سُرِرنا في العام ٢٠٠٤ حينما كتبت جريدة “السفير”: بعد عشرة أعوام أمضاها بعيدا عن خشبة المسرح، يستعدّ المخرج المسرحي رئيف كرم لتقديم «عاشوراء» في العاشر من محرّم في النبطية، بمشاركة ممثلين لبنانيين، أمثال عمار شلق (الحسين) وخالد السيد (ابن سعد) وبديع أبو شقرا (علي الأكبر) وباسم مغنية (القاسم) ووفاء شرارة (السيدة زينب)، يؤدّون، للمرّة الأولى في التاريخ العريق لـ «احتفالية عاشوراء»، أدوارا اقتصر تقديمها على أبناء البلدة.” وقال كرم (وهو مسيحي) في مقابلته مع “السفير”: “في هذا العام، بدت «لجنة عاشوراء» في النبطية، بإشراف الشيخ عبد الحسين صادق، مستعدّة لـ«تثوير» الجانب الفني في هذا العمل المسرحي المتوارث منذ أكثر من خمسين عاما. حصل اللقاء، وباشرت العمل.”
لماذا الضجة إذا على “تأجير” مشرح المدينة لأمسيات عاشورائية؟
حتى لو لم تلاحظ السيدة نضال الأشقر أن لبنان بلد محتلّ من الحزب الذي “استأجر” مسرحها (ولم “يحرّره” بسلاح ٧ أيار مثلا!)، فربما كان جديراً بها أن تعلن تخصيص “عاشوراء” هذه السنة لذكرى لقمان سليم مثلاً!
إعتراض الناس على “عاشوراء مسرح بيروت” ليس اعتراضاً على “عاشوراء”، وهي تراث ديني محترم. المشكلة ليست “عاشوراء”، بل “إستكبار” حزب إيراني محتلّ يريد أن يرفع راياته وسط المدينة التي يحتلها! وانبطاح ممثلة موهوبة ومثقفة معروفة أمام حزب السلاح والإغتيالات!
صفاقة أن تعلن السيدة نضال الأشقر أن حزب الله قدم الطلب “ووافقنا بكل سرور كون مسرح المدينة منصة حرة للتعبير الحر”! تلك الحرية بالذات هي التي دفع لقمان سليم حياته ثمناً لها!
وقالت الأشقر في اتصال مع “المدن” إنها لا ترفض طلب أحد في “مسرح المدينة”، فهو فضاء مفتوح للجميع ولا تستطيع استثناء أحد، وسبق أن أقام “الأحباش” نشاطاً، وكذا الحزب الشيوعي اللبناني والأرمن وغيرهم. وتقول صاحبة المسرح أن عاشوراء بالنسبة اليها من التراث، وهي مسؤولة عن كلامها، والذين سيقدمون نشاطات عاشورائية سيقدمون قصصاً ومحاضرات وليس لطماً أو دماً.
المشكلة أن اللطم والدم في لبنان الآن لم يعد على المسرح!