سؤال: من خوّل شركات خاصة أن تمارس رقابة « مسبقة » ضد رئيس الولايات المتحدة السابق؟ وكيف تزعم هذه الشركات نفسها أنها سترفض طلبات « رقابة » من حكومات الغرب بحجة « الدفاع عن حرية الرأي » في حين أنها « تنبطح » أمام حكومات ديكتاتورية مثل حكومة الصين؟ من يقرّر أنه لا يحقّ لدونالد ترامب، الذي يتبعه 89 مليون متابع على تويتر و35 مليونا على فيسبوك و24 مليونا على انستغرام، أن يعبّر عن آرائه فيها؟ إذا كانت « الذريعة » هي أن ترامب « متطرّف »، فلنفكّر في ما سيحدث لو قرّرت حكومات أميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا أن تفرض « حظراً » على من تعتبرهم السلطات « سياسيين متطرفين » (في روسيا، يضع بوتين معارضيه في السجون بحجة أنهم « إرهابيون »)؟
بالنسبة للمنطقة العربية، ماذا يضمن أن لا تكون شبكة (خاسرة مالياً!) مثل شبكة « فايس بوك » خاضعة، إما نتيجة « اختراقات » أو بفضل تمويل قطري غير معلن، لجماعة « الإخوان المسلمين »؟
بالمناسبة: من دفع « ثمن » تعيين « الإخونجية » الأمّية، السيدة « توكّل كرمان »، في هيئة الوصاية (على حرية التعبير) في « فايس بوك »؟
هذه « نَهفة » غير مسبوقة: « فايس بوك » توكل جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية بالرقابة على حرية الرأي في العالم عموماً، والعالم العربي خصوصاً!
الشفاف
*
أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بعد طرده من كبرى شبكات التواصل الاجتماعي، تقدمه بشكوى بحق مجموعات فيسبوك وتويتر وغوغل ومدرائها متهماً إياهم بالوقوف وراء “رقابة غير قانونية وغير دستورية”.
وقال الرئيس الجمهوري السابق في نادي الغولف الذي يملكه في بيدمينستر في ولاية نيوجيرزي “نخوض معركة سنكسبها”. لكن فرص أن تفضي هذه الشكاوى إلى نتيجة ضئيلة. وأكد ترامب الذي كان الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة ويتطلع إلى الترشح في اقتراع 2024 أن “شكات التواصل الاجتماعية منحت سلطة استثنائية لمجموعات التكنولوجيا العملاقة“.
وأمام عدد من المدعوين، أوضح الملياردير أنه تقدم بشكاوى جماعية ضد هذه المجموعات بما فيها فيسبوك وغوغل وتويتر، ورؤسائها مارك زوكربرغ وسوندار بيشاي وجاك دورسي على التوالي. وقال ترامب أن رؤساء المجموعات الثلاثة “يطبقون رقابة غير قانونية”. وأضاف “لا دليل أفضل على أن مجموعات التكنولوجيا العملاقة خرجت عن السيطرة من أنها حظرت رئيس الولايات المتحدة أثناء ولايته” على منصاتها
وتابع ترامب أنه يأمل بهذه الشكوى التي قدمها مع “معهد أميركا أولا للسياسات” وهو منظمة تروّج لشعاره “أميركا أولا”، في أن تأمر المحكمة الفدرالية في جنوب فلوريدا “بالوقف الفوري للرقابة غير القانونية والمشينة من قبل” شبكات التواصل الاجتماعي. وعلق فيسبوك في حزيران/يونيو حساب ترامب لشهرين.
وكان الجمهوري استُبعد من المنصة مؤقتا في السابع من كانون الثاني/يناير عندما كان في منصب الرئيس لأنه شجع أنصاره خلال الهجوم على الكابيتول في واشنطن في اليوم السابق، في قرار غير مسبوق.
وكان موقع تويتر علق أيضا حساب ترامب بعد الهجوم الدامي على مبنى الكابيتول خلال حفل المصادقة على فوز خصمه جو بايدن، في السادس من كانون الثاني/يناير. وقبل حظره، كان لدى دونالد ترامب نحو 89 مليون متابع على تويتر و35 مليونا على فيسبوك و24 مليونا على انستغرام.
ع.ش/ز.أ.ب (أ ف ب، د ب أ)