١- شعب لبنان، الذي انتظر سنتين ونصف السنة لكي يُفرَض عليه المعطوب ميشال عون رئيساً، يمكن أن ينتظر حتى ينشقّ عسكر خامنئي و”حرسه”! أمس الأحد دعا رئيس تحرير جريدة “كيهان”، الناطق بإسم “المرشد” شخصياً، إلى إغلاق “مضيق هرمز” إذا لم تضبّ أميركا وإسرائيل “زعرانها” من شوارع طهران ومشهد وقم! “خوش نظام”!
٢- نقطة في النظام: كل الماء المقدّس في بكركي لن يطهّر جبران باسيل (وعمّه) من العمالة لـ”إيران”! “البيتانيون” (نسبةً للماريشال بيتان) خرجوا عن الإجماع اللبناني وفقدوا صفتهم “اللبنانية” وحتماً صفتهم “المارونية”!
يفرج قلب الماروني السيادي بنداءات المفتي دريان، مفتي الجمهورية “اللبنانية”، ويفرضُ الماروني السيادي “الحرَمَ الوطني” على جبران وعمّه!
لتُقفَل أبواب بكركي أمام جبران وعمّه! قيمة “المارونية” أن تكون “في خدمة لبنان” وحده! أي دعوة لاجتماع “زعماء الموارنة” في بكركي بحضور “المذكورين” ستكون “هرطقة” وطنية ومارونية! وسنندّد بها!
*
“الجيش هو الحل”! فعلاً؟
٢- يحظر الدستور اللبناني انتخاب قائد الجيش رئيسا للجمهورية! ويحظر “التمديد” للرئيس! المحظورات “تشرعنت” في ظل الإحتلالات المتعاقبة. آخر ثلاثة رؤساء كانوا “جنرالات” تدرّجوا من “السيّء جداً” إلى “السيء” وإلى “الأسوأ بلا منازع”!
٤- بعض الأحزاب تعلن أنها “لا تمانع” في انتخاب قائد الجيش جوزيف عون رئيساً! “من جرّب المجرّب..”! سلوك الجنرال جوزيف عون كان جيداّ أثناء انتفاضة ٢٠١٩، وحمى المتظاهرين! صحيح. (الجنرال ميشال سليمان، أيضاً، امتنع عن قمع شعب ١٤ آذار الذي اعتصم في “ساحة الشهداء”!). ثم انتصر في “معركة فجر الجرود” ولكنه تراجع عن “العرض العسكري” في بيروت تحت ضغط الحزب الإيراني!
٥- المشكلة ليست هنا: مشكلة الأحزاب التي تعلن أنها تعتبر قائد الجيش مرشحاً مقبولاً هي أنها لا تقول “على أي أساس”! وهذاا أمر خطير جداً! حينما دعت “القوات” لانتخاب عون رئيساً لم تكشف للبنانيين “فحوى” اتفاقها مع المرشح المعلن للحزب الإيراني! تبيّن لاحقاً أنه لم يكن هنالك “بند سيادي” في “تفاهم أوعا خيّك”! “القوات” أيّدت مرشح الحزب “بالأمليّة” فقط!
٦- هنا المشكلة: مرة جديدة تعلن “القوات”، وغيرها، أنه لا مانع لديها من وصول قائد الجيش إلى الرئاسة. مرة أخرى “بالأملية”! بدون دفتر شروط، وبدون مفاوضات حول القضايا “الوطنية”! لن يبقى بلد بعد ٦ سنوات لكي “يعتذر” دعاة انتخاب القائد الخامش رئيساً للجمهورية إذا تبيّن أن الجنرال جوزيف عون.. “عوني”!
٧- على دعاة انتخاب قائد الجيش رئيساً للجمهورية أن “يعلنوا” مبرّراتهم لخرق الدستور ولانتخاب قائد الجيش رئيساً! لا يكفي أن يقول د. سمير جعجع “لا أحد يعرف الجنرال مثلي”!
قولوا جهارا: نحن نؤيد إنتخاب قائد الجيش رئيساً لأننا نعتقد أنه سيكون رئيساً “سيادياً” يستعيد “الدولة”، ويفرض سيطرتها على حدودها، وعلى مواردها، وينقل لبنان إلى إستقلاله الثالث! فولوهنا هكذا، بكل وضوح!
لا تقولوها في غرف مقفلة: إعقدوا اجتماعات، مؤتمرات.. ما شئتم، وأعلنوها للناس ولقائد الجيش!
وقولوا أنكم ستكونون أول المعارضين له إذا اتبع سياسة غير سيادية!
