تعدّدت مظاهر التضامن اثر اعتداءات باريس الدامية التي ندد بها القادة السياسيون والفنانون والرياضيون في العالم باسره اضافة الى الوقوف دقيقة صمت ووضع اكاليل الزهور واضاءة المباني بالوان العلم الفرنسي.
وجاء الاستثناء الوحيد اثر المجزرة التي لا سابق لها في باريس والتي اوقعت 128 قتيلا على الاقل وتبناها تنظيم الدولة الاسلامية، من سوريا حيث اعتبر الرئيس السوري بشار الاسد ان “السياسات الخاطئة التي انتهجتها الدول الغربية ولا سيما الفرنسية ازاء ما يحصل في منطقتنا وتجاهلها لدعم بعض حلفائها للارهابيين هي التي ساهمت في تمدد الارهاب” الذي يعصف ببلاده.
غير ان الخارجية السورية دانت “بشدة”، في بيان نشرته سانا، “الاعتداءات الارهابية” في باريس.
وفي مدريد وقف مئات الاشخاص دقيقة صمت قبل ان تنشد رئيسة البلدية وجموع معها النشيد الوطني الفرنسي. وبالتوازي مع ذلك وقف اسبان دقيقة صمت امام بلدية برشلونة ثاني اكبر مدن اسبانيا.
وتمت اضاءة برج التجارة العالمي بنيويورك الذي شيد اثر اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001، واوبرا سيدني الشهيرة بالوان العلم الفرنسي.
وفي اوسلو وزع بائع زهور مجانا عشرات الورود على الناس ليضعوها امام سفارة فرنسا. وفي كييف حمل الرئيس ووزراؤه ورودا الى السفارة الفرنسية.
نتالم معكم
واكد القادة الاوروبيون لفرنسا وقوفهم معها في مكافحة الارهاب.
وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون “افكارنا وصلواتنا للشعب الفرنسي وسنفعل كل ما بوسعنا لمساعدته”.
واعربت الملكة اليزابيث الثانية عن “صدمتها العميقة وحزنها” وذلك في رسالة تعزية وجهتها الى الرئيس الفرنسي.
وخاطبت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الفرنسيين قائلة “نحن نبكي معكم” واعدة بـ”خوض المعركة معا ضد الارهابيين”.
من جهته قال رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي “مثل كل الايطاليين اعرف اليوم ان الارهابيين لن ينتصروا” فيما اكد نظيره الاسباني ماريانو راخوي “اليوم جميعنا فرنسا”.
وقال الرئيس الاميركي باراك اوباما ان هذه الاعتداءات “ليست فقط هجوما على فرنسا” بل “هجوم على الانسانية جمعاء وقيمها الكونية”.
ودان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون “الاعتداءات الارهابية الدنيئة”، مؤكدا “وقوفه الى جانب الحكومة والشعب الفرنسيين”.
وقال البابا فرنسيس في مقابلة عبر الهاتف مع احدى قنوات التلفزة “اشعر بالصدمة، لا افهم هذه الامور التي يرتكبها بشر (…) لا يمكن ان يكون هناك تبرير ديني او انساني. هذا غير انساني”.
وفي فيينا حيث يشارك في اجتماع دولي حول سوريا قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان اعتداءات باريس “تبرر” تكثيف “الكفاح ضد مجموعة الدولة الاسلامية”.
ودعا رئيس وزراء بلجيكا مواطنيه الى تفادي زيارة باريس.
واعربت العديد من الدول الافريقية التي تشهد بدورها اعتداءات متطرفين اسلاميين، عن تضامنها مع فرنسا. وندد رئيس نيجيريا محمد بخاري ب “الاعتداءات الوحشية” في حين وقف نظيره المالي ابراهيم بوبكر دقيقة صمت ترحما على الضحايا.
واجل الرئيس الايراني حسن روحاني زيارته لاوروبا ووصف الاعتداءات بانها “جريمة ضد الانسانية”.
وفي بكين أبدت الصين “صدمتها العميقة” “وادانتها الشديدة” للاعتداء، مؤكدة على لسان وزارة الخارجية ان “الارهاب هو عدو الانسانية جمعاء والصين تدعم بقوة فرنسا في جهودها (…) لمكافحة الارهاب”.
بدورها اكدت كندا “تضامنها مع فرنسا” اثر “الاعتداءات الارهابية”، مشيرة الى انها “ستعمل مع المجتمع الدولي للمساهمة في منع وقوع مثل هذه الاعمال الرهيبة والعبثية”.
من ناحيته وجه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان “تعازيه الحارة” الى فرنسا، مطالبا ب”اجماع للمجتمع الدولي ضد الارهاب”.
وفي القاهرة دعا امام الازهر الشيخ احمد الطيب “العالم باسره الى التوحد للتصدي لهذا الوحش” الارهاب، واعتبر علماء الدين في السعودية ان هذه الاعتداءات “منافية” لتعاليم الاسلام.
ومن باريس ندد الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي السبت بالاعتداءات “الوحشية” التي شهدتها باريس مساء الجمعة وذلك اثر لقاء قصير مع نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند بقصر الاليزيه.
وفي القاهرة، اعلن المتحدث باسم الرئاسة المصرية علاء يوسف ان “مصر تعرب عن ثقتها الكاملة في أن مثل هذه الأحداث الإرهابية لن تضعف عزيمة الدول والشعوب المحبة للسلام، بل ستزيدها إصرارا على مكافحة الإرهاب ودحره”.
وفي عمان، قال وزير الدولة لشؤون الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني “إن بلاده تقف مع الشعب الفرنسي الصديق في مواجهة هذه الاعتداءات الدامية والغاشمة والتي روعت المدنيين والأبرياء”.
وفي الخليج، أعربت دولة الكويت عن استنكارها للهجمات “الإرهابية” التي استهدفت العاصمة الفرنسية، بحسب ما ذكرت وكالة الانباء الكويتية “كونا”.
بدورها أكدت وزارة الخارجية القطرية أن “الأعمال التي تستهدف زعزعة الأمن تتنافى مع المبادئ والقيم الأخلاقية والإنسانية كافة”.
كما دانت دولة الإمارات العربية المتحدة الاعتداءات. وبحسب وكالة انباء الامارات “وام”، أعرب الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات في برقية للرئيس الفرنسي “عن إدانة بلاده واستنكارها الشديد لهذا العمل الإرهابي”.
كما اعرب العديد من مشاهير الرياضة والفن عن تضامنهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي عبر عبارة تم تداولها هي “براي فور باريس” (صلوا لاجل باريس).
السؤال الذي يطرح نفسه على كل فرنسي لديه ذرة عقل هو : هل عرفتم اﻵن السبب الرئيسي وراء تحول بلدكم الى هدف سهل للارهاب اﻹسلامي؟ فإذا كان الجواب باﻹيجاب، ماذا سيكون رد فعلكم على المسؤولين عن ذلك؟