درس بغداد لبيروت: مقاطعة الإنتخابات في ظل الإغتيالات و« ميليشيات إيران القذرة »!

1
في لبنان أيضاً تطالب أحزاب وشخصيات بانتخابات مبكرّة على أساس قانون إنتخاب « مِلّي»..  وتصرخ دماء الصديق لُقمان سليم: « مَن قَتَلني »؟ 
ماذا ستغيّر الإنتخابات المبكرة؟ سيندثر تيار « ميشال بيتان عون »، وستأخذ « القوات » مقعدين إضافيين، ولن يتغير شيء في مقاعد الشيعة (بفضل بـ« التكليف الشرعي » !) أو الدروز!
لنفترض أنه تم انتخاب مجلس يعادل مجلس ٢٠٠٩ « السيادي »، فكيف سيتمّ « تقريش » التغيير البرلماني؟ هل سيطلب المجلس المقبل خفض صواريخ إيران في لبنان من ١٤٠ ألف صاروخ إلى ١٠٠ ألف صاروخ مثلاً؟ أم، هل سيطالب برفع يد الإحتلال الإيراني عن مطار بيروت والحدود البرية، ووقف تهريب المخدرات؟ أم، هل سيصوّت على « تمنّي مرفوع إلى حزب الله » بالتوقف عن الإغتيالات لمدة ٦ أشهر قابلة للتمديد »؟
و« ما العمل » إذا استاء نصرالله من النتائج وقرّر « حذف »  نوّاب كما حدث بعد انتخابات ٢٠٠٩؟ (حينما اختبأ نوّاب « الأكثرية » في فندق فينسيا حفاظاً على حياتهم!)؟
بحُسن نيّة، الدعوات لإجراء إنتخابات جديدة مبكّرة وفقاً للقانون « الملّي » الحالي تخدم مصلحة حزب إيران مثلما خدمها شعار « ليسقط حكم المصرف »! (ترجمته هي « إتركوا الدولار لحزب الله ونظام بشّار »!) لأنه ينقل الصراع من صراع ضد الإحتلال الإيراني للبنان إلى خلاف حول « شكليات الخضوع للإحتلال »: من إنبطاح عوني-باسيلي كامل الدسم ١٠٠ بالمئة » إلى « خضوع للإحتلال.. بتحفّظ »! إستبدال « مسيحي قوي« بـ« مسيحي قوي » آخر لن يغيّر شيئاً!
شعار المرحلة هو « رفع الإحتلال الإيراني عن لبنان »!.. « مُختصَر مفيد »!
تحية للعراق العظيم!
بيار عقل
(أرجو من القارئ أن يتحلى بالصبر وأن يقرأ تعليقي في آخر هذا المقال منعاً لسوء الفهم..!)
*
وكالة الصحافة الفرنسية-   تتوالى المواقف المقاطعة للانتخابات البرلمانية المبكرة المقرر إجراؤها في تشرين الأول/أكتوبر في العراق على خلفية مناخ الخوف الذي أحدثته موجة اغتيالات طالت نشطاء، لكن لم يحاسب مرتكبوها حتى الآن.

 

رغم تلك الدعوات، يشكك محللون سياسيون في أنها ستقف أمام إجراء الاقتراع في الواقع، نتيجة سيطرة الأحزاب التقليدية على اللعبة السياسية من خلال الضغط وشراء الأصوات.

النائب المستقيل وأحد أبرز ناشطي حركة تشرين الأول/أكتوبر 2019 الاحتجاجية فائق الشيخ علي، واحد ممن قرروا مقاطعة الانتخابات النيابية.

وأعلن في تغريدة في التاسع من أيار/مايو انسحابه من الانتخابات، داعياً “القوى المدنية وثوار تشرين إلى الانسحاب أيضاً والتهيؤ لإكمال الثورة في الشهور المقبلة ضد إيران وميليشياتها القذرة (…) فلا خيار أمامنا سوى الإطاحة بنظام المجرمين”.

تأتي هذه المواقف احتجاجاً خصوصاً على اغتيال إيهاب الوزني، منسق الاحتجاجات المناهضة للسلطة في كربلاء والذي كان لسنوات عدة ينبّه من هيمنة الفصائل المسلحة الموالية لايران، وهو في طريقه إلى منزله في المدينة الواقعة في جنوب العراق قبل أسبوعين تقريبا.

في اليوم التالي، استهدف الصحافي أحمد الحسن في الديوانية جنوباً بالرصاص، ليصاب في رأسه، ولا يزال يتلقى العلاج في مستشفى في بغداد.

كذلك، دعا حسين الغرابي مؤسس “الحركة الوطنية للبيت العراقي” أحد التيارات السياسية المنبثقة عن الحركة الاحتجاجية، إلى المقاطعة.

وأكّد لوكالة فرانس برس “قرّرنا تبني معارضة النظام السياسي وممانعة إجراء الانتخابات”، إلى حين معرفة “قتلة شهداء تشرين وبالأخص إيهاب الوزني”.