لا تؤاخذونا على “قلة الأدب”: فقد لاحظنا، مثل “عامة الناس”، أن “الممانع” نعيم قاسم “لا يمانع” هو الآخر في انتخاب الجنرال جوزيف عون رئيساً! وفقاً لأي “دفتر شروط عجمي”؟
*
“سيادة بلا سياديين”!: قوات، وكتائب، وجنبلاط، وتغييريين!
٨- “استبطنت” الكتل النيابية، والشعب، أن الحزب الإيراني لا يريد رئيساً الآن! مسرحية انتخاب رئيس لا يُنتَخَب تتكرّر كل خميس، بلا طائل! مختصر مفيد: حزب تابع لإيران لا يريد رئيساً إلا بشروطه هو، أي بشروط إيران! ولن يسمح بانتخاب رئيس إلا إذا تعهّد باستمرار الإحتلال الإيراني للبنان.
٨- ماذا تريد الأحزاب المعارضة لـ”الحزب”؟ ولماذا تقبل “الكتائب” و”حزب القوات” سرّاً بالحوار مع “الحزب؟ لماذا لا يعلن الحزبان أنهما يريدان رئيساً “إستقلالياً”! وأن أي رئيس “غير إستقلالي” سيكون مخالفاً للدستور اللبناني، ولـ”ميثاق ١٩٤٣” ولـ”إتفاق الطائف”، أي أنه سيكون رئيساً “قاقداً للشرعية” حتى لو انتخبته أكثرية نيابية “بالإكراه”! هل صارت المطالبة برئيس يحترم “قسَمَه” على الدستور اللبناني مطلباً “فضفاضاً”؟
أين أضبح شعار “نحنا بدنا، ونحنا فينا”؟ وشعار “نحنا فينا نستعيد السيادة”! وشعار “نحنا فينا نحرر الدولة”!
لن نوجّه السؤال لوليد بك (مع الأسف)! نتركه ينتظر على ضفة النهر! حدود مقاومته أنه “لن ينتخب سليمان فرنجية”!
٩- لبنان خاضع للإحتلال الإيراني! مطلبنا “رفع الإحتلال الإيراني عن لبنان”! المطلوب أن يطرح النوّاب “السياديون” وبعض “التغييريين”، وبعض نواب الكتلة الجنبلاطية مطلب رفع الإحتلال الإيراني في مجلس النواب!
هل صار “لبنان” يتيماً إلى درجة أن نائباً واحداً لا “بطالب بحقّه” في مجلس النوّاب؟ هل صار مطلب الرئيس السيادي مطلباً “إستفزازياً”؟ هل بات المرشح السيادي “مرشّح تجدّي”؟
*
ميشال معوّض ليس مرشحاً “إستفزازيا”
١٠- إبن الرئيس الشهيد رينه معوّض حتماً “سيادي”! وقد صدر عنه تصريح سيادي واضح قبل أسبوعين. مع ذلك، في العام ٢٠١٦، انتقل النائب ميشال معوّض، بعد تفاهم عون وجعجع والحريري وغيرهم في ٢٠١٦، من “مكاتب ١٤ آذار” في الأشرفية إلى “كتلة جبران باسيل”! ولم يغادرها (هو ونعمة افرام) حتى بداية الإنتفاضة الشعبية في ٢٠١٩! ميشال معوّض، إذاً، “مرشح تسوية تشويه شائبة عونية”! مقارنة بـ”سليمان فرنجية” الذي لم يتزحزح عن “الخط” يوماً!
ترشيح النائب ميشال معوّض يشكّل “ترشيح تسوية”، كافياً من جانب الكتل “السيادية” و”التغييرية” في مجلس النواب!
إقتراح
١١- لتعلن النواب السياديون، في مجلس النواب، ان لبنان تحت الإحتلال الإيراني، وأنهم لن يقبلوا رئيساً خاضعاً للإحتلال ولن يعطوه الشرعية حتى لو تم انتخابه!
١٢- كيف سيرد الحزب الإيراني؟ هل تغزو “القمصان السود” شوارع بيروت للتصدّي لمثل هذا الموقف “السيادي”. هل يهدّد حزب الله بالعودة إلى الإغتيالات؟
في هذه الحالة، على الأحزاب السيادية أن تطالب قيادة الجيش، وقيادة الأمن الداخلي، بـ”حماية الإنتخابات الرئاسية” كما وفّرت الحماية لانتفاضة ٢٠١٩! هذه واجبات الجيش وقوى الأمن! أليس “الجيش هو الحل”!
الجيش وقوى الأمن “فيها، وبدها” إذا صدرت لها أوامر شرعية من قياداتها!
واحتلال المجلس النيابي من قبل النواب السياديون حتى انتخاب رئيساً للجمهورية.