خاص بـ”الشفاف”
قبل أيام، نشر شاعر الثورة السورية “سميح شقير” الدعوة التالية إلى تقارب ما بين ثورة السويداء و”قسد”، وأثارت
الدعوة نقاشات عدة في السويداء وخارج سوريا.
ما يلي هو ما كتبه “سميح شقير”.
في لحظة فاصلة من عمر انتفاضة السويداءوامام الخيارات التي لا بد منها لتحصين الحراك ولردم الفراغ الناشئ عن تلاشي سلطة النظام، نجد اليوم العديد من الأطروحات التي تبحث عن صيغة مناسبة لإدارة اهلية تستمد شرعيتها من التوافق الأهلي العام للقطع مع سلطة النظام
مع الاستمرار بحمل مطالب السوريين جميعاً عبر الدعوة لإسقاط النظام والمطالبة بتنفيذ القرار الأممي 2254 ومحاسبة كل الذين أوغلوا في الدم السوري وبناء دولة المواطنة والديمقراطية.
ومع انطلاقة انتفاضة السويداء ومع الفرح العارم لكثير من السوريين بهذا الحراك الذي أعاد ايقاف الحلم السوري على قدميه إلا انه كان من الواضح أنه لا أفق حقيقي إلا من خلال امتداد هذه الانتفاضة مجدداً في ارجاء أُخرى من الوطن السوري او تشكيل تحالفات مع السوريين في الأماكن الخارجة عن سيطرة النظام بناء على مرجعية وطنية وبنود متفق عليها تنسجم مع تطلعات الشعب السوري التي عبرت عنه الثورة السورية في بداياتها ( قبل اختطافها وقبل تسيّد قوى الثورة المضادة ) وتعبر عنه اليوم انتفاضة السويداء بكل جدارة.
نعم كان هذا المصير محتوماً إذا اردنا لهذه الانتفاضة ان تصل إلى غاياتها وإلا فمصيرها ( في حال استمرار الوضع الراهن ) هو التقوقع في ادارة ذاتية للسويداء فحسب مما يحمل معه بمرور الوقت خطراً انفصالياً لم ترده السويداء يوماً وهي التي لطالما ربطت مصير حراكها بمصير سوريا الواحدة الموحدة .
ومع واقع عدم ملاقاة انتفاضة السويداء من جانب معظم المناطق السورية بإنتفاضات موازية (عدا حوران التي تحاول ما أمكنها) ولكون مناطق الشمال السوري التي تضم ملايين الثوار مسيطراً عليهم من قِبَل عشرات الميليشيات ذات الخطاب المتشدد والمرتهنة جميعها للقرار التركي ،الذي اصبح من الواضح تنسيقه مع النظام.
في هذا التوقيت ومع وجود بوادر تقارببين الادارة الذاتية لشرق الفرات وبين حراك السويداء تتحرك اصوات وترمي بكل ثقلها لقطع الطريق على أي تقارب متسلحة بالتشكيك والإنذار من الخطر المستطير بل وتصوير ان اي تقارب سيجعل قسد في محل المسيطر على السويداء واكثر من ذلك فتلك الأصوات تحذرنا من أن السويداء ستخسر دعم النظام لاحتياجاتها ثم التغافل عن اي معنى سياسي لهذا التقارب والتغافل عن انهم سوريون يمدون اليد لسوريين آخرين وخارج سيطرة النظام وتنطلق هذه الأصوات من كراهية جرى بثها لسنوات اخيرة في الشارع ( الثوري) وتكفلت العديد من المحطات الإعلامية (التي تدعي الثورية) بنشر هذه الموجة من الكراهية لكل ما يجري في شرق الفرات وجرى الخلط المتعمد بين الإخوة الكرد وبين ممارسة بعض القوى السياسية الكردية كما جرى القفز فوق العديد من النداءات المنطلقة من الادارة الذاتية والتي تحمل في طياتها التاكيد على عدم الرغبة بالانفصال عن الجسد السوري وانها تمد اليد لباقي السوريين ، في الوقت الذي على كل عاقل ان يدرك ضرورة تلقف كل تحرك بالاتجاه الصحيح والبناء عليه بدل تكريس التباعد والقطيعة.
إن وجود ملاحظات عديدة على وجود ممارسات خاطئة عند قسد بل وفي كل مكان تحكمه قوى الأمر الواقع بباقي مناطق سورية أمر اكيد فالواقع اسوأ مما نتمناه ولكن هذا عليه أن لا يمنع الحوار الهادف إلى تجاوز تلك الأخطاء والتوافق على مشتركات وطنية تكون اساساً لسورية الجديدة . في النهاية استهجن هذه الحملة المحمومة تجاه نوايا للتقارب والتنسيق بين حراك السويداء واي سوريين آخرين ، والسويداء التي أبهر ابناؤها كل السوريين بحكمتهم وشجاعتهم ومنظورهم الوطني المتقدم ورؤيتهم السياسية التي عبروا عنها بوضوح لافت هذه السويداء تستحق الثقة بها وتستحق ان نتركها تتخذ قراراتها بعيداً عن التهويل والتشكيك وبعيداً عن خطاب الكراهية الذي تتفنن بعض الأصوات بالعزف عليه والذي يقدم بالنهاية خدمة جليلة للنظاممن حيث لا يعلم .
