(كلام الصورة: عروس بيروت « تقاوم »، شاهرة سيفها! لن نخذلها!)
بعد شهرين من تأسيسه، « عقد المجلس الوطني لرفع الإحتلال الإيراني عن لبنان » جمعية عمومية ثانية يوم الإثنين 14 آذار.
أول ما ينبغي تسجيله، بعد مرور ما يقارب الشهرين على « إعلان المجلس »، هو أن شعار « رفع الإحتلال الإيراني » (« الإيراني » يا « فلان »، أي « نظام الملات »، وليس « الفارسي » كما زعمَ- متعمّداً- معلّق سياسي معروف! لماذا؟ نحن نعترف بغضل « الفرس » على لغتنا وثقافتنا، من الفارسي العظيم :”سيبويه » وحتى الآن..!) هو «أنجح » شعار سياسي تطلقه جماعة سياسية في لبنان منذ شعار « خروج الجيش السوري » في العام 2005. تكفي ملاحظة ردود الفعل « العدوانية » من جانب « الحزب » الذي أدرك أن شعار « رفع الإحتلال الإيراني » سيجد صدىً في لبنان كله، وأنه سيكون بمثابة شرارة « صراع طبقي » ضمن الشيعة اللبنانيين بين « شيعة الدولار » (« شيعة سفارة إيران ») والمواطن الشيعي اللبناني الذي « يحتلّه » الحزب نفسه!
الفضل في نجاح « المجلس » وشعاره المركزي يعود إلى « لقاء سيدة الجبل » بقيادة د. فارس سعيد الذي أعاد لـ « السياسة الوطنية » اعتبارها!
إذاً، « المجلس الوطني » انطلق، وحُظي باحتضان شعبي واسع، ودخل شعار « رفع الإحتلال » في القاموس السياسي اللبناني على نطاق أوسع مما كنا نتصوّره، وبات يستخدمه سياسيون لا ينتمون إلى « المجلس الوطني ». من لا يصدّق ننصحه أن يسأل محمد رعد أو الشيخ « القاووق »!
من جهة أخرى، جاء إعلان « المجلس الوطني » كردّ « إيجابي » على حالة « الإحباط » التي يعيشها قسم من الطائفة السنّية بعد إعلان الرئيس سعد الحريري انسحابه من الحياة السياسية. وبالفعل، التحقت بـ « المجلس الوطني » شخصيات سنّية « مستقبلية » سابقاً، وتم انتخاب الوزير السابق د. أحمد فتفت، وهو شخصية « سنّية » شمالية معروفة رئيساً لـ »المجلس ».
« ماذا بعد »؟
سؤال الـ »ماذا بعد » طرحه كثيرون، بعضهم للتشكيك، من نوع « أصدرتم بياناً، وانتهى الموضوع! ». لكن السؤال « مشروع »، و « إيجابي »، في أوساط الأعضاء المؤسّسين للمجلس.
لنسجّل، أولاً، أن د. فارس سعيد أعاد التذكير، للمرة العاشرة ربما، أن « المجلس الوطني » ليس منصّة أو حاضنة « انتخابية »، وأن الانتخابات لن تُحدِثَ التغيير الذي يتوقُ له اللبنانيون. « المجلس » يؤيد المشاركة في الانتخابات لأن الانتخابات استحقاق دستوري! ويدعم كل مرشّح يدعو لـ « رفع الإحتلال الإيراني عن لبنان ». ولكن عمليات الترشيح تتم من خارج « المجلس ». فإذا ترشّح أي عضو مؤسس، وأولهم د. فارس سعيد، فإن ذلك سيكون بصفته الشخصية وليس بقرار من « المجلس ».
طرح بعض الأعضاء، في الاجتماع الأخير وفي سابقه، فكرة الإتصال بقوى سياسية حزبية وغير حزبية إنطلاقاً من البيان التأسيسي لـ « المجلس »! الفكرة تبدو « جذّابة » لأول وهلة، ولكنها غير مجدية، وخطرة، عملياً! شعار « رفع الإحتلال الإيراني » ليس مُلك أعضاء المجلس، ويمكن لأية قوة حزبية أن تتبنّاه، ولكن للقوى الحزبية اعتباراتها « الانتخابية » و « الشخصية » و « الرئاسية »! وهذا، عدا أن « المجلس » ليس مقفلاً أمام أي ناشط حزبي يريد الانضمام إليه مع الإحتفاظ بصفته الحزبية. على الأقل، حتى الانتخابات النيابية، إذا جَرَت، ليس مفيداً الدخول في نقاشات مع قوى حزبية أيا كانت!
الأجدى » طرح سؤال « ما العمل الآن؟ ».
في ما يلي بعض « الأفكار » للنقاش.
– هل ينبغي طرح شعار « منطقة خضراء » (على غرار « المنطقة الخضراء » في بغداد) محظورة على الحزب الإيراني؟ موضوع يستحق النقاش الجدي.
– أم ينبغي تبنّي فكرة « المناطق المحظورة على الحزب الإيراني » كما تجسّدت في الواقع خلال الأشهر الماضية: في « شويا » قرب الحدود السورية-الإسرائيلية، وفي « خلدة » على مدخل بيروت الجنوبي، وفي « عين الرمانة » الباسلة التي قاومت (ومعها جنود الجيش اللبناني) اجتياح « رعاع الحزب » لها؟
– ماذا عن « النموذج » الرائع الذي دشّنه شفيق بدر ونيللي قنديل وبهجت سلامة (وثلاثتهم أعضاء مؤسسون لـ »المجلس ») بـ«اقتحامهم » للوكر الإيراني في « معرض بيروت للكتاب »؟ هذا النموذج قابل للتكرار وينبغي تكراره، وتوسيعه.
