إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
بيروت (رويترز) – أعادت الدول العربية الرئيس السوري بشار الأسد إلى الجامعة العربية بعد إبعاده عنها لفترة طويلة، وتريد منه كبح تجارة المخدرات المزدهرة في سوريا مقابل توطيد العلاقات. ولدمشق مطالبها الخاصة، لكن المضي قدما لن يكون سهلا فيما يبدو.
– ضربات جوية
أصدر الاجتماع الذي حضره وزراء من مصر والعراق والسعودية والأردن بيانا وافقت فيه سوريا على المساعدة في منع تهريب المخدرات والعمل خلال الشهر المقبل على تحديد هويات منتجيها وناقليها.
وفي ما يبرز القلق العربي الشديد إزاء هذه القضية، قالت مصادر محلية ومخابراتية إن الأردن نفذ ضربات جوية في سوريا يوم الاثنين أسفرت عن مقتل مهرب مخدرات سوري، وأصابت مصنعا مرتبطا بجماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران.
ونفى حزب الله الذي نشر مقاتلين في سوريا لدعم جهود الأسد الحربية ضلوعه بأي دور في تجارة المخدرات.
وبمساعدة من إيران وروسيا، تمكن الأسد من دحر أعدائه الذين حصل بعضهم على دعم من بعض الدول العربية المتحالفة مع الولايات المتحدة التي استنأنفت العلاقات معه الآن. ومن بين هذه الدول السعودية التي تعمل أيضا على إصلاح العلاقات مع إيران حليفة الأسد.
ودمرت الحرب الاقتصاد السوري والبنية التحتية والمدن والمصانع.
ولطالما كان الكبتاجون جزءا مربحا من اقتصاد الحرب في سوريا، وتقدر قيمته بمليارات الدولارات سنويا.
قال مسؤول أردني كبير إن الأردن أبلغ سوريا بأنه يعتبر المخدرات تهديدا لأمنه القومي.
وقال المسؤول إن “الضغط على الحدود هائل وهذه ليست عصابات”، معربا عن اعتقاده بأنها جماعات تحظى بدعم من إيران وتتحصن داخل الدولة.
– تعويض
وقال مصدر إقليمي مقرب من دمشق ومصدر سوري مقرب من الخليج على دراية بالاتصالات إن السعودية، وهي سوق كبير للكبتاجون، اقترحت تعويض سوريا عن خسارة التجارة في حال توقفها.
وقال المصدر الإقليمي إن السعودية عرضت أربعة مليارات دولار، بناء على تقديرات الرياض لقيمة التجارة، وأن الاقتراح قدمه وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في أثناء زيارته لدمشق.
وأضاف المصدر أن الأموال ستُقدم على أنها مساعدات زراعية. وأكد المصدر السوري أن الرياض اقترحت دفع مبلغ كمساعدات إنسانية، لكنه لم يحدده.
ولم ترد حكومتا سوريا ولا السعودية على طلبات التعليق.
وقال دبلوماسي عربي خليجي في المنطقة إنه يتعين على سوريا التوقف عن تصدير المخدرات وإن سوريا تعلم أن الخليج مستعد للاستثمار إذا أبدت سوريا إشارات تدل على حدوث هذا.
وقال مصدران غربيان مطلعان على اتصالات عربية مع سوريا إن التعويض ضروري لإبعاد الوحدات المسلحة المرتبطة بالدولة عن تجارة الكبتاجون.
وفرضت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على دمشق في الأسابيع القليلة الماضية بسبب الكبتاجون. ويتهمون تحديدا ماهر الأسد، شقيق بشار ورئيس الفرقة الرابعة في الجيش، بتيسير إنتاج الكبتاجون والاتجار به.
وقالت الولايات المتحدة إنها لن تطبع العلاقات مع الأسد وستظل عقوباتها سارية المفعول.
وتحدثت مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية باربرا ليف للصحفيين الشهر الماضي عن تحرك شركاء واشنطن الإقليميين لكسر الجليد مع الأسد وحثتهم على الحصول على شيء في المقابل.
وقالت “أود أن أضع إنهاء تجارة الكبتاجون في المقدمة مع القضايا الأخرى”.
وقال مهند الحاج علي من مركز كارنيجي للشرق الأوسط إن حاجة الأسد الماسة للمساعدات الخارجية ستحدد شكل التعاون في قضيتي اللاجئين والكبتاجون.
لكنه حذر من أن قدرة النظام على الإنجاز محدودة مثل سيادته التي يتم تقاسمها الآن بين عدد من الجهات الفاعلة، بما في ذلك روسيا وإيران والجماعات المسلحة شبه العسكرية المحلية.
(تغطية صحفية مايا جبيلي وليلى بسام من بيروت. وسليمان الخالدي في عمان وعزيز اليعقوبي في الرياض وتيمور أزهري في بغداد – إعداد محمد حرفوش للنشرة العربية – تحرير أيمن سعد مسلم)