خلفهُ الجنرال علي اكبر احمديان، علي شمخاني: إقالة بصيغة “إستقالة”!

0
بعد إعدام مساعده السابق “علي رضا أكبري”، في منتصف يناير 2023، بدت إقالة علي شمخاني وشيكة ! ولكن اضطرار إيران لتوقيع إتفاق مصالحة مع السعودية برعاية صينية بعد فشل مفاوضات العودة إلى الإتفاق النووي مع أميركا أعطى علي شمخاني، العربي-الأهوازي الأصل، مهلة إضافية في مركز الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني! المهلة انتهت، في ما يبدو! ونجح الجناح المتشدد الذي يقوده رئيسي في الإطاحة بعلي شمخاني، الذي كتب الصحفي الفرنسي جورج مالبرونو في “الفيغارو”، قبل أشهر، أن ثروة أبنائه تتجاوز المليار دولار بفضل سيطرتهم على النقل البحري!!
الإطاحة بشمخاني (الذي لا يتمتع بصحة جيدة) كانت ضرورية لأن الجناح المتشدد بقيادة “رئيسي” يريد أن يشدّد قبضته على السلطة قبل وفاة علي خامنئي. وكانت السلطة قد وقعت في أيدي علي شمخاني (بصفته رئيس مجلس الأمن القومي) لدى اختفاء خامنئي بسبب المرض لمدة أسبوع في العام الماضي!
عدا ذلك، ارتكب شمخاني خطأ كبيراً عند اندلاع الحرب الأوكرانية: فحسب مالبرونو “مباشرةً بعد إعلان الرئيس ماكرون وجوزيب بوريل أن العودة إلى الإتفاق النووي باتت قريبة، فقد فوجئ الجميع بأن إيران قدّمت “مطالب جديدة”! لماذا؟ “لأن شمخاني وأنصاره راهنوا على محور روسيا-الصين ضد محور أميركا والأوروبيين الذين لا يثقون بهم. وهم يعتقدون أن الأوروبيين سوف يركعون لأنهم بحاجة إلى الديزل والغاز الإيراني، ويعتقدون أن الروس سوف يحمون إيران وأن الصينيين سيشترون النفط الإيراني. ولكن رهانهم كان خاطئاً، فلا يوجد أي صيني في طهران الآن”!

شغل علي رضا أكبري سابقا منصب نائب وزير الدفاع، لم يتمكن صديقه علي شمخاني من الحؤول دون إعدامه في يناير 2023.

بيار عقل

*

الكاتب:  فارس حمدنوش

لم يلبث بيت الشعر الذي غرد به أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران علي شمخاني أن يحظى بتفسير دلالاته، حتى حسمت وكالة “نور نيوز” التابعة للمجلس الشك باليقين، مؤكدة استقالة الرجل من منصبه بعد عشر سنوات.

 

وكان شمخاني قد كتب مساء الأحد 21 أيار/ مايو 2023، على صفحته بموقع تويتر بيت شعر للشاعر محتشم كاشاني، يقول فيه:

الكلام الذي قيل وسمع خلف الحجاب
انتقل وانتشر في النهاية عبر الرموز والايماءات.

وقد جاءت هذه التغريدة بحسب “نور نيوز”، بعد أن انتشرت في الأسابيع الأخيرة في دوائر مختلفة شائعات كثيرة حول نية الأدميرال شمخاني الاستقالة من منصبه.

الجدير ذكره، أن انباء استقالة شمخاني انتشرت في عقب الدور الذي لعبه في جهود استعادة العلاقات بين إيران والمملكة العربية السعودية، حيث كان له دور بارز في المفاوضات التي دارات بين الطرفين بوساطة العراق وسلطنة عمان خلال العامين الماضيين. كما أنه مثل إيران في مفاوضات بكين التي توجت باتفاق طهران والرياض على استعادة العلاقات. وقد أتبع ذلك زيارتين إحداهما للإمارات العربية المتحدة والأخرى للعراق، ووقع خلالهما اتفاقات مع مسؤولي البلدين.

الدور المذكور لشمخاني لم يكن غريبًا فهو ابن الأحواز العربية أو كما يعرف “مهندس العلاقات الإيرانية العربية”. شغل منصب قائد البحرية في الحرس الثوري الإيراني إبان الحرب العراقية- الايرانية. كما تولى وزارة الدفاع في عهد حكومة محمد خاتمي. وقبل ذلك تولى منصب نائب القائد العام لفيلق الحرس الثوري، في الفترة الممتدة بين 1981-1989. وبعد وفاة مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله الخميني، انتقل شمخاني بأمر من القائد الأعلى علي خامنئي إلى صفوف القوات المسلحة الإيرانية، كقائد للقوة البحرية للجيش الإيراني في عهد حكومة أكبر هاشمي رفسنجاني (1988-1997). ليتولى مهمة تحديث العقيدة القتالية والمعدات الخاصة للقوتين البحريتين في ايران.

ويعتبر وسام الشرف الذي حصل عليه شمخاني عام 2000 من الملك السعودي آنذاك عبدالله بن عبد العزيز بعد توقيع اتفاقية أمنية بين البلدين من أبرز نقاط العطف في العمل السياسي والدبلوماسي لهذه الشخصية المؤثرة في الدبلوماسية الإيرانية.

تم تعيين شمخاني عضوا في المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في عام 2013 بقرار من القائد الأعلى علي خامنئي. ومع تسلم حكومة روحاني العمل في العام ذاته، تم تعيين شمخاني في منصب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، وهو المؤسسة المحورية التي ترسم سياسات الدفاع والأمن الاستراتيجية للجمهورية الإسلامية تحت إشراف القائد الأعلى للبلاد.

