إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
صواريخ تحذيرية ضد الخروقات الإسرائيلية في لبنان ، أم ضد الهجمات العسكرية على مواقع الجيش السوري والحرس الإيراني في حلب وحماه وحمص؟
*
حتى لو كانت إسرائيل هي التي خرقت وقف إطلاق النار، وهذا ما نُرجِّحُه، فنحن ضد ما يسمّيه الحزب الإيراني « خطوة تحذيرية »، أي إطلاق صواريخ إيرانية من لبنان على إسرائيل!!
ما لا يفهمه « الحزب الإيراني »، ودُعاتُه، هو أن اللبنانيين يرفضون مجرّد وجود أية قوة مسلّحة في لبنان غير الجيش اللبناني، وقوى الأمن الداخلي اللبنانية، فقط لا غير!
الكاتب قاسم قصير يسأل: « السؤال : كيف نواجه الخروقات والاعتداءات الإسرائيلية في حال فشلت اللجنة الدولية في تطبيق الاتفاق وعجز الجيش اللبناني عن الرد ؟
ويسأل: ما هو موقف الاحزاب اللبنانية والجهات السيادية… وجميع الذين تضامنوا مع الزميل الصحافي داوود رمال بعد المشكلة التي حصلت له في بلدة الدوير ؟ »
وجوابنا بسيط: حتى لو عجزت « اللجنة الدولية » وحتى لو « عجز الجيش اللبناني عن الرد »، فهذه ستكون مشكلة « لبنانية » وليست مشكلة « إيرانية »! وحتى إذا سقط شهداء من اللبنانيين في ضربات إسرائيلية، فإن على دولة لبنان وحدها، ولا علاقة للديكتاتور الإيراني بالموضوع، أن تجد حلولاً للدفاع عن شعبها! وليس عاراً أن تلجأ دولة لبنان إلى الأمم المتحدة، والدول الصديقة للبنان، لوضع حدٍّ للضربات الإسرائيلية. خصوصاً أن لبنان يتمتع بدعم وصداقة كل دول العالم، بعكس نظام إيران المعزول والخاضع لعقوبات “دولية”.
وهذا فحوى الخلاف بيننا وبين وكلاء الإحتلال الإيراني!
فإذا استهجنَ لبناني الحرب الإسرائيلية على غزة (مع أن « الإخوان المسلمين » في « حماس » هم الذين بادروا بـ« العدوان »)، فهذا لا يعطيه « الحق » في استيراد صواريخ من إيران، وفي استيراد « ضباط إيرانيين »، وفي إعلان « الولاء » لحاكم دولة أجنبية! في أي بلد من بلدان العالم، هذا يسمّى « طابور خامس »، ويرقى إلى مرتبة « الخيانة العُظمى »! إلا في لبنان، وفي العراق واليمن، حيث يُسمّى « مقاومة »!
هذا، أولاً.
ثانياً، الحزب الإيراني خرج مهزوماً، وأكرر « مهزوماً » من الحرب!
وهو من سيَسَلِّم سلاحه الموجود جنوب الليطاني، وشمال الليطاني في كل أنحاء لبنان. وحتى تكون الأمور أوضح: جيش نتنياهو لن يُسلِّم سلاحه، فقط ما يُسمّى « حزب الله » سيَسَلِّم سلاحه حسب اتفاق الهدنة! وقوات « اليونيفيل » موجودة في أرض لبنانية وليس في إسرائيل!
بكلام آخر، أسطورة « التوازن » هي مجرد كِذبة. ما يُسمّى « حزب الله » هُزِمَ في الحرب الأخيرة، وكل محاولة للتهرّب من الإعتراف بالهزيمة ستكلّف اللبنانيين، وليس حكام طهران، مزيداً من الشهداء والدمار والبيوت المهدّمة.
المطلوب “إعتذار من اللبنانيين”
في نهاية المطاف، كل « تبريرات » حزب إيران مرفوضة: « إسناد غزة » المزعوم كبّد لبنان 7000 قتيل و100 الف منزل مدمّر ومواسم ومحاصيل مدمرة، ومليون نازح.
أقل المطلوب من الأستاذ قاسم قصير ومما يسمّى “حزب الله” المهزوم، هو اعتذار صريح لا مكابرة فيه. اعتذار من شعب لبنان ومن دولة لبنان ومن جيش لبنان.
صواريخ تحذيرية.. لإسناد الأسد في حلب!
أخيراً، من يقول لنا أن الصواريخ « التحذيرية » التي أطلقها ما يسمّى « حزب الله » كانت، في حقيقة الأمر، عملية « إسناد » لبشار الأسد وللقوات الإيرانية التي انهزمت في « حلب » بسوريا، وليس ردّاً على خروقات إسرائيلية لوقف إطلاق النار؟ وهذا ما نعتقده: الديكتاتور خامنئي يرى إمبراطوريته الرثة تتهاوى في لبنان وفي سوريا، فيعطي أمراً لوكلائه اللبنانيين بإطلاق « صواريخ تحذيرية من استمرار الهجوم على مواقع الحرس الثوري الإيراني في حلب وحماه وحمص »! أليس كذلك؟
نقطة أخيرة: يشير الأستاذ قاسم قصير إلى « الذين تضامنوا مع الزميل الصحافي داوود رمال بعد المشكلة التي حصلت له في بلدة الدوير ؟ »!
“المشكلة التي حصلت له”!! عيب، يا أستاذ قاسم. لا تؤاخذنا: ذكّرتنا بـ”المشكلة” التي كلَّفَت المواطن اللبناني “هاشم السلمان” حياته أمام سفارة إيران! والعجيب أن القضاء اللبناني لم يجرؤ على فتح ملف في تلك الجريمة التي وقعت في سنة 2014!
هل ينبغي أن نشعر بالإمتنان لأن الصحافي داوود رمال، المقرَّب من رئيس مجلس النواب نبيه برّي، لم يُقتَل بمسدسات مجهزة بكواتم صوت مثل صديقنا العزيز « لقمان سليم »؟
قبل سنوات، اعلن السيد نبيه بري أن « حزب الله فعل بنا ما لم تفعله إسرائيل »! لقد انتهى الزمن المديد (30 سنة) الذي كان فيه « كَفَ » حزب الله في « رقبة » حركة أمل!
إقرأ أيضاً:
“الشفاف” يعلن تأسيس “مرصد” خروقات “القرار الدولي 1701 بلاس” من حزب الله وأي تواطؤ لأجهزة الدولة
أصولُ الوَهَم: نعيم قاسم يُعلن “الإنتصار” على إسرائيل!