فلتحيا حماس

فلتحيا حماس درع العرب و الاسلام، فلتحيا حماس اخر خطوط المواجهة، حامية الكرامة العربية. حاملة الروح الفلسطيني على كفها في جهادها المقدس. فلتحيا حماس، اذ بدونها من يذود عن الفلسطينيين وسط التخاذل العربي؟

١٢٠ قتيلا في العدوان الأسرائيلي الأخير علي القطاع. ١٢٠ قتيلا زد عليهم قليلا او انقص منهم قليلا لا يهم. شهداء هم، لهم الجنة. فداء لفلسطين ممثلة بحماس.

فدا حماس كل القتلى وكل الفلسطينيين. فداها البر و الفاجر، فداها من شاء الفداء ومن لم يشأ.

منذ ستة عشر عاما وانا اتابع الأحداث في فلسطين، اتابع المآسي والقتل اليومي، اتابع المقاومة الإسلامية، أخبارها وتطوراتها.

لكني اليوم ، برغم تعاطفي مع حركات المقاومة -خاصة تلك التي تحمل في اسمها كلمة “الإسلامية”- الا ان حماسي خبا، واستبدلت عواطفي بشئ من الفكر.

أنا اليوم كافر بالحركات الإسلامية و شعاراتها، كافر بكل من نصب نفسه نائباً عن الله في ارضه، كافر بالشعارات القومية والإيديولوجيا السياسية.

كفرت لأن كل الزعماء يريدون الزعامة بأى سبب او ثمن، بعضهم استعمل الإسلام مركبا و البعض استعمل غيرها. كل زعمائنا مخلصون ملهمون، وكلهم ضرورة!!

انا لا ارى كثير فرق بين حماس او الحزب الإلهي أو حكم صدام، الا انه هو حكم وهم لم يحكموا قبضتهم على الحكم الى الآن، الا انهم يجهدون ليفعلوا.

لا ارى كثير فرق مع علي الكيمياوي حين قال ما نصه “تعداد العراق خمسة وعشرين مليون، خله يرجع خمسة ملايين إيش صار؟ -هكذا – مؤمن بي آنى هذا، و ترجع الأمة تنتصر و ترجع مثل زمن الرسالة، حيا الله الموت، خل كل الخمسة و عشرين مليون يروحون فدا امة العرب”. انتهى كلامه.

العملة واحدة و الوجهان متلازمان، إختلفت الأيديوليجيا التي باسمها ينتهكون الحرمات. حرمة الدم- المسلم على المسلم حرام، دمه و ماله و عرضه.

أظن ان شعبية حماس خبت بعد الحصار وسياساتها السيئة و قتلها للفلسطينيين باسم التخوين -كونهم منتسبين الي فتح – وتشديدها الحصار علي الشعب وتجويعه بسبب تعنتها، فقررت احياء شعبيتها بعمل بطولي مقاوم!!

أسدت حماس لإسرائيل اكبر خدمة بتصرفاتها، ثم انها منذ ايام أعلنت انها انهت هدنتها مع اسرائيل و لن تجددها، ثم اطلقت صوريخ القسام، فكان الحاصل ١٢٠ قتيلا فلسطينيا. قتلتهم اسرائيل بعون حماس. مثلما فعل نواب الإله في لبنان، حيث يزعمون أن الإجتياح سبق تخطيطه و خطف الجنديين لم يغير في المسألة شيئاً، هكذا. تبرير حماس لن يكون أفضل من تبرير الحزب.

نعم ضحت حماس ببعض الفلسطينيين من اجل شعبيتها. بعد رد اسرائيل على صوريخ القسام ستتجه الأنظار كلها نحو العدو، تسبّه و تدعو عليه، وتدعو لحماس في الجمع والجماعات و في صلوات القنوت.

يلتف الناس حول الضحية أو مدعيها عند الأزمات.

باسم الشعب كان او باسم القومية او باسم الله الأكبر، كلهم سواسية ايا كان الإسم الذي يعملون به.

ليست حماس التي ستجلب السلام للفلسطينيين، لانها تظن القضية اكبر من الشعب و اكبر من الأرض، انها قضية “اسلامية”.

حماس في ظل العسف الذي يمر به اهل القطاع اعلنت “الحدود” و العقوبات، قبل ان تنجح في فك الحصار، قبل ان تطعم الشعب وقبل ان توفر له شيئا من الأمن.

الأمة بغير اهلها ليست آمة، والوطن دون اهله ليس الا ارضا خالية.

رفقا بأهل القطاع.

بعد اكثر من خمسين عاما هل يصدق البعض ان استرجاع ما أحذ سيكون بهذه الطريقة؟

لك الله يا فلسطين ارى الذين يعملون باسمك لم يزيدوك الا عذابا.

فلتحيا حماس.

doctor.nassar@googlemail.com

* كاتب من جنوب لبنان