وبهذا القرار نُقلت أمانة المجلس الأعلى للأمن القومي شخصية أصولية متشددة متمثلة بسعيد جليلي إلى شخصية أكثر انفتاحا على العلاقات الخارجية وهو شمخاني.

وقد تم اعتبار تعيين شمخاني في هذا المنصب آنذاك على أنه رسالة من طهران إلى جيرانها العرب على اعتبار أن شمخاني عربي وصاحب علاقات قوية مع الدول العربية المحيطة، وذهب البعض للقول إن المنصب سيشكل منصة لفتح أبواب مغلقة مع العالم العربي.

في فبراير 2023، تردّد أن شمخاني حذر رئيسي بأن إقتصاد إيران بات على عتبة الإنهيار الشامل!

قد يكون شمخاني أنجز المهمة وحقق لإيران ما كانت تخطط له وهو توطيد العلاقة مع الدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.

لكن نبأ استقالة شمخاني من منصبه رغم كل الإشاعات التي كانت تتحدث عن احتمالية هذه الاستقالة جاء مفاجئا خاصة في ظل الإنجازات الذي حققها الرجل بقيادته للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، وهو الأمر الذي لا يوجد له تفسير واضح حتى الإن في الأوساط. لكن الأيام المقبلة قد تكشف الأسباب الحقيقية لهذه الاستقالة، حيث يكثر السؤال الآن عن الشخصية الإيرانية التي يمكنها أن تشغل بعده هذا المنصب المهم في قائمة صنع القرار الإيراني؟

*

 

علي اكبر احمديان خلفًا لعلي شمخاني.. من هو أمين مجلس إيران القومي الجديد؟

الكاتب: فارس حمدنوش

أعلن الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي صباح الأثنين 22 أيار/ مايو 2023، تعيين الجنرال علي اكبر أحمديان أمينًا للمجلس الأعلى للأمن القومي، وذلك بعد ساعات من استقالة علي شمخاني من المنصب.

 

تعود أصول علي اكبر احمديان المولود عام 1961 إلى مدينة بابك في محافظة كرمان جنوب إيران

في عام 1985، مع صدور المرسوم التاريخي لمؤسس الجمهورية الإسلامية الإمام الخميني بشأن تشكيل ثلاث قوات من الحرس الثوري الإيراني، تم تعيينه رئيس أركان القوة البحرية للحرس الثوري الإيراني. وكان من بين أولئك الذين لعبوا دورًا رئيسيًا في فكرة إنشاء قوة بحرية جديدة و “عمليات بحرية متبادلة”.

بعد انتهاء الحرب العراقية- الإيرانية تم تعيين أحمديان في منصب نائب قائد القوات البحرية للحرس الثوري الإيراني، وكرس نفسه للتنظير للتجارب البحرية في الحرب، خاصة تلك التي خيضت مع الأسطول الأميركي. وكان أحد المهندسين الرئيسيين للقوة البحرية الجديدة والمبتكرة للحرس الثوري الإيراني، حيث يعد من أوائل المنظرين لفكرة الدفاع غير المتكافئ.

بعد ذلك تم تعيينه قائدًا للقوات البحرية للحرس الثوري الإيراني من قبل القيادة العامة. في إطار هذه المسؤولية، أتيحت الفرصة لأحمديان لإيصال فكرة الدفاع غير المتكافئ التي بدأها في البحرية إلى ذروتها.

التواجد المستمر لأحمديان في بحرية الحرس الثوري الإيراني من أدنى المستويات إلى أعلى الرتب والدور المركزي في تصميم تشكيل هذه القوة وتوسيعها وتجهيزها وتدريبها وترتيبها التخصصي، إلى جانب خبرته في الموضوعات المتخصصة مثل الملاحة والصواريخ هي الأمثل، جعل لأحمديان دورًا هاماً في تاريخ قوات إيران البحرية.

في العام 2000 عيّن احمديان من قبل القائد الأعلى علي خامنئي، رئيساً لأركان الحرس الثوري الإيراني و أحدث وجوده في هذه المرحلة تغييراً في الهيكل الإداري والقدرة التنظيمية للحرس الثوري الإيراني في أبعاد مختلفة؛ حيث سعى إلى محاولة تعميم النهج غير المتكافئ الذي تمت تجربته في القوة البحرية على كامل الحرس الثوري الإيراني، وفي هذا السياق، أعد أحمديان، المسؤول عن هيئة الأركان المشتركة للحرس الثوري الإيراني، خطة كبيرة للتحول التنظيمي للحرس الثوري الإيراني.

لاحقا، انتقل احمديان إلى رئاسة جامعة “الإمام الحسين” العسكرية، حيث عمل وفق الأوساط العسكرية، على إكمال مشروع التطوير والمؤسساتية في قسم التدريب التابع للحرس الثوري.

في عام 2007، تم تنصيب أحمديان رئيسًا للمركز الاستراتيجي للحرس الثوري الإسلامي، وذلك بأمر من القائد الأعلى علي خامنئي. وفي أواخر عام 2022 أصبح عضوًا في مجمع تشخيص مصلحة النظام بمرسوم أصدره أيضًا خامنئي.

جاده إيران

عن علي شمخاني، أقرأ أيضاً:

À Téhéran, la « bunkérisation » d’un régime sclérosé autour de son noyau révolutionnaire

Subscribe
Notify of
guest

0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
Share.