مقدّمة نشرة “الجديد” الأحد (أدناه بالفيديو):
أما وقد أقمنا أسبوعه، فلا عزاء للمتطاولين على دمنا بعد، وقد حان زمن الرد على ارتكاب الآثام السياسية التي أعقبت الجريمة. ولن نسمح بأن يستنتج المستنتجون حقائق من بنات افكارهم ومخيلتهم الواسعة. هم صناع في تبييض الوجوه لسوريا وتلك هي وظيفتهم. لكننا في قناة “الجديد” لم نكن يوما موظفين أو صناعا لأي بلاط سياسي. ومن هنا فإن على القنديل أن يطفئ زيته عنا. وعلى ميشال ان لا يباركنا بسماحته. وكل الشكر لأخبار فايز المنقولة وغير المنقولة عن سيادة الرئيس والتي قرر من خلالها ان يصدق إعلاما الكترونيا يفكر من تحت إلى فوق على ان ينصت الى ما قاله بشار الأسد.
لكل هؤلاء أو ما يعادلهم من رموز سوريا في لبنان، ولكل رموز سوريا في سوريا: كفوا عن الشهيد وعن التبرع بدمه لجهات لا تعوزكم. اصمتوا واغربوا عن وجه الشهادة، فما أدليتم به حتى الساعة لن يختلف في مضمونه عن شهادة محمد زهير الصديق التي حاربتمونها لسنوات سبع. نعرف أنكم الى تكاثر وأن دلائلكم هدفها ازاحة العبء عن سوريا. لكن اطمئنوا فإن النظام لن يغص بقتيل. وسوف يبتدع رموزه رواية اكثر حنكة من روايتكم وهو يجهز لكل قتيل حكاية مع الأرهاب. فبثينة بنت آل شعبان لم تعر اهتماما لابن العائلة علي. وأخذتها عاطفتها السياسية إلى الرواية التي تكاد تكون رسمية من ان علي شعبان قتل في منطقة تشهد عمليات تسلل المسلحين. كما ان السيارة لم تكن تحمل أي اشارة تدل على انها تابعة لفريق تلفزيوني.
لكن، لنسلم جدلا ان الفريق غير تلفزيوني فهل تطلقون النار على أي عابر بهذه العشوائية؟ وهل مسموح ان تزرع المنطقة بالرصاص لمجرد الاشتباه؟ ولماذا استمرت الغزارة على الفريق الحي لأكثر من ساعة طالما انه لم يبد أي مقاومة سوى جسده بالأرض؟ ولماذا بقي الشهيد علي لساعات مرميا بلا روح من دون ان يتمكن أحد من سحبه؟
من الواضح ان المستشارة المعتقة تدلي بما يزودها به أجهزة النظام ومتى ارتأت هذه الاجهزة ان حسين خريس قتل علي شعبان فيكون ذلك صحيحا في نظر القيادة السورية. ومن هنا نعلم لماذا سقطت سوريا منذ ثلاثة عشر شهرا الى اليوم تحت وابل من التضليل وطمس الحقائق وتغيير سير المعارك ولماذا يظهر الاعلام السوري على شكل دمية تتلاعب بها اجهزة الاستخبارات. لكننا في “الجديد” أصحاب قرار ولا نصدق إلا ما نراه ونتلمسه ونحقق به وندقق بعد التحقيق.
وخلاصتنا ان فريق “الجديد” استهدف من الجيش السوري ونقطة على أول السطر. وليس عارا على النظام وجيشه ان يعترف وان يقدم اعتذارا عما فعل. لكن ان يرسل لنا برقياته مع زمره في لبنان فهو العار المكرر المعجل، أولا لأنهم يكذبون. وثانيا لأنهم ينصرون الجار على ابن الدار. ولشعبان وفرقاطتها في لبنان نؤكد ان أيا من المحطات التلفزيونية المحلية لم تعد تستخدم اية اشارات تدل على انتمائها التلفزيوني لأن لبنان بفضل سوريا أصبح مستهدفا في جسمه الاعلامي، ولـ”الجديد” أكثر من حصة في الطريق من طرابلس إلى وادي خالد.