(وكالة الصحافة الفرنسية)- سواء رددوا النشيد الوطني أم لا، وسواء وجهوا رسائل دعم للمتظاهرين أو كانوا أكثر تحفّظًا، فإنّ لاعبي إيران في المونديال يعجزون عن تفادي الانتقادات الداخلية أو الاستغلال من قبل النظام الذي يواجه تحديات غير مسبوقة.
وكان هذا الخط الفاصل بين أبناء شعب شغوف بكرة القدم واضحًا في المباراة ضد إنكلترا.
وتردّدت صيحات “حرية، حرية” من على مدرّجات المشجعين الإيرانيين الذين هتفوا أيضًا باسم علي كريمي، لاعب بايرن ميونيخ الألماني السابق والذي أصبح منتقدًا شرسًا للنظام.
كما وجّهت الإهانات إلى عناصر معروفة بقربها من النظام، ومن بينهم مهدي ترابي ووحيد أميري وذلك خلال فترة الإحماء.
– المعضلة –
أظهرت الصور التي نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي النيران وقد أُضرمت في عدة لافتات تحمل صورة الفريق في الأيام الأخيرة في إيران. كما أن الفوز على ويلز (2-0)، والذي حافظ على فرص التأهّل للدور الثاني، لم تتبعه احتفالات على نطاق واسع، على عكس المعتاد.
وقبل انطلاق هذه المباراة، تلا اللاعبون النشيد الوطني بفتور.
لكن السلطات سارعت للابتهاج، مما وضع الفريق الوطني أمام مزيد من المتاعب. وأظهرت قوات مكافحة الشغب، التي تشن حملة قمع دامية، فرحتها في الشوارع، وفقا لمقاطع فيديو ظهرت على تويتر.
وكتب المرشد الأعلى علي خامنئي في تغريدة “لاعبو المنتخب الإيراني أسعدوا الأمة الإيرانية. أسعدهم الله”.
وقال الاستاذ المتخصّص في الجغرافيا السياسية للرياضة جان بابتيست غيغان لوكالة فرانس برس “من ناحية، إذا أظهر اللاعبون، ولو بصمت، دعمهم للثورة، فإنهم يخاطرون بالتعرض للقمع. ومن ناحية أخرى، لديك نشطاء وأشخاص ملتزمون بالنضال، يخاطرون بحياتهم في إيران ويتوقعون منهم أن يكونوا حاملي الراية”.
وتابع “هذا غير ممكن لأنه يمكن معاقبتهم عند عودتهم وتعليق مشاركة المنتخب من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم. هذه هي معضلة اللاعبين”.
وقال غيغان “هم بين المطرقة والسندان، ومهما فعلوا، فإنهم سيعانون من العواقب. هناك خطر حقيقي عليهم إذا تصاعد الوضع أكثر في إيران”.
في الأسبوع الماضي، ألقي القبض على اللاعبة الدولية السابقة فوريا غفوري بتهمة “الدعاية” ضد الدولة، قبل الإفراج عنها بكفالة السبت. من جهته، أعلن أسطورة كرة القدم الإيرانية علي دائي، الذي يدعم المتظاهرين، أنه تعرض لـ”التهديد”.