واشنطن –
التحالفات غير الرسمية التي فرضتها الحرب ضد تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) على الولايات المتحدة وحلفائها (بما فيهم اسرائيل) من جهة، وعلى روسيا وايران وحلفائهما (بما فيهم “حزب الله”) من جهة أخرى، بدأت بالتفكك فور هزيمة التنظيم كقوة قتالية منظمة.
غياب العدو المشترك، والاشتباكات العسكرية في العاشر من الشهر الجاري والتي أدت الى سقوط مقاتلة اسرائيلية من طراز “اف-١٦”، وطائرة ايرانية من دون طيار “درون”، وتدمير اسرائيل جزءاً مهماً من الدفاعات الجوية السورية ، واستمرار ايران و”حزب الله” في تطوير وتعزيز وجودهما العسكري في جنوب سوريا، كلها مؤشرات تبين ان المواجهة العسكرية بين اسرائيل و”حزب الله” باتت مسألة وقت فقط، وفي ظل أي ظرف.
وينقل مسؤول اميركي سابق تولى مناصب بارزة عن مسؤولين اسرائيليين يتولون مناصب سياسية استخبارية حساسة ان اسرائيل تخطط للحرب وكأنها واقعة غداً وسوف تشمل جبهة تمتد من مياه البحر المتوسط الى الحدود السورية – الاردنية. ولن يفرق الاسرائيليون في الحرب المقبلة بين “حزب الله” والدولة اللبنانية وجميع مؤسساتها بما فيها العسكرية والامنية.
وفي هذا السياق، يحمّل المسؤولون الاسرائيليون الرئيس ميشال عون مسؤولية الدمار الذي سيتعرض له لبنان لأنه وفر لـ”حزب الله” الغطاء الرسمي للدولة، الى الغطاء المسيحي، ويرى الاسرائيليون ان الغطاء المسيحي على رغم انه جزئي، سوف يحصن اسرائيل ضد الانتقادات أو الادانات الغربية لاجتياحها للبنان كما كان يجري في السابق.
وخلال الازمة اللبنانية – السعودية التى أدت الى الاستقالة الغريبة لرئيس الوزراء سعد الحريري من الرياض، أعرب مسؤول اسرائيلي بارز للمصدر الاميركي عن ارتياحه الى ما وصفه، قبل عودة الحريري عن استقالته، بغياب العامل السنّي عن الاعتبارات الاسرائيلية.
وقال المسؤول الاميركي السابق إن الاسرائيليين يخططون لعملية عسكرية ضخمة تشمل اجتياحاً خاطفاً للاراضي اللبنانية حتى محيط بيروت، وتقدم اسرائيلي في شرق لبنان على الحدود اللبنانية – السورية لعزل قوات “حزب الله” المنتشرة في جنوب سوريا. وشدد على أن الاجتياح سيكون مدمراً وسريعاً يترك وراءه أرضاً محروقة حتى بيروت.
وفي العام الماضي، ركز المسؤولون الاسرائيليون في تصريحاتهم العلنية على انهم لن يسمحوا لايران ولـ”حزب الله” ان يكون لهما وجود عسكري دائم في سوريا، ولن يسمحوا لايران ان تزود “حزب الله” قدرات تقنية أو قطع غيار للصواريخ تسمح له بالحفاظ على ترسانته في حال تعذر تزويده معدات جديدة عبر الاراضي السورية. وأوضح المسؤول الاميركي أن المسؤولين الاسرائيليين ألزموا انفسهم علناً هذه التهديدات، خصوصاً ان الوجود العسكري لايران و”حزب الله” في سوريا بات حقيقة وواقعاً لا يمكن انكارهما، وجاءت اشتباكات العاشر من شباط لتعزز هذا الاقتناع لدى المسؤولين الاسرائيليين.
ويؤكد الاسرائيليون أنهم تعلموا دروس آخر حرب مع “حزب الله” في ٢٠٠٦. ما هو واضح وبصرف النظر عن الخسائر التي ستتعرض لها اسرائيل، أن الثمن الضخم الذي سيدفعه لبنان، اقتصادياً واجتماعياً مع احتمال تدمير بنيته التحتية، وحصول شروخات عميقة في المجتمع بين مكوناته الطائفية عقب حرب شرسة، سيكون تاريخياً فعلاً مع ما يعنيه ذلك لمستقبل لبنان كدولة كما نعهدها الان.
