إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
قال لي أحد المؤيدين للقوات اللبنانية انه علينا أن نصمد في هذه الأيام الصعبة، والا نفقد الامل بأن الكيان قد مضى الى غير رجعة، وأن نتمسك بأرضنا وبالبقاء فيها. ويقصد بكلمة “علينا” “نحن المسيحيين”.
قلت له ان الصمود والتمسك بالأرض يحتاجان الى مشروع ولا مشروع لديكم. اطرحوا ما تعتقدونه يتناسب ومستقبلكم كجماعة تعيش بحرية وبمساواة مع الآخرين. اذا كنتم لا تزالون متمسكين بالطائف قولوها بصراحة واعملوا لذلك في إطار خطة واضحة ومقنعة، اما اذا كان خياركم الوحيد قد أصبح الفدرالية فأطرحوها بجرأة وصراحة ووضوح وابنوا استراتيجيتكم من أجل تحقيقها.
وافقني أن الصمود في الأرض يحتاج الى مشروع وان لا مشروع واضح، او على الاقل غير معلن، بل مواقف مشتتة متناقضة احيانا. لكنه نظر اليّ وفاجأني برد قاطع: “فلنتعلم من اهل #غزة”. ويقصد أن نتعلم من اهل غزة كيف يصمدون بوجه الاحتلال ال#اسرائيلي ولا يتركون أرضهم، حتى نستطيع ان نصمد بوجه هيمنة “#حزب الله” وابتلاعه للدولة وتعميمه ثقافة اليأس من أي إمكانية للتغيير.
هو لا يشبّه بالطبع ما تقوم به إسرائيل بما يقوم به “حزب الله” في لبنان، فهيمنة “حزب الله” تتم بطرق سلمية بشكل عام وامنية أحياناً، ولا مجال لمقارنة الوحشية الإسرائيلية بسلوك “حزب الله” مع اللبنانيين، حتى ولو أن البعض يعتبر ان البلاد تقع تحت “الاحتلال الايراني”. فضلاً عن أن “حزب الله”، يقاوم إسرائيل وهو في حرب معها اليوم، ولو ضد إرادة معظم اللبنانيين.
لكن ما يجعله ينصح بالتشبه بأهل غزة هو مقاومتهم كشعب مدني غير مسلح – باستثناء حماس- يواجه آلة عسكرية، تماما كما يجب ان يواجه معظم اللبنانيين العزّل تسلط سلاح “حزب الله” وتحكمه بسياسة البلاد وقراراتها فضلا عن تعطيل مؤسساتها الدستورية، بمعزل عن الإرادة الوطنية بشكل عام وضد خيارات المسيحيين الثقافية والسياسية والاقتصادية بشكل خاص.
يريد صاحبنا أن يتشبه المسيحيون بالفلسطينيين، بعد أن كان بعض المسيحيين يشمت بالفلسطينيين ويتهمهم بأنهم باعوا أرضهم لليهود.
يبقى أن التشبه بأهل غزة يفترض التعبير أيضاً عن “الحق اللبناني”، بدولة ديمقراطية ومستقلة تحترم الحريات، كما هو التعبير الواضح عن “الحق الفلسطيني” بالأرض والدولة المستقلة.
لا أعرف مدى انتشار هذا الرأي اليوم في اوساط المسيحيين بشكل عام وفي أوساط القواتيين بشكل خاص، وما إذا كانت وحشية إسرائيل اللامعقولة والتي لم تعد تجد اي تبرير انساني لها، في مقابل جلاء الحق الفلسطيني بدون التباس على المستوى العالمي، قد أحدثا انقلابا في الوعي المسيحي، أميل الى رفعه، اذا ما حصل، الى مستوى ما فوق السياسي، اي الى المستوى الثقافي العميق.
النهار
تحياتي لـ”دماثة” الصديق غسان، خصوصاً في المقطع التالي الرائع حيث كل جُملة تُكذِّب ما سبقها: ” لا يشبّه بالطبع ما تقوم به إسرائيل بما يقوم به “حزب الله” في لبنان، فهيمنة “حزب الله” تتم بطرق سلمية بشكل عام وامنية أحياناً، ولا مجال لمقارنة الوحشية الإسرائيلية بسلوك “حزب الله” مع اللبنانيين، حتى ولو أن البعض يعتبر ان البلاد تقع تحت “الاحتلال الايراني”. فضلاً عن أن “حزب الله”، يقاوم إسرائيل وهو في حرب معها اليوم، ولو ضد إرادة معظم اللبنانيين.” “هيمنة حزب الله تتم بطرق سلمية بشكل عام وأمنية أحياناً”!!!! “فضلاً عن أن “حزب الله”، يقاوم إسرائيل … ولو ضد إرادة معظم… قراءة المزيد ..