يتحدث الكاتب سيث فرانتزمان في موقع صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، عن احتمال تجيير جزء من ميزانية العراق إلى الحشد الشعبي بسبب تضخيم أعداد المنتمين إلى هذا الحشد، بهدف تمويل أنشطة أخرى من قبل إيران، كاستهداف الجيش الأميركي في العراق وسوريا ودعم الحركات التي تقاتل إسرائيل.
الصحيفة الإسرائيلية استشهدت بتقرير جديد لموقع Middle East Eye الأسبوع الماضي ذُكر فيه أنّ “مجموعة الحشد الشعبي شبه العسكرية قد تضاعف حجمها على مدار العامين الماضيين، مما يجعلها ثالث أكبر قوة في البلاد، وذلك بحسب الوثائق المتعلقة بمشروع ميزانية العراق التي اطلّع عليها الموقع.
وزعم التقرير إنّ هذه الجماعات الموالية لإيران التي أصبحت قوة شبه عسكرية مدعومة من الدولة في 2018 تحتاج الآن إلى نحو 3.56 تريليون دينار عراقي (2.7 مليار دولار).
نشأ الحشد الشعبي في عام 2014 بعد فتوى آية الله علي السيستاني، والتي شجّعت الشباب على الدفاع عن بغداد من هجوم تنظيم “داعش” في ذلك العام.
في نهاية المطاف، توافد عدد كبير من الرجال على رايات الوحدات المختلفة. كان هناك العشرات من كتائب الحشد الشعبي، ومعظمها ينتمي إلى مختلف الجماعات الموجودة. تعود مجموعات مثل “بدر” إلى الثمانينيات. وترتبط بعض الجماعات مثل “كتائب حزب الله” ارتباطًا وثيقًا بالحرس الثوري الإيراني. بعض هذه الجماعات هددت إسرائيل على مر السنين، مثل قيس الخزعلي من عصائب أهل الحق وحركة “حزب الله – النجباء”
ما يهم هو أنّ الجماعات التي كان لديها بضعة آلاف من الرجال المسلحين تضخمت إلى 100000 مقاتل. ثم قاموا بدعم حكومة حيدر العبادي المدعومة من الغرب بقوة لتجعل الحكومة من هذه الجماعات قوة رسمية. ثم عندما تم إخراج العبادي من السلطة، بعد أن تم استغلاله من قبل إيران وقائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني والحشد الشعبي لإحباط استفتاء استقلال كردستان في عام 2017، قام الحشد بالسيطرة على أجزاء من الدولة.
كان هذا هو نموذج الحرس الثوري الإيراني، على غرار حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، لكنه كان أكثر قوة من بعض النواحي.
والآن يبدو أن الجماعات تريد المزيد من الأموال لجيش الظلّ. ليس من الواضح ما إذا كان هؤلاء الرجال جميعًا مسلّحين بالفعل أم أنهم وحدات أشباح – وحدات على الورق – تُستخدم لسرقة وتحويل موارد الدولة العراقية المحدودة بحيث يمكن أن تتدفق الأموال إلى طهران أو سوريا، حيث يتم استخدامها لتهديد القوات الأميركية وإسرائيل.
بالطبع هذا هو الوضع الكلاسيكي الذي يشبه أسلوب رامسفيلد المعروف باسم “المعروفين غير المعروفين”.
إذا زاد عدد قوات الحشد الشعبي إلى 238 ألف مقاتل، فأين سيتم استخدام هؤلاء الرجال؟ ومع ذلك، فليس من المؤكد أنّ هذه الأرقام تعكس بدقة العدد الحقيقي للموظفين. ويشتبه بأنّ الحشد وأجنحة أخرى من قوات الأمن تضخّم عدد الأفراد في صفوفها لسرقة أموال الدولة لاستخدامات أخرى.
كثيرًا ما هددت الجماعات الحليفة لإيران في العراق في السنوات الأخيرة بالانضمام إلى أي حرب ضد إسرائيل في المنطقة.
قد يكون هذا جزءًا من خطة إيران “لتوحيد” الجبهات ضد إسرائيل، حيث تستخدم إيران حركتَيْ “حماس” و”الجهاد الإسلامي” في فلسطين وحزب الله وآخرين كخط أمامي ضد إسرائيل.
هذا هو وقود المدافع الإيراني المحتمل، والذي يُدفع ثمنه اليوم من ميزانية العراق. لا يستطيع الناس في البصرة الحصول على المياه النظيفة، لكنّ الجماعات الحليفة لإيران يمكنها الحصول على كل التمويل الذي تحتاجه. قبل عدة سنوات، شاركت هذه الجماعات في قمع المتظاهرين في العراق.
كانت هناك مزاعم بأنه يتم استخدامها في إيران أيضًا ضد الأقليات الكردية. لذلك قد تكون إيران تبني جيش ظل في العراق، أو مجرّد سرقة موارد العراق، أو إعداد حلفائها للحرب ضد الولايات المتحدة وإسرائيل.
لقد نقلت إيران بالفعل طائرات من دون طيار وصواريخ إلى العراق لهذه الميليشيات. في أيار/ مايو 2021، تم إطلاق طائرة مسيرة من العراق مستهدفة إسرائيل.
قد يكون لدعم إيران لجماعات مثل الجهاد الإسلامي في غزة والضفة الغربية ذيل مالي يعود إلى العراق.
بعد كل شيء، إذا تمكّنت إيران من سرقة ملايين الدولارات من العراق إلى جماعاتها، فمن المعقول أن تقوم بتحويل ذلك وإعادة توجيهه لدعم الجهاد الإسلامي في فلسطين. السياق العام هو أنّ أي توسّع في موارد الجماعات العراقية الموالية لإيران هو خبر سيء للعراق وإيران وسوريا ولبنان والمنطقة.
إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا
Why does Iran need 200,000 pro-Iran militiamen in Iraq? – analysis