انتفض سامر جورج سعاده على قرار « حزب الكتائب اللبنانية » دعم ترشيح « مجد بطرس حرب » للمقعد النيابي في البترون واعلن عدم موافقته على قرار الحزب، وجمع البعض من انصاره في بلدة « شبطين » البترونية، وخطب فيهم عن « الحزب » و « الكتائب » و « التضحيات » و « الشهداء » واحقية ان يترشح كتائبي حزبي عن المقعد الماروني في البترون، بدلا من ان يدعم الحزب ترشيح الشيخ مجد حرب!
وكان رئيس حزب الكتائب سامي الجميل، اعلن في مؤتمر صحفي دعم الحزب لترشيح مجد بطرس حرب للمقعد الماروني في البترون! ويهدف سامي الجميل من هذا الدعم الى توحيد جهود قوى معارضة التيار العوني صفوفها للفوز باكبر عدد من المقاعد النيابية، في الانتخابات المقبلة. أما الهدف من دعم حرب فهو إسقاط جبران باسيل انتخابياً.
في خريطة الانتخابات وتوزع الاصوات في قضاء البترون، طبقا لنتائج الانتخابات النيابية السابقة وفق القانون النافذ حاليا، حل باسيل اولا بمجموع « الاصوات التفضيلية »، وحل ثانيا مرشح « القوات اللبنانية » الدكتور فادي سعد، بفارق قرابة 3 آلاف صوتا لصالح باسيل، في حين حلّ النائب السابق بطرس حرب ثالثاً بفارق 3 آلاف صوت عن مرشح « القوات »، وقرابة 6 الآف صوت عن باسيل.
سامر سعاده دخل الندوة البرلمانية، كنائب عن المقعد الماروني في طرابلس، عام 2009، بطلب من وزير الخارجية السعودي الراحل سعود الفيصل!
يحكى ان الأمير الفيصل ربطته علاقة صداقة بالراحل جورج سعاده خلال مفاوضات « اتفاق الطائف » في المملكة العربية السعودية. وصودف ان كان الفيصل في زيارة الى لبنان، وكان جورج سعاده يصارع المرض، فعاده الفيصل في منزله ليطمئن عليه. وهنا قال سعاده للفيصل: « سامر امانة لديكم“، فخبط الوزير السعودي يده على صدره، وتعهد رعاية سامر فور بلوغه!
والى حين بلوغ سامر سن الرشد السياسي، تعهدت والدته ليلي الخازن سعادة، الاستمرار بالترشح للانتخابات النيابية، من دون ان تستطيع تحقيق اي خرق انتخابي! ولدى بلوغ نجلها سن الرشد السياسي، اتصلت بالوزير السعودي وطالبته الالتزام بتعهده لزوجها الراحل. فما كان منه الا ان اتصل بالرئيس سعد الحريري متمنيا عليه ايجاد مقعد نيابي لسامر سعاده، وفاءاً لدين عليه لوالده الراحل! فكان المقعد الماروني في طرابلس جائزة ترضية، وسداد دين!
سامر تربع على المقعد النيابي، ورئاسة اقليم البترون الكتائبي، إلا أنه لم يقم باي جهد من اي نوع لتعزيز حضور الحزب في المنطقة! في حين كان « حزب القوات اللبنانية » يأكل من صحن « حزب الكتائب » تباعا! وبقي سامر يعتاش على انجازات والده الراحل، الذي وضع في ايامه الاخيرة كل مقدرات حزب الكتائب في سبيل تعزيز الحضور الكتائبي في البترون.
لم يرغب سامر سعاده في الترشح مجددا عن المقعد الماروني في طرابلس، وبقيت عينه على مقعد البترون! إلا أنه لم يبذل اي جهد، من اي نوع في اقليم البترون الذي اختصر ذات يوم كل السياسة في المنطقة على يد والده الراحل، وكان « خلية نحل » تعج بالانصار والمحازبين. فخلا الاقليم من زواره، وانتقل الكثير من بينهم الى صفوف « القوات اللبنانية »، التي ولدت من رحم حزب الكتائب.