*
وأثارت الدعوة ردود فعل سلبية بينها الشريط الصوتي التالي للدكتور فايز القنطار، المقيم في فرنسا الذي يقول أن تحليل سميح شقير “رائع جداً وفي مكانه، باستناء ما يتعلق بـ”قسد” لأنه منذ النشأة حتى الآن لم تطرح “قسد” موضوع الحوار مع السويداء باستثناء سمير متيني الذي طلب من السويداء الإلتحاق بقسد مقابل النفط.. عدا نواياها الإنفصالية.. و”العقد الإجتماعي” الأخير الصادر عن “قسد”يوضح هذه الفكرة.
*
وأيضأً ردّ الصديق مروان حمزة من “شهبا” الذي يذكر بقصيدة “يا حيف” التي أنشدها “سميح شقير”. ويقول أن “سمير متيني” قال لأهل السويداء ما معناه “لحقوا حالكن” والتحقوا بـ”قسد”. كنا نتمنى ان يحصل ذلك لو أن “قسد” ليست ما نسمع عنها. نحن لم نقم بالثورة في 2011 لكي نتخلص من حكم تسلطي واستبدادي لنقع في الشيء نفسه. صحيح أننا لسنا مجاورين لـ”قسد” ولحكم إخوتنا الكرد في تلك المنطقة، ولكن المعاناة التي يحكيها الذين يعيشون تحت نير حكمهم تكفي. حتى الآن هم يبيعون النفط والقمح للنظام. ثم مادا عندنا نحن كمقابل اقتصادي، التفاح والعنب وصخر بازلت واطنان من السيليكون.. انا انظر لدعوة “قسد” كرغبة من النظام. كنا نتمنى أن نتشارك مع “درعا” التي هي مثل القلب والروح بين السهل والجبل، ولكن الظروف اكبر منا ومنها…
الكل يقول أن في ألمانيا حكم فيدرالي. وحكم ذاتي حينما نصل إلى مستوى ألمانيا والولايات المتحدة ، ولكننا في بلد ممزق وخاضع لعدة احتلالات، غدا حينما يسقط هذا النظام ونصل لحكومة ديمقراطية علمانية مدنية عندها نقدر أن نستفتي هذا الشعب عن الحكم الذي يريده، إنفصالي، ذاتي، كونفدرالي، جمهوري او ملكي.
*
وأيضاً، الرد التالي من سميح شقير على مروان حمزه:
صديقي مروان
لك عميق الشكر على نبرتك الصادقة و كلماتك وذاكرتك
ما اريد أن أقوله هو أن التشاور وتبادل الرأي في اللحظات المفصلية مطلوب دون تشدد او تشنج وهو منطق العقلاء في تقليب الأمور وتمحيصها وقد قلت ما اردت قوله كوجهة نظر يثبتها المستقبل أو ينفيها
وهو ما رأيته حداً ادنى للممارسة السياسية
من خلال فتح حوار صريح ومحدد حول متطلبات بناء الثقة تتضمنها ورقة تعبر عن
كل الهواجس وبنود يجب تحقيقها للانطلاق
إلى اي تفاهمات تخدم المصلحة الوطنية والثورية ،
وبكل الاحوال يبقى لساحة الكرامة التي أعطيناها ثقتنا أن تقرر في نهاية الأمر .
تحياتي للجميع
*
وقد نشر بعض الناشطين، في الفترة نفسها، الفيديو التالي للدكتور رياض حجاب الذي له صلة واضحة بما سبق:
https://www.facebook.com/100016511644628/posts/pfbid0ii4j36JTBDe1uiNLmHV7b2bxgnP6qKm2xJshhmCJCMX7myYgzE3cXCaG2TLptXWCl/?mibextid=Nif5oz
انسى سميح شقير “يا حيف”؛ وخذ اغنية القاشوش “يالا ارحل يا بشار” لانه – اي بشار الأسد – لا شرعية له وكذاب وحرامي ويلثغ بحرف السين الوارد بحزبه الحاكم “البعس” باللهجة السورية؛ في حينه نشرت “النيويورك تايمز” تقرير موسع عن القاشوش واغنيته ؛ فهي لا تطالب بدحرجة رؤوس وبقر بطون بل ارحل “بليز” وكانت موجعة جدا للنظام لدرجة انه قطع قصبة القاشوش وسحق حنجرته؛ انها – الاغنية – قمة في الفن والإبداع كمن قدم الوردة نفسها كاجمل قصيدة عن الورد ؛ وهي ايضا “كانطية” نسبة للفيلسوف الالماني العتيد عمانويل كانت اذا سألت قادة الراي العام في العالم العربي عن تعريف… قراءة المزيد ..