مذّاك، دعا 17 تياراً ومنظمةً منبثقةً عن الحركة الاحتجاجية رسمياً إلى مقاطعة الانتخابات المبكرة التي وعدت بها حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إثر توليه السلطة بعد أشهر من الاحتجاجات ضد الفساد والطبقة السياسية.

وأعلنت تلك التيارات في 17 ايار/مايو في بيان مشترك من كربلاء الرفض “للسلطة القمعية” وعدم السماح “بإجراء انتخابات ما دام السلاح منفلت والاغتيالات مستمرة” والتي ينسبها ناشطون إلى ميليشيات شيعية، وسط تعاظم نفوذ فصائل مسلحة تحظى بدعم إيران على المشهد السياسي.

– موجة عنف؟ –

في ظل دوامة الخوف هذه، دعا ناشطون إلى تظاهرة في 25 أيار/مايو في بغداد للضغط على الحكومة لاستكمال التحقيق في عمليات القتل التي وعدت السلطة بمحاكمة مرتكبيها، لكن الوعود لم تترجم إلى أفعال على أرض الواقع بعد.

وأغرق نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي بالأسئلة عن قتلة زملائهم، ونشروا أيضاً على نطاق واسع صورة تضم مجموعة من أبرز الناشطين بينهم هشام الهاشمي وريهام يعقوب التي اغتيلت بالبصرة جنوبا.

وهؤلاء من بين أكثر من 70 ناشطاً تعرضوا للقتل أو محاولة الاغتيال، فيما تعرض عشرات للخطف، منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في العام 2019.

يدفع هذا المناخ المتوتر إلى التشكيك في شفافية الانتخابات، التي كان يفترض أن تقام أصلاً في حزيران/يونيو قبل أن تؤجل إلى تشرين الأول/أكتوبر.

في هذا الإطار، يعتبر المحلل السياسي علي البيدر أنه من الأفضل “تأجيل الانتخابات، لحين أن يتم توفير مناخ انتخابي آمن، فالأوضاع اليوم أشبه بالفوضى”.

ويرى أيضا أن تأثير مقاطعة الانتخابات قد يكون محدوداً أصلاً. ويوضح “ربما سيكون لتلك الخطوة تأثير إعلامي … لأن الأحزاب الكبيرة تملك قوة ونفوذاً كبيرين”.

دفعت عوامل التوتر تلك التيارات المنبثقة عن احتجاجات تشرين إلى أن تدرك أن “الأحزاب التقليدية المدعومة من دول أجنبية، ولا سيما إيران، هي التي تسيطر على الدولة والسلطة والمال والسلاح”، كما أوضح المحلل إحسان الشمري.

من هنا علمت أنه “من الصعب جداً لها اختراق الساحة السياسية، ولهذا فضلت الانسحاب ومقاطعة الاقتراع”، على ما يقول الشمري.

كل ذلك ينذر بالخطر، بالنسبة لرئيس الحزب الشيوعي رائد فهمي، فقد قال “تمر البلاد بأزمة سياسية خطيرة. السكان محبطون. إذا تم إغلاق أبواب الديموقراطية والانتخابات الحرة والشفافة، فقد يؤدي ذلك إلى موجة جديدة من العنف”.

رغم الخطر المحدق، وربما محدودية أثر هذه الخطوة، يرى جاسم الجلفي من الحزب الشيوعي، أن ذلك يبقى “موقفاً ينطلق من رفض الواقع الحالي … لبيئة لا توفر عدالة وإنصافاً ولا تضمن تكافؤ الفرص”.

Subscribe
نبّهني عن
guest

1 تعليق
Newest
Oldest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
بيار عقل
بيار عقل
2 سنوات

رداً على تعليقات أصدقاء ورفاق على « الواتس أب » حول تقديمي لمواقف ناشطي العراق الشجعان: الانتخابات المقبلة في لبنان سنخوضها حتماً « في وقتها »، وبشراسة، وعلى أساس « الإستحقاق الوطني »، أي على أساس أن الأفضلية لمن يقف بمواجهة الإحتلال الإيراني للبنان.  وسنعمل حتماً للفوز بالأغلبية النيابية.  تقديمي كان، فقط، ضد المطالبة، الآن، في هذه اللحظة، بانتخابات مبكّرة، لأن تلك المطالبة « تزعم » أن تغيير الأغلبية النيابية، ويعني ذلك عملياً، باعتقادي، الأغلبية النيابية « المسيحية »، سوف « يشيل الزير من البير »!  والسلبية الأخرى لمطلب « الانتخابات المبكرة » هو تشديد بعض دعاتها، خصوصاً « القوات » على التمسّك بقانون الإنتخاب « المِلي » الحالي. ليس فقط لأنه يجعل مرشحاً في دائرة جبيل يسقط مع… قراءة المزيد ..

Share.