تضامُناً مع غزة بإلغاء اليمن

2
إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...

(الشابة “فاطمة العرولي” محكومة بالإعدام بتهمة.. السفر)

 

 

يندرجُ التطبيلُ والتغنّي ببطولاتِ وخوارقِ الحوثي في البحر الأحمر في نطاقِ تبييضِ صورة الشبكة الايرانيه الإجرامية في اليمن، وتسويقها كقوة بحرية إقليمية وسلطة أمر واقع في اعالي البحار بتزويقٍ سحري لنقلتها البهلوانية من الكهف إلى البحر.

 

ذلكَ ما يستمزجُهُ معظمُ الساسةِ والكتَّابِ العرب، وفي الصدارةِ منهم اصحابُ السوابق اليسارية والقومجية “المتحولين” من إعتناق الرايات الحمراء إلى أَحضان ألملالي وراياتهم الخضراء. إذ يذهب هؤلاء بعيدا في تغليف هجمات الحوثي على السفن التجارية بيافطة “التضامن مع غزة”، وتتماهى معهم ُوسائط  وأوساط سياسية وإعلامية غربية لا تنفك عن التصريح بأن ما يحدث في البحر الأحمر وثيق الصلة بمحنة غزة، مخالفةً بذلك سرديةَ الحوثي عن نفسه وتعريفه لنفسه، وهي سردية تقول بأن حدوده هي القرآن وما يقرره الولي الفقيه في طهران وأنه لا يعترف بحدود” وطنية” ولا “قومية”.

ويتعامى المُطبِّلون عن ذلك، وعن واقع أن أصل البلاء في المنطقة والبحر الأحمر واليمن يرجع إلى إختطاف الدولة من قبل المليشيا، ويتفاقم بتعايش ومداهنة وتعاون الخارج مع سلطة الامر الواقع والرضوخ لها على النحو الذي اغواها الى الجنوح بحراً لتفرض سلطةَ أمر واقع على المياه الزرقاء وتَزُجَّ باليمن والإقليم والعالم في محنةٍ لا سابق لها.

ويشارك كل هؤلاء المناصرين لأنصارِ الرب في الجريمة النكراء التي أرتكبت بحق اليمنيين بالتطبيل والتعتيم على جرائم الإقتلاع والتنكيل والتهجير التي تعرض لها اليمنيون منذ تسعة أعوام.

 

ومنذ ثمانية اعوام، تُحاصِرُ مليشيات الحوثي مدينة “تَعِز” التي يقطنها أكثر من ثلاثة ملايين نسمة، وتمنع عنهم خدمات الماء والكهرباء والدواء، وتسدُّ المعابرَ والطرقات المؤدية إلى المدينة الأكثر كثافة سكانية في اليمن، ويتلهى قناصتها برشق النساء والأطفال بقذائف الصواريخ والمدفعية والرصاص في كل حين.

وفي الآونة الاخيرة، وبالتزاَمن مع هجماتها على السفن التجارية، شدَّدت المليشيات حصارَها على المدينة ورفعت مستوى الترويع للسكان المحشورين في مرمى نيرانها، وضربت عرض الحائط بَمناشدات الهيئات الإغاثية والانسانية لرفع الحصار غير المسبوق في التاريخ الإنساني المعاصر في صورة تعبيره عن الطائفية الفاشية بأبشع صورها. فهو حصار لمعقل “الشوافعِ” السُنَّة، علاوة على أنه يشكل التعبير الصارخ عن”أسوأ كارثة إنسانية” حسب وصف التقارير الأَممية لليمن.

وفيما تستَمر الهجمات على السفن في البحرين العربي والأحمر، فإن النيران والأدخنة الكثيفة هناك تُستَخدم كستارٍ للتنكيل بالصحفيين والمعارضين بعد إغلاق منابرهم، وستارٍ لحجب التصعيد واشعال النيران على كافة الجبهات، ومصادرة الثروات والََممتلكات العامة والخاصة وودائع الناس في البنوك، وتفجير منازل الخصوم والسطو على عقاراتهم واراضيهم وزراعة الألغام في الطرقات والحقول الزراعية والبحر، والتوسع في بناء المقابر والسجون وخاصة سجون النساء. وإطلاق العنان لأدوات البطش وَشرطة الإخلاق في الفضاء العام، وإصدار أحكام الإعدام الإعتباطية  والنزوية، وآخرها الحكم بإعدام الشابة “فاطمة العرولي” التي القت المليشيا القبص عليها َمتلبسة بالسفر إلى مدينة أخرى بلا محرم: وحيدة، أتضح فيما بعد انها انتقدت َانتهاكات الحوثي في َمنشور على صفحتها في الفيسبوك.

لقد امعنت المليشيات في ََمناصرة “غزة” عبر التنكيل رالتقتيل لليمنيين، والتهجير والترحيل في اوقات سابقة للأقليات بل والإقتلاع لتلك الأقليات. وليس بِخافٍ ما حاق باليهود اليمنيين والبهائيين الذين جرى ترحيلهم جماعيا بتغطية أَممية مخزية كما جرى تفجير منازلهم

ولا يتسع المجال لحصر الإنتهاكات الجسمية التي اقترفتها هذه المليشيات لتحظى بمباركة الأب الراعي وتتفوق عليه: “الحرس الإبراني”.

هكذا تبدو وتتجلى المليشيات الحوثية محكومة ببنية “فوق اسرائيلية”، طائفية، عنصرية، احتلالية واستيطانية، قِياميّة، وطارِدة للسكان والأمان، ومع ذلك فأنها تتجرأ على تبرير إرتكاباتها البحرية يـ”التضامن مع غزة” وتحصد بذلك آلاف “اللايكات” من الهتّيفة المسبّحين بحمدِ الظلاَم.

لقد تضاعفت معاناةُ اليمنيين بسبب انتقال َمليشيات انصار الرب إلى الطور العدواني الجديد، طور القرصنة البحرية الذي يعني المزيد من ارتفاع اسعار الغذاء واستفحال الَمجاعة، وانسداد سبل وصول المساعدات الإنسانية التي كانت تصل بالكاد بعد ان تسرق المليشيات ٨٠ بالمئة منها.

ومع ذلك، ورغم كل ذلك، فهنالكَ من يُطَبِّل لهذه الشبكة الإجرامية التي ضربت اليَمن كما هي ضاربة في العراق ولبنان.

ان أولئكَ الساسة والكتبة الذي يرقصون على اشلاءِ بلد جريحٍ وممزق بمخالب المليشيات ينتَمون بجدارة إلى مشتقات هذه الجائحة ورياح سمومها وعفنها الطافح في أرجاء المنطقة في هذه الحقبة السوداء.

 

إقرأ أيضاً:

خِفَّة لا يَحتَمِلَها البحرُ الأحمر

اترك رد

2 تعليقات
Newest
Oldest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
د. محمد الهاشمي
د. محمد الهاشمي
3 شهور

كلام وتحليل رائع ومعلومات قيمة.. ولاية الفقية بلاء ما بعده بلاء عاثوا في اغنى منطقة في العالم فسادًا وتخريباً.. تحياتي للأستاذ منصور الهايل

فائق بوقري
فائق بوقري
3 شهور

ان اول بيت خلق للناس ببكة

Share.

اكتشاف المزيد من Middle East Transparent

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading