ولد “محمد مجتهد شبستري” في مدينة تبريز الايرانية سنة 1936 ثم التحق بالحوزة العلمية في مدينة قم لدراسة العلوم الشرعية التقليدية في مدارسها. في قم كان من تلاميذ الخميني، وتأثر بافكار الخميني الثورية والتي تنادي بنزول الفكر الاسلامي الى الساحة السياسية واصبح فيما بعد من انصار الثورة الاسلامية في ايران. عاش الشبستري فترة من الزمن في المانيا في مدينة هامبورغ حيث كان مسؤولا عن جامع الامام علي وعاد منها الى ايران بعد سقوط نظام الشاه.
انتخب سنة 1979 نائبا في البرلمان الايراني ولكنه سرعان ما اعتزل العمل السياسي لصالح الدراسة والتدريس الاكاديمي, وانتقل من كونه مدافعا عن الثورة الاسلامية الى منتقدا لبعض الممارسات والافكار التي كان يدافع عنها.
يشغل الان منصب استاذ الفلسفة في كلية اصول الدين في جامعة طهران.
*
في ذكرى وفاة آية الله محمود طالقاني (في ١٩٧٩، عُرِف طالقاني بآرائه الإصلاحية والمتنورة)، تحدّث الفقيه الإصلاحي البارز “محمد مجتهد شبستري”، الذي يتمتع بنفوذ كبير في إيران، في لقاء ضمّ عائلة طالقاني وأصدقائه في طهران الخميس الماضي.
وكما يفعل منذ ١٠ سنوات، فقد وصل “شبستري” إلى اللقاء بثياب مدنية وليس بلباس رجل الدين!
قال “شبستري”: أنا سعيد لأن أكون هنا لأن هذا الحدث يتم بعد ثماني من الدمار الذي تسبّبت به الإدارة السابقة (حكومة أحمدي نجاد). ثم تطرّق إلى “التأويلات” المختلفة للإسلام وإلى الجماعات التي تحمل تلك “التأويلات”.
وقال : “حتى داعش والقاعدة تقدم تأويلات للإسلام. وقد تم تقديم تأويلات كثيرة في العقود الماضية، وبعض تلك التأويلات جديد. ويشمل ذلك التأويلات التي قدمتها حركة الإخوان المسلمين، والسلفيين، والتكفيريين، وأنصار ولاية الفقيه، وكل تلك التأويلات هي جزء من الإٍسلام بنظري”.
وأضاف: “لكن علينا اليوم أن نقدم رؤيا جديدة ونقدية لديننا وللمفاهيم التي تم تقديمها خلال ٧٠ عاماً الماضية. وذلك لأن ديننا في ازمة، وحينما يكون الدين في أزمة فذلك يؤشر إلى أن وجهات نظر الفقهاء تعاني، بدورها، من أزمة. ولذلك، فأنا أعتقد أنه ينبغي اعتماد منحى جديد إزاء الإسلام.
”نحن بحاجة إلى أفكار جديدة. إن كل الأقوال التي سمعناها حتى الآن لم تعد تشكل أساساً ولا يمكن الإعتماد عليها، بغض النظر عما إذا كان قائلها هو آية الله محمود طالقاني أو القائد الراحل للثورة الإسلامية.”
”إن علينا الآن أن نعطي إشارة الإنطلاق لإعادة نظر فكرية في كل ما قيل خلال السنوات السبعين الأخيرة. وينبغي لنا أن نطالب كل البحاثة وكبار رجال الدين بتحديد حاجات العصر الحالي وبتقديم حلول للمستقبل. وعليهم أن يحدّدوا ما هو صالح في معتقدنا الديني، وأن ينبذوا ما ليس صالحاً، وأن ينتجوا ما ينقص فيه”.
وانتهى “شبستري” إلى التحذير التالي: “إننا نعتقد، مخطئين، أنه لا سبيل إلى إنتاج أفكار جديدة في ديننا. والحال ليس كذلك. فطائما لم ننخرط في إعادة نظر، فإن أحوالنا ستظل على حالها اليوم.
تشبّهوا بالفاتيكان
”وأنا أتوقّع بأنه (إذا لم نحقق المراجعة الفكرية المطلوبة) فإننا سوف نُدفَن في هذا العالم. إن الكلام والكتابة حول شؤون مثل ما هو طاهر وما ليس طاهراً من وجهة نظر الدين، وهذا ما يحدث الآن، لن يحل مشكلة المسلمين ومشكلة حياة المسلمين.
” لقد قام الفاتيكان بعملية المراجعة المطلوبة ولا نجد اليوم رجل دين مسيحياً واحداً في اوروبا يعتنق أفكاراً خُرافية (من تصوّرات الماضي). وعلى النقيض، فإن الإسلام في أزمة اليوم. إن ديناً لا يستطيع أن يعرض قِيَمَه بصورة سليمة هو دين يعيش في أزمة. نحن اليوم في طور لم يعد فيه ما قيل في القرون الماضية يملك أية قيمة في نظرنا كمسلمين معاصرين.
”نحن بحاجة إلى منظورات جديدة لنتمكن من العيش في عالمنا الحافل بالتهديدات والإنقلابات. في حين أنك لن تجدا شخصاً واحداًيحمل أفكاراً خرافية في أوروبا اليوم، فإن إذاعتنا الوطنية وتلفزيوننا الرسمي يقولان أشياء ”غريبة جداً”!
ترجمة “الشفاف” عن “روز أون لاين