العربدة التي قام بها حزب الله في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت أول من أمس، من دخول ميليشياته إلى وسط المطار وافتتاحه عنوة صالة التشريفات واعتدائه على ممتلكات المطار تعكس بلا ريب الطبيعة الميليشياوية لهذا الحزب الطائفي الذي يريد الاستئثار بالحكم في لبنان والتسلط على شعبه المتحضر كي يفرض عليهم نظامه الأوتوقراطي المستورد من قم.
لم تكن مستغربة التصرفات غير الحكيمة التي قام بها الحزب فمنذ عام 2006 وهو يتصرف مع الدولة اللبنانية باعتبارها مكسر عصا ومطية لتحقيق أهدافه وطموحات مموليه الإقليميين الذين أثبتوا أنهم ليسوا في مستوى المسؤولية السياسية ولا الأخلاقية لحفظ أمن واستقرار لبنان. وأنهم يتصرفون لتحقيق مصالحهم الأنانية مثلهم مثل حزب الله بالأسلوب الميليشياوي وليس بمنطق السياسة.
ثبت للقاصي والداني أن الحزب الإلهي لا يريد قيام الدولة اللبنانية ولا النظام اللبناني العصري المتحضر ولا سيادة القانون ولا يأخذ بالنتائج الديموقراطية، وأنه يمثل طغمة ميليشياوية تريد التسلط على مقدرات لبنان وعلى إرادة الشعب اللبناني. وثبت باليقين أن هذا الحزب المتطرف لا يؤمن بالديموقراطية ولا بحكومة الوحدة الوطنية ولا بالإجماع اللبناني. وقد وصلت السبل مع هذه الجماعة المتشددة إلى نهايتها.
لقد أثبتت ميليشيات حزب الله أنها بعيدة عن منطق مقاومة الأعداء وأفصحت عن أهدافها في الهيمنة على السياسة الخارجية والداخلية للدولة اللبنانية. وإضعاف هذه الدولة والنيل من أنظمتها وقضائها والسيطرة على الشعب اللبناني بالقوة وإظهار علو واستعلاء طائفة على كافة الطوائف الدينية الأخرى.
ويبقى أمام اللبنانيين اليوم خيار من خيارين إما أن ينصبوا حزب الله بنهجه السياسي المنغلق والمتعصب والعنصري قيما عليهم يختار لهم الحكومات ويضع لهم السياسات التي تناسبه وتناسب مموليه وإما أن يدافع اللبنانيون عن سيادتهم المنتهكة وكرامتهم المهدرة ويحموا أنفسهم ودولتهم بالأسلوب الذي يعيد حزب الله وكل الميليشيات إلى رشدها. كما أن على القوى الإقليمية والدولية أن تفهم أن حزب الله لا يريد التعامل بالسياسة، وإنما بمنطق القوة المسلحة بكل ما يترتب عليها. وهذا يدعو إلى التفكير في تدابير وخيارات بديلة لتخليص لبنان من هذا الشر المستطير.