وفي الوقت الذي كان حضور « القوات اللبنانية » يتعزز في القضاء كان سامر سعاده يتعاطى مع اقليم البترون كمكتب شخصي له ورثه عن والده الراحل! وعندما تولى حزبي آخر هو « أرز فدعوس » رئاسة الاقليم، سعى الى بث الروح في « الاقليم »، فنجح حينا واخفق احيانا، والسبب ان سامر سعاده كان له بالمرصاد!
مع حلول الانتخابات السابقة، اعلن سامر سعاده ترشحه للمقعد الماروني في البترون، وراح يبحث عن لائحة تستضيفه. فسعى اولا الى تشكيل لائحة مع النائب السابق قيصر معوض، وآخرين، إلا أن حظوظ اللائحة كانت شبه معدومة، مع ان سامر سعاده كان يشيع في لقاءاته الانتخابية، ان الكتائب تستطيع ان تحوز على ثقة اكثر من 6 ألآف ناخب بتروني، في حين ان « القوات » تستطيع ان تحوز على ثقة 4 ألآف ناخب فقط!
ومع اقتراب موعد الانتخابات ترشح سامر سعاده على « لائحة القوات اللبنانية »، وجاءت النتيجة حصوله على 2400 صوت فقط!
لماذا ترشح سامر على لائحة « القوات »؟
يتندر العديد من ابناء منطقة البترون، عن سبب انضمام سعاده الى لائحة القوات، بالقول ان سعاده « قبض ثمن هذا الانضمام » حيث رفع حاصل لائحة القوات من دون ان يستطيع اثبات حضوره ولا حضور حزبه السياسي! بل على العكس من ذلك، فقد كشف سامر سعاده حجم حزب الكتائب في دائرة الشمال الثانية، المؤلفة من اقضية البترون/ الكورة، زغرتا، وبشري، بحيث لم يتعدَّ حضور الكتائب في هذه الدائرة اكثر من 3500 ناخب، في حين حاز « حزب القوات اللبنانية » على اكثر من 33 الف ناخب.
في الانتخابات الحالية، وعلى جري عادته، اراد سعاده ان يترشح من جديد باعتبار ان البترون الكتائبية « إرث عائلي » يتصرف فيه سامر على هواه، وأن حزب الكتائب يتبنّى موقف سعاده. إلا أن حسابات حقل الحزب لم تتطابق مع حسابات بيدر سامر. فقرر الحزب، انطلاقا من حسابات انتخابية واحتساب اعداد الناخبين، إعلاء مصلحة « قوى المعارضة » للتيار العوني على حسابات سامر الوراثية والشخصية؟ وقرر المكتب السياسي للكتائب تبني ترشيح مجد بطرس حرب.
حسابات المكتب السياسي، انطلقت من اعتبار ان ضم اصوات الكتائبيين في البترون الى أصوات المرشح مجد حرب سيعزز حظوظ حرب بالفوز بالمقعد النيابي. وان الفوز سيكون على حساب النائب جبران باسيل، باعتبار ان مرشح « القوات » مضمون فوزه في مقعد البترون. إذ ان الاحصاءات الانتخابية تشير الى محافظة « القوات » على حضورها بين الناخبين، في حين ان التيار العوني تراجع حضوره. وتالياً، فإن ضم اصوات الناخبين الكتائب الى اصوات انصار مجد حرب، سيعطي الاخير فرصة لالحاق هزيمة بباسيل.
سامر سعاده اعتمد منطق التحريض على قرار الحزب، وهو مستمر في جمع بعض الموالين، ويعلن اصراره على خوض معركة انتخابية خاسرة بمرشح كتائبي لن يجد لائحة تضمه الى صفوفها!
موقف سعاده يثير التساؤل، والاستغراب، لماذا هذا الاصرار على الترشح مع العلم المسبق بالخسارة؟
معلومات تشير الى ان دعم الكتائب لمجد حرب، استعاد كتائب البترون من قبضة سامر سعاده! وكونه نجل رئيس سابق للحزب لا يعطيه احقية الاستئثار بمنطقة كاملة ليبيع ويشتري فيها وفق مصالحه.
كتائب البترون اليوم، اكد غالبيتهم عودتهم الى بيت الكتائب المركزي، من دون المرور بمنزل سامر سعاده!
فهل سيشهد الحزب المتجدد انطلاقة جديدة تكون الانتخابات الحالية المدخل اليها؟