إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
شفاف-خاص
“رجلنا المريض”، أي الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أصيب بمرض الشيخوخة ووصل إلى نهاية حياته.
لقد توقعت قبل ستة أشهر، في ذروة حركة “مهسا أميني”، أن مستقبل إيران يمكن أن يكون مثل مستقبل فنزويلا، وأن ميزان القوى بين النظام ومعارضيه هو بنسبة خمسين إلى خمسين. لكن الآن وبعد أن تجاوزنا الأشهر الستة، يمكن التأكيد بوجود علامات تدل على تغيّر ميزان القوى لصالح المعارضة.
إن الانهيار الداخلي، الذي بدأت بوادره منذ نهاية سبتمبر من العام الماضي، لم يتوقف فحسب بل اشتد! باعتقادي أن نسبة الخمسين خمسين قد تحولت إلى ثلاثين وسبعين أو حتى إلى ثمانين وعشرين ضد النظام.
لقد استمر الانهيار الداخلي واشتد في هذه الأشهر الستة. وعلى الرغم من عمليات الإعدام والاعتقالات والضغوطات الأخرى، فإن النظام لا يتمتع بالحيوية والقوة التي كان يتمتع بها. في الأجواء الراهنة يمكن بكل وضوح أن تشم رائحة اضمحلال وانحلال سيادة النظام. إن أتباع النظام يستعرضون قوتهم، لكن الرعب الذي كانوا يحققونه في السابق لم يعد له تأثير في الوقت الحالي. هذا هو الإجراء الذي تتبعه جميع الأنظمة الاستبدادية، لها فترات صعود وذروة ثم انحطاط، وقد وصلت الجمهورية الإسلامية إلى فترة انحطاطها.
لقد وصفت في بداية المقال الجمهورية الإسلامية بـ”الرجل المريض”، وهو عبارة مشتقة من وصف الإمبراطورية العثمانية حين تعرضت للزوال، حينما أطلِق عليها اسم “رجل أوروبا المريض”. وهذا الأمر بات ينطبق حاليا على الجمهورية الإسلامية، حيث تبدّدت كل ثرواتها، وتعفّنت جميع أجهزتها، وبدأ انهيارها من الداخل.
لقد سقطت الإمبراطورية العثمانية دون احتجاجات في الشوارع، وكذلك سقطت الإمبراطورية السوفييتية.
حينما يتآكل الداخل فإن انهيار النظام يصبح مسألة وقت. لقد تآكل الداخل السوفييتي والداخل العثماني لدرجة أن انهيار النظامين تحقق دون مظاهرات في الشوارع ودون تدخل خارجي.
اقرأ المقال بالفارسية هنا: خبرنامة كويا