 15 الف شخص قتلوا. وتقول الحكومة ان عصابات ارهابية قتلت عدة الاف من جنود الجيش والشرطة.
وقال ناشطون ان القوات السورية قصفت مدينتي حمص وحرستا وهي بلدة قريبة من دمشق.
وقال رامي عبد الرحمن وهو ناشط حقوقي يراقب ويسجل العنف في سوريا في رسالة بالبريد الالكتروني ان 97 شخصا قتلوا امس الاربعاء في القتال الدائر في انحاء سوريا.
وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في مؤتمر صحفي في بغداد “لدينا معلومات مؤكدة عن ان أعضاء من شبكات القاعدة الإرهابية توجهوا إلى الجانب الآخر.. إلى سوريا للمساعدة والاتصال وشن هجمات إرهابية.”
وقال زيباري إن “ضباط عمليات” من القاعدة ينتقلون عبر مسارات التهريب القديمة حاملين أسلحة.
ومضى يقول “أغلب الانتحاريين والمقاتلين الأجانب هم عناصر من القاعدة كانوا يتسللون من سوريا للعراق. لذلك فإنهم على معرفة بالمسارات وحلقات الاتصال. هذا لا يعني أن هذه العمليات تحدث بانتظام وبطريقة منظمة.”
وأضاف “هذا مبعث القلق الأساسي بالنسبة لنا.. بشأن الانتشار.. أن تكون هناك جماعات متطرفة لها وجود قوي في دول مجاورة ويكون لها قاعدة.”
وحث زعيم القاعدة أيمن الظواهري المتشددين السنة على الانضمام الى المعركة ضد الاسد الذي يسيطر العلويون الذين ينتمي اليهم على الجيش وقوات الامن.
ويقول الامين العام للامم المتحدة بان جي مون انه يعتقد ان القاعدة مسؤولة عن تفجير سيارتين ملغوتين في دمشق في مايو ايار ما أسفر عن مقتل 55 شخصا على الاقل.
وثارت توترات بين تركيا وسوريا عندما اسقطت سوريا طائرة استطلاع تركية فوق البحر المتوسط يوم 22 يونيو حزيران.
وقالت قيادة القوات المسلحة التركية يوم الخميس إنها انتشلت جثتي قائد الطائرة التركية التي أسقطتها سوريا الشهر الماضي ومساعده من قاع البحر على بعد 8.6 ميل بحري عن الساحل السوري.
وأضافت أنه تم العثور على الجثتين على عمق 1260 مترا قرب حطام الطائرة التي انقسمت لثماني قطع. وقالت إن الجثتين نقلتا إلى مدينة ملطية التي أقلعت منها الطائرة في 22 يونيو حزيران حيث ستجرى مراسم دفنهما يوم الجمعة.
وتنضم تركيا الى دول عربية وخليجية في باريس بوم الجمعة للمشاركة في اجتماع ثالث مناهض للاسد لاصدقاء سوريا.
وانتقدت روسيا هذا التجمع ووصفته بأنه منحاز.
وأكدت الصين يوم الخميس انها لن تحضر محادثات باريس.
وأوضح الاسد انه ليس لديه نية للتنحي وانه يمكنه ان يعول على التأييد القوي من ايران.
وقال الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد يوم الخميس “الامريكيون يفكرون فقط في مصالحهم لكن من حق الدول في المنطقة بما فيها أمة سوريا العظيمة ان تحدد بحرية مصيرها ويجب على الدول الاخرى عدم فرض مطالبها.”
صديق بشار الاسد العميد مناف طلاس فر الى تركيا
خبر عاجل جدا: أنباء متضاربة عن انشقاق بشار أسد….إلى شقين بعد سماعه الأنباء المتضاربة عن انشقاق صديقه مناف طلاس بن مصطفى أتفه (حتى لا نقول أكثر) من لبس البدلة العسكرية في سوري و “محلل” كل جرائم حافظ أسد.