لا يقول محمد خاتمي في مقابلته مع “السفير” سوى عموميات لا تبرّر غضب ما يسمى “السلطة القضائية” في طهران! لذلك، لا يمكن تفسير طلب محاكمة صاحب “إطلاعات” التي نشرت ترجمة و”صورة” لخاتمي سوى أنها جزء من حملة “الحرس الثوري”، التي شملت اعتقال ناشطين وصحفيين وأجانب بينهم لبناني-أميركي، التي تهدف إلى “تحجيم” حسن روحاني وجواد ظريف، ولممارسة “القمع الوقائي” للشعب الإيراني الذي استبشر خيراً بالإتفاق النووي. الحرس الثوري يمنع انتخاب رئيس للجمهورية في بيروت منذ سنة ونصف، ويجرّد رئيس الجمهورية المنتَحَب شعبياً في إيران من صلاحياته!
وكالة الصحافة الفرنسية- دعت محكمة تنظر في قضايا الاعلام الى محاكمة صاحب صحيفة “اطلاعات” اليومية المعتدلة بعد نشر الصحيفة صورة الرئيس الاصلاحي الاسبق محمد خاتمي (1997-2005) وترجمة لتصريحات ادلى بها لصحيفة “السفير” اللبنانية، وفق وكالة “ميزان اونلاين” المرتبطة بالسلطة القضائية.
ونقلت الوكالة عن مسؤول في السلطة القضائية لم تكشف هويته قوله انه “بعد نشر صورة وتصريحات الرئيس في عهد الاصلاحات” طلب مسؤول المحكمة المكلفة قضايا الثقافة والاعلام بمحاكمة مدير الصحيفة.
وارسل الطلب الى محكمة المراجع الدينية المكلفة الحكم في قضايا يرتكبها رجال الدين النظر في القضية لان مدير الصحيفة محمود دعائي هو رجل دين.
واضاف المسؤول في السلطة القضائية ان “امر مدعي طهران الذي يمنع نشر صور وتصريحات الرئيس الاصلاحي، لا يزال ساريا”.
نشرت الصحيفة الايرانية السبت على نصف صفحة صورة ومقابلة خاتمي مع صحيفة السفير اللبنانية.
وكان القضاء الايراني حذر في شباط/فبراير وسائل الاعلام من انه يمنع حتى اشعار آخر نشر معلومات او صور “لقادة الفتنة” وهي عبارة رسمية تستخدم لوصف المرشحين السابقين الاصلاحيين للانتخابات الرئاسية لعام 2009 مير حسين موسوي ومهدي كروبي.
وكان المرشحان نددا حينها بتزوير الانتخابات اثر فوز الرئيس المحافظ السابق محمود احمدي نجاد وقادا حركة احتجاج قمعتها السلطات واوقعت عشرات القتلى.
وتم التنديد حينها بخاتمي ضمنيا، باعتباره من “قادة الفتنة” الى جانب موسوي وكروبي الذين دعوا انصارهم الى التظاهر.
وضع موسوي وكروبي منذ شباط/فبراير 2011 قيد المراقبة وطالب خاتمي مرارا بالافراج عنهما.
ولم يتمكن الرئيس حسن روحاني الذي انتخب في حزيران/يونيو 2013 من الافراج عنهما.
شهدت ولايتا خاتمي (1997-2005) محاولات انفتاح باتجاه الغرب وتحرر في المجتمع، الامر الذي قاومه المحافظون. وتعلن معظم الاحزاب الاصلاحية في ايران قربها من خاتمي.