وداعا “مانديلا” سوريا

(في مقهى “لو روستان” بباريس، 19 أيار/مايو 2019، إبن العم رياض الترك مع الدكتور فارس سعيد، بحضور الدكتورة فداء أكرم الحوراني، بعد حضور جنّاز البطريرك صفير في الكنيسة المارونية بالعاصمة الفرنسية))

*

خبر حزين ومؤلم في أوَّل هذهِ السنةِ الجديدة. فقد نَعَت “نسرين” والدها رياض الترك عن عمر يناهز 93 عاما.

“رياض”، المعارضُ السوري التاريخي لنظام الاسد الإستبدادي والذي لُقِّبَ بـ”مانديلا سوريا” للمدة الطويلة التي قضاها في سجون الطاغية حافظ الاسد، وما سبقه وتلاه من انظمة ديكتاتورية.

فقد اعتُقِلَ قبل قيام الوحدةِ بين مصر وسوريا لانضمامه لـ”الحزب الشيوعي”، كما اعتُقِلَ في”زمن الوحدة” (مع مصر). واصبح عضوا في “المكتب السياسي” للحزب عام 1969 ليقود مع آخرين انشقاقاً معارضا لهيمنة خالد بكداش على الحزب، رافضاً انضمامَ الحزب الشيوعي التقليدي لجبهة احزاب النظام التابعة له، ورافضاً تبعيةَ الحزبِ للاتحاد السوفييتي في سياساتهِ الخارجية. واتّجهَ في الحزب الجديد لاعتبار ان النضال من اجل الديمقراطية هو الاساسي في سوريا ، مشددا من معارضة الحزب لنظام الاسد الديكتاتوري الذي قام بسجنه وتعذيبه ما بين عامي1980 – 1998 ، ليخرج مباشرة للنضال ضد النظام الاسدي الذي آل بالوراثة لبشار.

ثم لِيحوّلَ مع قيادات اخرى الحزب الشيوعي الى “حزب الشعب الديمقراطي” ويلعب دورا بارزا في اصدار “إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي” ، كائتلاف للقوى والاحزاب السورية التي تعمل لتغيير النظام الاسدي الى نظام ديمقراطي.

بالإذن من “نسرين”، إبنة “إبن العم” في لقطة نفترض أنها في كندا

وقد لعب نضاله مع كل المعارضين السوريين الآخرين دورا في اندلاع الثورة السورية عام 2011 التي وصفها الترك بانها “سلمية شعبية ترفض الطائفية”، وهدفها “اسقاط النظام واقامة الحكم الديمقراطي”.

اضطر الترك لمغادرة سوريا الى المنفى فرارا من بطش النظام الى ان وافته المنية بعيدا عن سوريا التي احبها وضحى بالكثير من اجل حريتها، لاحقا بكل المناضلين السوريين الذين ضحوا بحياتهم من اجل الهدف الذي ناضلت من اجله اجيال عديدة، وستظل تناضل اجيال تالية الى ان يتحقق.

تعازينا الحارة للشعب السوري, ولاهله ورفاقه واصدقائه.

سنسير على الدرب الذي اختطَّهُ حتى الوصول لسوريا ديمقراطية..