تلقى محور الرئيس السوري بشار الأسد رسالة دموية من إسرائيل مفادها بأن مطالبتها بخروج إيران من جميع الأراضي السورية ليست مجرد أقوال، وأن الاتفاق على سحب ميليشياتها بما فيها العراقية واللبنانية وغيرها من المنطقة الجنوبية لن يعطيها حصانة للعمل بحرية في باقي المناطق.
مع إعلان الأردن اتصالات مع واشنطن وموسكو لضمان عدم تفجر القتال في جنوب سورية، خسر الرئيس السوري بشار الأسد 52 عنصراً على الأقل من المقاتلين الموالين له في ضربة جوية إسرائيلية استهدفت ليل الأحد- الاثنين أحد أبرز مواقعهم في بلدة الهري الواقعة جنوب مدينة البوكمال في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي.
وأكدت مصادر مطلعة لـ”الجريدة”، أن الغارة نفذتها مقاتلات إسرائيلية، موضحة أن تل أبيب أرادت إيصال رسالة مزدوجة من الضربة، مفادها، أولاً، أن تأكيد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع أفيغدور ليبرمان ضرورة خروج إيران كل سورية، ليست مجرد أقوال، وأنها ستعمل على تحقيق هذا الهدف، وثانياً، أن موافقة إيران على “اتفاق الجنوب” وسحب قواتها وميليشياتها من الحدود مع الأردن وإسرائيل لا يمنحها أي حصانة، ولا يعني أنه يمكنها العمل بحرية في باقي المناطق السورية.
وكشفت المصادر أن الضربة الإسرائيلية حازت هذه المرة ليس على الموافقة الأميركية فقط، بل أيضاً من موسكو، التي باتت تعتبر في الآونة الأخيرة أن طهران تلعب دوراً معرقلاً للأهداف الروسية.
فض الاشتباك
ووفق مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن هذه الضربة تُعد من بين “الأكثر دموية” ضد المقاتلين الموالين للنظام، مشيراً إلى وجود مقاتلين إيرانيين وعراقيين وأفغان ومن “حزب الله” اللبناني يسيطرون على هذه المنطقة الواقعة جنوب خط فض الاشتباك الذي أنشأته موسكو وواشنطن تفادياً لأي تصعيد بين النظام وقوات سورية الديمقراطية (قسد) المدعومة أميركياً.