سلمان رُشدي رجُلٌ مُلْحِد.
وما يقولُهُ المُلْحِدونَ في الأديانِ وأهْلِها كثيرٌ وقائلوهُ كثيرون. وهو قد لا يُمَثِّلُ مع ذلك عُشْرَ مِعْشارِ ما يقولهُ أهلُ الأديانِ في الإلحادِ وأهلِه.
وأمّا محاولةُ القتلِ هذه والفتوى التي أسَّستْ لها فمعناهما المُضْمَرُ أنّنا خرجنا من دائرةِ السجالِ العارمِ هذا إلى حَرْبِ إبادةٍ يُعْلِنُها شَطْرٌ من أهْلِ دينٍ واحدٍ على أهلِ الإلحادِ. وهذا مع العِلْمِ أنّ الملحِدينَ اليومَ شَطْرٌ ضَخْمٌ من البشريّة…
هذا يَرُدُّ إيذاءَ شخصٍ واحدٍ، بما هو اخْتِصارٌ للحربِ المَذْكورةِ، إلى حَقيقتِهِ العَمَليّة: وهي أنّهُ ليسَ بحالٍ دفاعاً فِعْلِيّاً عن الدينِ بل هو تعبيرٌ آخَرُ ، صارِخُ الإكْراهيّةِ بِحُكْمِ عُنْفِهِ، عن ادّعاءِ الولايةِ على الدينِ والمُتَدَيِّنين.
ذاكَ ادّعاءٌ ما يزالُ مَثاراً لرفضِ الجانبِ الأعظَمْ من أهل الدينِ المَعْنِيًِ بِهِ وأسْلوبٌ في التعبيرِ عَنْهُ يِثيرُ، في هذا العَصْرِ، رفْضَ معظَمِ البَشَرِ وسُخْطَهُم مُؤمنينَ كانوا أمْ مُلْحِدين.