بعد سقوط كذبة جبران « الباريسية »، لم يعد واضحاً إذا كان الرئيس ميشال « بيتان » عون، سيتراجع عن موافقته على حكومة الـ٢٤ بـ« مواصفات نبيه برّي » أم لا!
كشفت معلومات جديدة خفايا إشاعة زيارة مزعومة الى باريس كان سيقوم بها رئيس التيار العوني جبران باسيل، يلتقي في خلالها وزير الخارجية الفرنسي لو دريان والرئيس ايمانويل ماكرون.
أشارت المعلومات الجديدة الى ان الرئيس الهرٍم وصهره وصلا الى حائط مسدود من العزلة المحلية والعربية والدولية، مع تسليط لسيف عقوبات اوروبية وفرنسية على من يعرقلون تشكيل الحكومة في لبنان، في إشارة واضحة الى الرئيس وصهره.
إزاء ذلك، اعرب الرئيس عون عن موافقته على مبادرة الرئيس بري القاضية بتشكيل حكومة من 24 وزيرا من الاختصاصيين، ولا ثلث معطلا فيها، لا ظاهرا ولا باطنا.
ولكن باسيل اراد اقتناص فرصة مبادرة الرئيس بري لتسجيل نقاط داخلية وخارجية على الرئيس المكلف سعد الحريري اولا، ولتعويم نفسه سياسيا، ثانيا.
باسيل توسّط بري والراعي للقاء الحريري !
وتضيف المعلومات ان باسيل طلب عبر وسطاء بينه وبين الرئيس بري ان يلتقي الرئيس الحريري قبل تشكيل الحكومة، إلا أن جواب الرئيس بري كان واضحا: تتشكل الحكومة وتنال ثقة المجلس النيابي، وانا أتعهد بلقاء بينك وبينك الرئيس الحريري بموافقة الحريري، على مائدة غداء في منزلي!
إلا أن رد باسيل وعمه، كان « نحن لا نثق بالرئيس بري، وهو قد لا يفي بوعده »!
وتشير المعلومات الى ان البطريرك الراعي دخل على خط الوساطة، وتعهد بدوره ان يجمع الحريري وباسيل، بعد ان وافق الحريري على اللقاء– ولكن، بعد تشكيل الحكومة ونيلها الثقة في المجلس النيابي.
وجاء الرد العوني–باسيلي « لا نثق بالرئيس الحريري، وهو قد لا يلبي دعوة البطريرك الى اللقاء »!
عندها تفتقت عبقرية باسيل، عن مخرج أكثر إفادة له، حسب ما تصوّر.
فتوجّه الى الفرنسيين ليبيع موافقة عمه على تشكيل الحكومة، مشترطا عقد لقاء مع الرئيس ماكرون، ومع الرئيس الحريري في باريس بضغط فرنسي على الحريري!
فضلا عن تمنٍّ على الرئيس ماكرون للعمل على رفع اسمه عن لائحة العقوبات الاميركية بتهمة الفساد! (العقوبات الأميركية على كوبا لم تسقط بعد ٦٠ سنة، منذ أيام جون كينيدي، وجبران باسيل يتصوّر أن مناوراته قادرة على إسقاطها خلال أشهر! صحّ النوم.!)
الجواب الفرنسي، حسب ما ذكرت المعلومات، كان متطابقا مع اجوبة كل من البطريرك الراعي والرئيس نبيه بري: لتتشكل الحكومة وتنال الثقة اولا ومن بعدها بامكانك ان تزور فرنسا على ان يتحدد لاحقا من سيلتقيك!
عند هذا الحد سحب باسيل كل مبادراته بعد ان فشلت مساعيه في إظهار نفسه “عراب تشكيل الحكومة »، وتسجيل انتصار على الرئيس الحريري.
باسيل الذي كان غرد عبر موقع تويتر في شباط فبراير من العام الماضي قائلا للرئيس الحريري : “شو ما انت عملت وقلت ما رح تقدر تطالني، وكيف ما انا كنت ما رح اقبل كون متلك… بتفرّقنا بعض القيم والمبادئ، بس رح يرجع يجمعنا التفاهم الوطني… رحت بعيد بس رح ترجع، الفرق انو طريق الرجعة رح تكون اطول واصعب عليك »!
يبدو ان تغريدة باسيل انقلبت عليه فطريق عودته اطول، وستزداد صعوبة مع العقوبات الاوروبية المرتقبة عليه، في حين ان الابواب تفتح تباعا للرئيس الحريري الذي سيلتقي البابا خلال يومين!