الآخر، في التصور الاسلامي، هو غير المسلم، سواء كان كتابيا، مجوسيا، مشركا او حتى ملحدا، واحيانا يضيف جماعة السنة الى هؤلاء كل من يخالف مذاهبهم من شيعة واسماعيلية وبهرة او احمدية وحتى اباظية. ويتخذ غالبية الشيعة الموقف ذاته مع غيرهم من اتباع المذاهب السنية، وحتى من الشيعة غير الاثني عشرية.
والامر لا يقف بطبيعة الحال عند التصور فقط، بل يمتد بحيث تصبح له تبعات دنيوية، كما ان لكل طرف تصوره في تبعات ذلك بعد الموت. فهناك تمييز في المعاملة والحقوق والواجبات بين المسلم السني والمسلم الشيعي. فدستور جمهورية ايران الاسلامية لا يسمح لغير الشيعي بتولي منصب رئاسة الجمهورية، وهذا يعني ببساطة ان غير الشيعي غير مسلم او لا يستحق تولي هذا المنصب الرفيع حتى لو اختار الشعب الايراني برمته شخصا سنيا لتولي الرئاسة!!
وعلى الرغم من عدم وجود نصوص في دساتير غالبية الدول الاسلامية السنية، على افتراض وجود دستور يعمل به بطريقة محترمة، فان من الاستحالة مجرد التفكير في امكان وصول شيعي الى منصب رئيس الدولة فيها جميعا، خصوصا في ظل الامر الواقع الذي يمنع وصولهم إلى ما هو ادنى من ذلك بكثير. اما التفرقة بين المواطن المسلم، شيعيا كان او سنيا، وبين بقية المواطنين من اصحاب الديانات الاخرى فحدث ولا حرج. فهؤلاء يصنفون عادة كفاراً، والكفار يقسمون الى فئتين، كتابيين ومشركين، والفارق بينهما يكمن في مبدأ الجزية. فالجزية تقبل من اصحاب الكتاب من مسيحيين ويهود، وبعض الفقهاء يحشرون معهم المجوس، ودفع الجزية يعطيهم الحق في البقاء احياء. اما بقية البشر من اتباع آلاف الديانات الاخرى فليس امامهم سوى خيار واحد هو إما الدخول في الاسلام وإما قطع الرقبة. ومن الانصاف القول ان نص القتل لم يطبق بشكل واسع وتم التغاضي عنه على الرغم من وضوحه!
وعلى الرغم من وجود بعض الاختلافات بين مذهب اسلامي وآخر في الموقف من غير اهل الكتاب من ناحية قبول او عدم قبول الجزية منهم، فان المبدأ الاساسي يبقى من دون تغيير. كما يمكن القول ان مكانة غير المسلم في المجتمعات الاسلامية هامشية بمعنى الكلمة. فجميع النصوص تطالب بقتل المشركين، حيث وجدوا، والنصوص موجودة في سورة التوبة في الآيتين 5 و29، وهي تطالب بقتال الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر والذين لم يحرموا ما حرم الله ورسوله ولا يدينون بدين الحق من الذين اوتوا الكتاب، الا اذا دفعوا الجزية وهم اذلاء صاغرون.
وعلى الرغم من كل ما تتضمنه دساتير الدول العربية والاسلامية من نصوص واضحة تؤكد تقديس الحرية والمساواة من دون تفرقة بين المواطنين، فان من المعروف ان غير المسلم يعامل بشك عادة في هذه البلدان، وكمواطن من الدرجة الثانية أو أقل. فشهادة غير المسلم على المسلم لا تقبل، ويشتط البعض بحيث لا تقبل حتى شهادة الكفار بعضهم على بعض. واذا قتل الكافر مسلما فجزاؤه القصاص، ولكن لا يُقتل مسلم بكافر، كما ورد في صحيح البخاري، مع مخالفة الاحناف لهذه القاعدة. كما لا يقتص من المسلم بالكافر في الجروح وجرائم قطع الاعضاء. ولا يطبق الحد على من قذف كافرا، بل يعزر فقط. فأعراض غير المسلمين لا تستحق ان تصان من القذف. ومتفق عليه ان غير المسلم لا يحق له الزواج بمسلمة. وتوصي بعض النصوص المسلمين حتى بعدم مبادرة اليهود والنصارى بالسلام. وللمسلم حق «استرداد سلامه» ان تبين ان من سلم عليه غير مسلم، لكي يجعله يشعر بالوحشة فيختار ان يسلم. وان على المسلم، ان التقى كتابيا في الطريق، ان يدفعه لأضيقه! وتعتبر قضية الجزية المفروضة على غير المسلمين من اكثر الامور تعقيدا في العلاقة بين الطرفين. ولهذا لا تطبق الجزية في اي مجتمع اسلامي على الرغم من اجماع الفقهاء عليها، لان في دفعها حقنا لدماء الكفار بدلا من قتلهم، او لمجرد القبول بهم في دار الاسلام. ويذهب البعض إلى القول إنها عقوبة على الكفار لبقائهم على كفرهم.