صور سليماني وتماثيله البشعة موجودة في « الغبيري » و « الضاحية » و« النبطية » وفي كل مكان « إلا في قلوب اللبنانيين » و « إلا في قلوب الشيعة »! ليكن مشروع الإطاحة بتمثال سليماني في « الغبيري » الخطوة الثانية! لقد أحرق شعب إيران العظيم صور سليماني في طهران، فلنقلّد الإيرانيين ونطيح بتمثال سليماني في « الغبيري »!
معقول؟ صدّقوا! حينما تظاهرتم في « جل الديب » وعلى « الرينغ »، كان أهل الجنوب والبقاع يتظاهرون في « النبطية » و« اللبوة »!
– من حهة أخرى، قام بعض أعضاء « المجلس » بإلقاء محاضرات في بيروت وصيدا! لنوسّع البيكار، ولتبدأ « حملة دعائية » لـ « المجلس الوطني » في المحافظات والمدن والقرى!
– منذ شهرين، ما زلنا ننتظر أسماء أول « مخاتير » و « رؤساء بلديات » و »نقابيين » و »رؤساء نقابات » سيعلنون انضمامهم إلى المجلس الوطني.
– في الجمعية العمومية الثانية لـ « المجلس الوطني » طرح المحامي شبلي الملاط موضوع « حصرية الترشيحات لمجلس النوّاب » بالحزب الإيراني وحركة أمل، ما يطعن في « شرعية » من سيتمّ انتخابهم (قسراً) لتمثيل مواطني الجنوب! بكلام آخر، حزب الإحتلال الإيراني يصادر حق الناس في ترشيح أنفسهم بفعل « مجلس تشخيص مصلحة إيران » في لبنان! هذه نقطة أساسية، وينبغي التركيز عليها محلياً (عبر رفع دعاوى أمام القضاء) وحتى دولياً، عبر دعوة منظمات دولية لمراقبة الانتخابات في الجنوب والبقاع والضاحية وحتى في جرد جبيل: « لا شرعية لنائب يصل إلى البرلمان اللبناني بسلاح إيراني » أو تحت راية « الخامنئي »!
– لجأ الحزب الإيراني (غير الموجود قانونياً) في الأشهر الأخيرة لرفع دعاوى ضد د. فارس سعيد. لنحوّل مناسبة كل « استدعاء » إلى « مظاهرة » ضد الحزب لا يقتصر جمهورها على الجمهور الجبيلي! ولنرفع شعار « رفع الإحتلال الإيراني » في كل مناسبة « قضائية » يكون « الحزب الإيراني » وراءها.
– ماذا عن الإنتخابات، هل تجري في موعدها في شهر أيار؟ التأجيل، أي تأجيل، سيكون بمثابة « إنقلاب عوني-إيراني » على الدستور اللبناني، وسيُفقِد ميشال عون شرعيته! هذه معركة تستحق أن يخوضها اللبنانيون، خصوصاً أنها ترفع عن الجيش وقوى الأمن « واجب التحفّظ » وعدم التدخّل في السياسة! إذا انقلب عون والحزب على الدستور، يصبح من واجب الجيش حماية الدستور.
يبقى اقتراحان:
– أن يبادر « المجلس الوطني » بالتوجّه إلى المجتمعين العربي والدولي لطلب مساعدتهما في رفع الإحتلال الإيراني، وخصوصاً عبر استصدار قرارٍٍٍ دولي يشبه القرار 1559.
– اعتماد منصة إعلامية (« الشفاف » أو غيره!) لتشكيل رأي عام موازٍ في لبنان لإسقاط الإحتلال الإيراني.
– هذه « الدعوة » موجّهة لمن؟ « لمن يرغب من اللبنانيين »ّ!
شعار « رفع الإحتلال الإيراني »، مثل « إعلان دمشق »، ليس ماركة مسجّلة! إنه « مشاع » لكل لبناني!
« متى نبدأ؟ ».
ماذا لو بدأنا الآن؟ قبل أن يفرغ البلد، ويتم تدمير الطبقة الوسطى نهائياً؟
يمكن إعتبار الفرس المؤسسين الحقيقيين للإسلام، ولولا أبناء بلاد فارس، كالطبري والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي والزمخشري وغيرهم الكثير، لما عرف العرب والبشرية عقيدة دينية/سياسية تحمل إسم “الإسلام”. ولا يستطيع العرب إنتقاد إستخدام النظام الإسلامي في إيران “الإسلام” في إعادة بناء الإمبراطورية الفارسية، نظرا لأن قادة هذا النظام يستخدمون عقيدة أسسها أجدادهم بإمتياز.
الحقيقة هي أن لقاء سيدة الجبل هو مؤسّس « المبادرة الوطنية » وهو مؤسّس « المجلس الوطني لتحرير لبنان من الإحتلال الإيراني »!! ورغم التسمية الأصلية الناجمة عن « أسباب جغرافية »، فاللقاء لم يكن يوماً ذا لون طائفي واحد! مثله مثل ١٤ آذار.
عزيزي بيار
مع احترمي لسيدة الجبل
هي تمثل حركة سيادية رائعة ولكن لها نكهة معينة ومهنة داخل شارع معين.
المجلس الوطني انبثق من لقاء اوسع تمثيلا وان كان يتميك بنفس المبادئ السيادية.
عنيت بالطبع المبادرة الوطنية.
نشد على أياديكم