البقاع – خاص بـ”الشفاف”
أفشل الجيش الحر الخطة (أ) من عملية “فكي الكماشة” المشتركة ما بين النظام السوري ومقاتلي حزب الله بهدف الاطباق على مواقع الثوار في “جوسية” و”القصير” وبعض قرى ريف حمص.
واظهرت الوقائع الميدانية خلال الاسبوع الفائت جدية الرسائل التي وجهها الجيش الحر إلى حزب الله وحذّره فيها من مغبة استمرار قيادته في دعم النظام وارسال مقاتليه الى وادي العاصي وريف حمص لمحاصرة المواقع الجنوبية للجيش الحر ما يشكل، اذا كتب له النجاح، استكمال حلقة حصار بداها جيش النظام من الجهة الشرقية.
في الوقائع، اعاد الجيش الحر تموضع قواته في تلك المنطقه، ودفع بتعزيزات بشرية وعسكرية نوعية مكّنته من نسف مجموعة مواقع تابعة لجيش النظام بالتزامن مع عمليته النوعية في بابا عمرو، اذ اتت التنائج الميدانية مفاجئة للنظام ولحزب الله على السواء.
يقول احد قادة الجيش الحر عبر “شفاف”: كثرت التساؤلات عن مصير حمص المحاصرة منذ سنة ونيف، وذهبت مخيلة النظام وحزب الله والحرس الثوري الايراني حد رسم حدود الدويلة المذهبية وحدودها الممتدة من بعلبك الهرمل مرورا بحمص وصولا الى الساحل السوري! حتى ان كثيرين من المناصرين للثورة ابدوا تخوفهم من حجم ونوعية الحصار العسكري للنظام وجحافل حزب الله، واشاروا الى ان النظام بدأ يستخدم هذه الورقة في مفاوضاته اليائسة مع اللاعبين الدوليين على المسرح السوري، وعليكم ايجاد مخارج تتناسب والواقع الميداني المنتظر!
وتابع: في موازاة الضغط العسكري الهائل في حمص وريفها ومعهما الحدود الفاصلة بين القاع وجوسية – خط استراتيجي للمتحاربين – نفذ النظام السوري لعبة تكتيكية قديمة لحرف الانظار عن مخططه في حمص. اذ اقدم على استدراج الثوار الى معارك عنيفة وشرسة في دمشق وريفها، وصوّر بإعلامه وتصريحات مسؤوليه ان معركة دمشق بدات! مع العلم اننا في وضع مريح يمكننا من اختيار التوقيت المناسب للانقضاض على بؤر الاجرام الاسدي في العاصمة، لكننا اضطررنا الى مواجهته في بعض الاحياء الدمشقية، ونفذنا الكثير من العمليات الناجحة ودائما ضمن برنامجنا، اكرر، نحن من يحدد متى تبدا معركة دمشق.
وأضاف: “مخطط النظام واسياده أُفشل بفضل وعي وتنامي قدرة قيادة الجيش الحر بالتنسيق مع الفصائل المقاتلة على التحكم بمجريات الامور على كامل الاراضي السورية، لاننا وفي الوقت الذي بلغت فيه معارك العاصمة وريفها مستويات حادة جدا، كنا نتابع عن كثب مخطط النظام وحزب الله في حمص وريفها، حيث نفذنا عملية انتشار واسعة خرقت كل توقعات وعيون النظام وازلامه وادت الى استعادة بابا عمرو الى اهله، وفتح ثغرات اضافيه في الطوق العسكري المضروب حول المدينة.
اما المفاجاة الهامة والتي لا تقل اهمية عن استعادة بابا عمرو فكانت معركة طرد جيش النظام السوري من مواقع محصنة في “جوسية”، ومن بينها , موقع “تلة 14”، فقتل من عسكر النظام الكثير، واسرنا 20 ضابطا وجنديا, وسقط لنا شهداء في عملية تحرير هذا الموقع الهام في “جوسية”. وللعلم، المعركة متواصلة ونتائجها ايجابية جدا, ولعل ابرزها السيطرة على مساحات اضافية مكنتنا من اعادة التواصل بين مواقعنا، ورسمت معالم معارك مقبلة على النظام وحزب الله قراءتها جيدا.
وما تهديد النظام بقصف مواقع يدعي انها موجودة في لبنان سوى دليل من الادلة على عمق مازقه. ودليل ايضا على ما تركته نتائج معركة “جوسية” الاخيرة من ندوب قاتلة في الخطة “الف” من عملية فكي الكماشة، لان الواقع اليوم هو اننا نحن من يطبق على ما تبقى من مواقع لجيش النظامي , وفلول حزب الله في جوسية ووادي العاصي وبساتين القصير.