فالجزية تشكل إذلالا لدافعها. وحسب قول «ابن القيم الجوزية» فإنها تضرب على رؤوس الكفار إذلالا وصغارا لهم ولتحقيرهم وإهانتهم.
وعلى الرغم من تساهل الاسلام مع اهل الكتاب في ما يتعلق بممارسة شعائرهم فانه وضع قيودا تمنع اظهار الصليب ورفع الصوت في الصلاة والقراءة.
وقد يقول قائل ان الكثير من هذه الامور غير مطبقة، وهذا صحيح، ولكن مجرد وجودها يعني ان هناك سيفا مصلتا على رقاب غير المسلمين يمكن ان يفعل في اي يوم. وبالتالي من المهم تحصين القوانين الوضعية ودعم الدساتير الموضوعة لحماية الحريات الفردية والحقوق الشخصية من تسلط رجال الدين ومنع تدخلهم في شؤون البشر اليومية بصورة متعسفة.
***
ملاحظة 1: المقال مقتبس من مراجع عدة.
ملاحظة 2: قام أحد محرري «القبس» بتعديل ما كتبنا عن الممثل روبرت حسين في مقال امس الاول ليذكر أن حسين ممثل فرنسي من اصل تونسي، وهذا غير صحيح. فـ«روبرت حسين» ممثل ومخرج فرنسي من اصل روسي ايراني، وبالتحديد من اذربيجان الايرانية عندما كانت تحت الحكم الروسي. واسمه قبل تغييره كان روبرت حوسينوف، ولو عاش لبلغ عمره اليوم 81، حيث انه ولد في 30ــ12ــ1927.
habibi.enta1@gmail.com
* رجل أعمال وكاتب كويتي
الآخر في التصور الإسلامي أليس من أبسط مبادئ العلمية أن يذكر الكاتب مصادره التي اعتمد عليها في هذا المقال؟ فقد ذكر كاتبنا أن (المقال مقتبس من مراجع عدة) وللأسف فإن هذه المراجع العدة ما هي في واقع الأمر إلا مقال واحد أحد لكاتب مغمور يكتب باسم مستعار في الانترنت وهو (شهاب الدمشقي) فكل افكار المقال مقتبسة بالحرف من مقال الدمشقي مع تغيير في المفردات والعبارات، حتى عنوان المقال بقي كما هو !! وهذا رابط مقال شهاب الدمشقي: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=23015 واذا عرفنا ان شهاب الدمشقي كتب هذا المقال سنة 2004، وأنا كاتبنا نشر مقاله سنة 2009 امكننا ان نعرف من الذي (اقتبس!)… قراءة المزيد ..
الآخر في التصور الإسلامي
السيد احمد الصراف انت عظيم فى كل ما تكتب ، واحيى آرائك التقدمية وقيمك الانسانية التى تساوى بين البشر جميعا ، فهذا هو طريق الخلاص الوحيد امام العرب الذين سمحوا باختطاف الدين الاسلامى واغتياله على ايدى حثالة من المجرمين المتطرفين حتى كاد الجميع ان يقتل من جراء افكارهم النكراء وثقافة الموت التى ينشرونها بين الجميع .حفظك الله
الآخر في التصور الإسلامي
أنت لا تتصف بأي إنسانية حتى تكتب هذا المقال في هذا الوقت الذي نرى فيه صورة المسلم عند الآخر الذي يزعم التحضر والتقدم والديمقراطية وهو يتفرج بلذة السادي على أجساد اهل غزة وهي تحرق بأعصر أسلحة الدمار البشري أبعد هذا تكتب مثل هذا المقال الكاذب أصلا والغرض منه مزيد التحريض علي القتل والذبح والحرق الم يشف حقدك على المسلمبن والعرب مايقوم به الهمج الحدد من الصهاينة.أقول لك متى كان لرجال الأعمال أمثالك مشاعر إنسانية وهم يمتصون دماء الشعوب عار عليك ألم تنظر لأشلاء النساء والأطفال ياقتلة النساء والأطفال
الآخر في التصور الإسلامي الأستاذ الصراف، تحية طيبة كل ما ذكرته لا شك فيه. ان ميدان قرآءتي المفضل هو الإسلام تاريخا و فلسفة و اجتماع. انا لست مختص بالدراسات الإسلامية، لكن بعص التدقيق دفعني الى اخذ المواقف التالية: ١- كل ما ذكر في مرويات الأحاديث التي تخالف عقلي و القرأن تركتها جانبا، و من المعلوم و لعله مشهور حث الرسول اصحابه على عدم تدوين احاديثه، كما انه معلوم ان عمر بن الخطاب كان يمنع التحدث عن رسول الله زمن حكمه لأنه ادرى بأن كلام الرسول كان وقتيا انما القرأن ابدي. ٢- كل المحرمات ذكرت اسما في القرآن، لذا لا اعبأ… قراءة المزيد ..