الحرب “تقترب أكثر فأكثر”
وحذر عضوان في مجلس الشيوخ الاميركي بعد عودتهما من زيارة للمنطقة من أن الحرب الشاملة بين اسرائيل و”حزب الله” “تقترب أكثر فاكثر”.
وصرح السناتور الجمهوري ليندزي غراهام بأن ما سمعه من المسؤولين الاسرائيليين هو طلبهم الملح الحصول على الذخيرة والمزيد من الذخيرة “وهذا ليس أمراً جيداً”. وأضاف في لقاء والصحافيين: “هذه كانت الزيارة الاكثر إثارة للقلق قمت بها” للمنطقة.
وقال السناتور الديموقراطي كريس كونز: “وتيرة ازدياد حدة النزاع في سوريا ارتفعت اكثر”. ورأى، في اشارة الى تحذير زميله غراهام، انه “ينبغي وضع كلامه في سياق ديناميات المنطقة حيث تزداد الضغوط التقنية والعسكرية والديبلوماسية على اسرائيل زيادة مطردة اي مقياس يمكن استخدامه”.
وربط غراهام وكونز الغليان الراهن بالأزمة السورية، وألقيا اللوم على الرئيس الاميركي دونالد ترامب والحلفاء الاوروبيين لاخفاقهم في تطوير استراتيجية لتقويض المكاسب الروسية والايرانية في سوريا.
ولاحظ غراهام ان الرئيس ترامب استهدف “داعش” في سوريا وتجاهل المسألة الجيوسياسية الاوسع في المنطقة و”لا أرى اي خطة متكاملة”.
وذكر كونز ان المسؤولين الاسرائيليين يقولون ان الادارة الاميركية “لا تقوم بما فيه الكفاية للتصدي لايران بالتحديد في سوريا وفي المنطقة ككل… نحن نواجه سؤالاً استراتيجيا بالغ الصعوبة وهو: مع اقتراب هزيمة الدولة الاسلامية على الارض في سوريا، ما هو دورنا المستقبلي في سوريا؟”.
تهديد اسرائيلي لنصرالله
في غضون ذلك (الوكالات)، هدد قائد القوات البرية في الجيش الإسرائيلي الميجر جنرال كوبي باراك، بتصفية الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله في حال نشوب حرب على الجبهة الشمالية.
ونقلت عنه الاذاعة الإسرائيلية الرسمية أنه “في حال نشوب حرب على الجبهة الشمالية، فإن أحد أهدافها سيكون تصفية حسن نصر الله”. وقال خلال جولة نظمها الجيش الإسرائيلي لمراسلي الشؤون العسكرية في الصحف الإسرائيلية، إن “خطر نشوب حرب ازداد هذه السنة، على رغم أن الأطراف كافة غير معنيين بذلك، كما كان الوضع عشية حرب لبنان الثانية عام 2006”.
قاعدة ايرانية في سوريا
وبثت قناة “فوكس نيوز” الأميركية للتلفزيون الثلثاء أن إيران شيدت قاعدة عسكرية في سوريا، تضم مستودعين لتخزين صواريخ ومعدات عسكرية أخرى.
وأوردت القناة صوراً قالت إنها إن الأقمار الاصطناعية التقطها، تظهر أن القاعدة الإيرانية تقع على مسافة 12 كيلومتراً شمال غرب دمشق. وتحدثت عن وجود مستودعين تبلغ مساحتهما نحو 500 متر مربع لكل منهما، مشيرة الى أنهما يستخدمان لتخزين صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى.
وأفادت أن هذه الصواريخ قد تطاول أنحاء إسرائيل، وأن “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني يدير هذه القاعدة.
ويذكر أن وسائل إعلام إسرائيلية أعلنت في كانون الاول الماضي، أن القوات الإسرائيلية كشفت ودمرت بصواريخ أرض – أرض قاعدة عسكرية إيرانية في منطقة الكسوة بريف دمشق.
كذب وهراء فالكلب لايعض ذيله